هل حياتنا عبارة عـن مقبرة واسعة ..؟؟

أبدأ سطوري لأقول رداً على هذا التساؤل الذي عنونته لعنواني : معظمنا يعيش بهذه المقبرة منذ اللحظة التي يصحو فـيها على نفسه لتستولي عليه الهموم والانشغالات المتنوعة والمقابلات والمجاملات وأمور روتينية تعودنا عليها كل يوم وبدون تفكير عميق بحكم العادة نصحوا من النوم ندخل الحمام أكرمكم الله نشرب قهوة عصير نفطر نتشيك أمام مرآة الغرفة نتعطر نصبح ونسلم على كل من نلقاه أمامنا نركب المواصلات نذهب إلى أعمالنا جامعاتنا مدارسنا من نفس الطريق نفس المكتب نفس الكرسي نفس الزملاء نسلم ونقول لهم نفس الكلام أو نثرثر بما يجري في هذا الكون حتى ربة المنزل تعمل نفس الروتين اليومي لا يختلف أمس عن اليوم نعود للبيت من نفـس الطريق ونفتح الباب بنفـس المفـتاح ونسلم ونمارس نفس الطقوس المعتادة والتي نفعلها يومياً في بيوتنا زمن مفقود لا نعيشه وإنما نحمل جثتنا التي تفوح منها رائحة الملل من لحظة إلى لحظة وهكذا ونواصل السير كمن يمشي في نومـــه ونظل نؤجل ما يعتصر في نفوسنا ونخفي رغـباتنا خلف سد عالي من الصبر والاحتمال وعبودية يحكمنا فيها دكتاتور اسـمه الروتين حتى تأتي لحظة حرجة نفقد فـيها صوابنا وتحملنا مهما كان مداها بعدها ننفجر من الغيظ والقرف والزهق والملل ونخرج عن طورنا من هنا يبدأ مشوارنا كي نبحث به عن إنسان يخفف عنا هذا الحمل إنسان نحبه ويحبنا نثق به ويثق بنا ونادراً نجده لنفضفض له همومنا ونفتح له قلوبنا ونبيح له ما بنفوسنا أو كدر علينا صفونا ليلطف أحاسيسنا هذا الشخص قد لا نجده وقد نجده وهنا وكما تلاحظون قدمت عبارة قد لا نجده ليس تشاؤما لكن هناك أزمات نعيشها مع بعضنا البعض أن نجد من نثق به ليكون لنا حبيباً أو صديقاً أو أخاً كاتماً لأسرارنا ومع الأسف هذا الشخص من وجهة نظري أعتبره عملة نادرة جداً المتوفر في هذا الزمن التي تغطت علية المادة هو من يخيب ضننا به أقف هنا وهنا لأقول .. دعونا نتفق أن نسمي هذا الشخص بالصديق .. الصداقة ليست علاقة عادية بين الأشخاص الصداقة الصادقة ثورة على العادة الصداقة تقتل وتفتك الروتين اليومي وديكتاتورية المجتمع والناس الصداقة هي خـلوة شرعية بين اثنين تتشاور فيها الأنفس الصادقة الصداقة هي تعرى النفـس ومكاشـفتها ومصارحتها الصداقة هي لحظة أو لحظات جميلة نعيشها نحن تعودنا أن نقدم مهراً كمقدم صداق لنقترن بشخص نحبه لنقدم له شبكة غالية وهي إعفاؤه من التكلف والمجاملة وكل ما ينغص علينا حياتنا أنا لا يزعجