الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من الإعجاز العلمي في السنة النبوية سنن الفطرة نموذجاً
مقدمة الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾[1]. الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ، ليظهره على الدين كلّه، فأدّى الأمانة، وبلّغ الرسالة، ونصح للأمّة، وتركها على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلاّ هالك. وبعد: فلا يخفى على أحد، ما عانته البشرية قديماً، من التكبّل بأغلال الجهل وظلام التقليد الأعمى، ومن ذلك حال قبائل العرب، حين كانت تخيّم في سمائها سحب قاتمة من الجهل المطبق، وحين كانت تغطّ في سبات عميق من ضلال الفكر وسوء المعرفة، إلى أن نزل الوحي، حاملاً علم الله إلى الأرض، وواصفاً أسرار الكون والخلق في شتى الآفاق، ومجلياً دقائق خلق النفس البشرية، وبزغ بذلك نور الإسلام على يد النبيّ المنتظَر، الذي جاءت رسالته الزاخرة، فدعتْ إلى التفكّر في آيات الكون والخلق، وحثّت على كشف ما حوته من أسرار وخفايا. ولما أدرك بنو الإنسان قيمة العلم ودوره في النهوض بالأمم والارتقاء بها، أعلنوا قبولهم إياه طريقاً إلى جادة الصواب، وشيّدوا لضروب المعرفة صرحها الذي يليق بها، فسُخّرتْ لتحصيل العلم أعظم الطاقات، وبدأتْ بذلك خطوات التعلم تسير ثابتة تئيدة، تفجّرتْ بعدها ينابيع غداقة من النور والمعرفة. وبعد دراسات طويلة وأبحاث مستمرة، دأب عليها طوائف كثيرة من العلماء، تمخّضتْ ثورة علميّة كشفتْ حقائق الأرض والسماء، وأسرار الحياة، وآيات النفْس، وسطع بذلك سنا المعرفة وعمّ الأرجاء، وتحقق بذلك وعد الله، فها هي آياته تتضح في الآفاق، وفي أنفسنا البشرية، وهاهي الكشوفات العلميّة الحديثة تسير ثابتة، وتؤيّد الوقائع بأدلة دامغة، شهدتْ بها جموع ذوي العلم والتخصّص، وأظهرتْ جوانب كبيرة من أسرار الخلق، وما فطره الله في النفس البشرية، من لطيف الصنعة وبديع الحكمة. وما برح هذا العلم الحديث، يميط اللثام عن خفايا ما حوته نصوص القرآن والسنّة النبوية، من معلومات ومبادئ وأفكار، أوردتْـها تعاليم الشارع الحكيم، وظهر جلياً نتيجة لذلك، سبق ما جاءت به نصوص الإسلام، قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، فإذا بالكثير من الحقائق العلمية وقد سُبرتْ من قبلُ، على يد النبيّ الأمّي. نعني بالإعجاز العلمي، إخبار القرآن والسنة بحقيقةٍ ما أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكان إدراكها في عصر النبوة، نظراً لضعف إمكانات أهل ذاك الزمان وتأخر قدراتهم. وقد دعمتْ نماذج الإعجاز العلمي المختلفة صدقَ رسالة النبي الكريم، وبرهنتْ أنه ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فأنـّى لذاك الإنسان الأميّ، الذي عاش في تلك البيئة الجاهلة التي قبعتْ في سراديب الظلام، أن يخبر بتلكم الآيات الباهرات؟، أوَ يعقل أن يكون الأمر نطقاً عن الهوى؟ أو سحراً؟ أو كهانة وعرافة؟، أم أنه علم جاء به الوحي في كتاب، لا يملك الإنس والجن أن يأتوا بمثله، وإن كان بعضهم لبعض ظهيراً؟ وبين أيدينا الآن يبدو لنا نموذج ساطع، يكشف جانباً من صدق ما جاءت به روايات السنة المطهرة، من حقائق علمية أثبتتْـها تقنيات العلم الحديث، وسنعمد إلى دراسة الأمر عن كثب، وفق نظرة علمية تحليلية، تكشف جانباً من أسرار مشكاة النبوة الطاهرة، وما حوته من درر ونفائس. يعدّ الالتزام بالطهارة وتحري النظافة، من أول ما أمر به الإسلامُ من تعاليم الخصال الحميدة، وممّا يدلّ على ذلك خطاب الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام، بقوله: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾[2]، إذ كانت تلك الآية، من أوائل ما نزل به الروح الأمين من تعليمات الشارع الحكيم، التي أظهرتْ ما للطهارة من مكانة رفيعة، جعلَـتْها من أهمّ معالم هذا الدين الجديد. وتأتي سنن الفطرة - التي سنعمد إلى دراستها من ناحية طبّية صِرفة -، في رأس قائمة ما يندرج تحت تعليمات الطهارة من الوصايا، وسنرى عظيمَ حكمة الشارع حين حثّ على التزام تلكم التعليمات، وسنرى ما أثبتته تقارير العلم الحديث من أهميّة التقيّد بمفرداتها وإرشاداتها. لقد أعلى الإسلام في مقامات كثيرة من شأن الطهارة، ومن ذلك ما أعلنه القرآنُ من حبّ الله لعباده الذين تطهّروا، ومدحه تعالى لرجالات قباء بقوله: ﴿ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾[3]، وفي مقام آخر يُـقرن الله حبّه للمتطهّرين من عباده، بحبّه لمن أتاه تائباً من الذنوب، إذ يقول تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾[4]. وتروي لنا متون السنّة المطهرة، الكثيرَ من الأحاديث التي تدور في ذات الفلك الرحيب، فقد وصلتْ الطهارة إلى درجة غدا فيها (الطهور شطر الإيمان)[5]، بل وعدّها الرسول الكريم من مكفّرات الذنوب فقال: (ما من مسلم يتطهّر فيتمّ الطهور الذي كتب الله عليه، فيصلّي هذه الصلوات الخمس، إلا كانت كفارات لِما بينها)[6]. وقد جاء الأمر بالتزام الطهارة صريحاً في أحاديث عدة، ونرى التطهّرَ وقد غدا سبباً لاكتساب الحسنات، وتكفير السيّـئات، في حديث: (مَن توضّأ على طهر كتب الله له عشر حسنات)[7]، وحديث: (إذا توضّأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه، خرج من وجهه كلّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قَطر الماء، فإذا غسل يدَيه، خرجتْ من يدَيه كلّ خطيئة كانت بطشتْها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجتْ كلّ خطيئة مشتْها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيّاً من الذنوب)[8]. وجُعل الوضوء سبباً لنيل الشهادة ودخول الجنّة، وقد وعد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من التزم الوضوء، بظهوره أمام الأشهاد يوم القيامة بمنظر يُغبط عليه، فهو سيزدان ببياض ناصع، يشعّ من الأجزاء التي بللها ماء الوضوء، ففي الحديث الكريم: (إنّ أمّتي يُدعَون يومَ القيامة غرّاً مُحجّلين من آثار الوضوء)[9]. ومما يُظهر شأن الطهارة في الإسلام أيضاً، ما نلاحظه من عدم الاكتفاء بالأمر بالتزام طهارة البدن فحسْب، بل تعدى ذلك إلى طهارة الثياب والأرض، وكان ذلك شرطاً لصحّة الصلاة لا بد من توافره. إذن فلم تُـعنَ أمّة بنظافة أبنائها كما فعلت أمّة الإسلام، ولم تظهر معالم الصحّة العامّة، في مجتمعات أخرى كما كان في مجتمع الإسلام، وها هو المسلم حين تقيّد بتلك التعاليم الرائدة، وقد أصبح أنظف الناس بدناً، وأنقاهم ثوباً، وأطيبهم ريحاً، وأطهرهم مكاناً. ما كان في مكنتنا قبل اختراع عدسات المجهر، أن ندرك الكثير من أسرار الحقائق الغائبة، التي أشار إليها القرآن والسنّة، وأثبتتْها بحوثُ العلماء المعاصرين، فقد تمّ اكتشاف ما يسبّبه عالَم الأحياء المجهريّة الدقيقة، من الأمراض المختلفة، وظهرتْ بذلك لنا حقائق وحِكم صحيّة، حملتْها توجيهات الإسلام، فوضعتْ بها حجر الأساس لعملية بناء الطبّ الوقائيّ الحديث، الذي يُعنى بمنع انتشار الأمراض، وتعزيز صحّة الفرد والجماعة، وإغلاق منافذ الداء. وقد ورد في سنن الفطرة، أحاديث صحيحة تعدّدتْ رواياتها وألفاظها، إلا أنّها اتفقتْ على ذكر طائفة من الخصال الحميدة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشر من الفطرة: قصّ الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقصّ الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء)، يقول الراوي: ونسيتُ العاشرة، إلا أن تكون المضمضة[10]. وجاء في الحديث أيضاً: (عشرة من السنّة: السواك، وقصّ الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، وتوفير اللحية، وقصّ الأظفار، ونتف الإبط، والختان، وحلق العانة، وغسل الدبُر)[11]. وفي حديث آخر، يقول عليه الصلاة والسلام: (خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وقصّ الشارب)[12]. الفِطرة في اللغة: الابتداء والخِلقة والولادة على نوع من الطبع، وهي ما فطر الله عليه الخلق، فـطره يفطره فطْراً، أي: خَـلقه[13]، وهي شعور يميل الإنسان إليه بطبعه وذوقه السليم، وقد جُـبل عليه في الأصل، وعُـدّ الخروج عنه إخلالاً بمعاني الإنسانيّة السويّة. وقد ورد عن كثير من العلماء، أنّ الفطرة هي السنّة، والهدي النبويّ، والطريقة التي جاء بها الأنبياء، وأمَر خاتمهم عليه الصلاة والسلام باقتدائها، وفي ذلك يقول البيضاويّ: "الفطرة: أن يخلق الله المكلّفين على الجبلّة السليمة والطبع المتهيئ لقبول الدين الحق، فلو تُـركوا عليها لاستمرّوا على لزومها"[14]. ولأهمّية سنن الفطرة تلك، فإنّه لا بدّ من سبر أغوارها، ودراسة كلّ سنّة منها على حِدة، من جوانب طبية صرفة، لمعرفة ما حوته من فوائد أثبتتْها تقارير العلم الحديث، وعلينا قبل أن نخوض في ذلك، أن نسلّط بعض الأضواء على بعض الحقائق العلمية، التي تخصّ عالَم الكائنات الحية المجهرية، المسبّـبة للكثير من الأمراض في جسم الإنسان، والتي يمكن إلى حدّ بعيد، وقاية أجسامنا من أخطارها، بالتزام سنن الفطرة وتعهّدها. الكائنات الحية المجهرية كما خلق الله تعالى كائنات حية نراها بعيننا المجردة، وهي تعيش من حولنا في عالمنا الفسيح، فقد خلق جلّ وعلا أيضاً أحياء أخرى، كشفتْها لنا حديثاً عدسات المجهر، فعرّفتنا على عالَم رحب، تأخذ الحياة فيه مسارها، وأعيننا في غفلة تامة عنها. نعني بالأحياء المجهرية، تلك الكائنات الحية الدقيقة، التي يحتاج إبصارها إلى استخدام عدسات المجهر المكبرة، وتقسّم عموماً، إلى أربع مجموعات رئيسة، تضمّ كلاً من البكتريا Bacteria والفيروسات Viruses والفطريات Fungi والأحياء الأولية Protozoa. ولكل مجموعة من تلك الكائنات مملكتها الخاصة، وصفاتها التي تمتاز بها، وثمة خواص مشتركة، تجمع بينها أحياناً، وسوف نبحث في كلّ مجموعة منها على حدة، فنوضح أهم خصائصها، وطرق تكاثرها، وبعض ما قد تلحقه بأجسامنا من علل وأمراض. البكتريا البكتريا Bacteria (أو الجراثيم كما تسميها بعض المراجع)، هي كائنات حية مجهرية، تعيش في البيئة من حولنا، بأعداد كبيرة جداً، تجعلها أكثر المخلوقات الحية تعداداً، إذ توجد في كلّ مكان، وتشاهد في الماء والهواء وخلال ذرات التربة، وبإمكانها أن تغزو أجسام الكائنات الحية المختلفة، بما في ذلك جسم الإنسان. وللبكتريا أنواع كثيرة، وبعضها لا يسبّب أي مرض، وقد كشف العلم الحديث عن بعض آخر منها، قد يلحق الأذى بأجسام الكائنات الحية التي تستعمرها. وخلافاً لما قد نعتقد، فإنّ للبكتريا فوائد عديدة، إذ تعيش أنواع منها في جهازنا الهضمي، وتساعد في هضم ما نتناوله من الطعام، كما أنها تتغذى على غيرها من الأحياء الدقيقة الضارة، التي تعيش داخل المعدة والأمعاء، وتسهم البكتريا من جانب آخر، في صناعة بعض الفيتامينات الهامة التي يحتاجها الجسم، مثل فيتامين (ك) و فيتامين (ب). وللبكتريا خارج أجسامنا فوائد أخرى، فبكتريا التربة تحول المواد الميتة كأوراق الشجر والأغصان وبقايا الطعام، إلى مخلفات تحمل عناصر غنية ومفيدة لنمو النبات، كما تحوّل بكتريا الهواء غاز النيتروجين إلى مواد مغذية، تصل إلى التربة، وتفيد هي الأخرى في عملية نمو النباتات. ولخلية البكتريا حجم صغير، يتعذر معه رؤيتها بالعين المجردة، إذ يقلّ قطرها عن خمسة ميكرومترات، علماً بأنّ الميكرومتر الواحد هو جزء من مليون من المتر، وتتكاثر البكتريا بما يعرف بالانشطار الثنائي، إذ تنقسم الخلية البكتيرية إلى خليتين جديدتين، تستقلّ كلّ منهما بحياتها الخاصة، وتعطي الخلية الجديدة التي نشأتْ عن ذاك الانقسام، خليتين أخريين، وتستمر دورة الانقسام الفريدة هذه، حتى تمتلئ ساحة الأنسجة بملايين الخلايا البكتيرية، التي تغزو أجهزة الجسم المختلفة. ومما يتجلّى من مظاهر رحمة الله بنا، أنّ أعداد البكتريا تقلّ كثيراً نتيجة قيام هذه الكائنات بأكل بعضها، وبالتالي ينخفض عددها بصورة ملحوظة، ولولا ذلك، لغزتْ البكتريا كوكب الأرض، ولأكلتْ الأخضر واليابس، فسبحان من أحسن كلّ شيء خلقه. وتمتلك بعض البكتريا أعضاء خاصة تسمى بالسياط Flagella، التي تسمح لها بحرية الحركة والتنقل بين خلايا الجسم المختلفة، مما يعني المزيد من التكاثر وغزو الأنسجة، وللبكتريا أيضاً أشكال متعددة، ويمكن تصنيفها بذلك إلى ثلاث مجموعات رئيسة، هي: المكوّرات Cocci والعصياتBacilli والملتويات Spirochetes. تشبه بكتريا المكوّرات الكرة تحت عدسة المجهر، ولها أشكال مختلفة، إذ ثمة مكوّرات عنقوديةStaphylococci تتجمع في صورة عناقيد العنب، وثمة مكوّرات مزدوجة Diplococci تظهر مثنى، وهناك مكوّرات عِـقدية Streptococci تمتاز بتجمعها في شكل العِـقـد. (بكتريا المكورات العنقودية كما تظهر تحت المجهر)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 10:39 AM
|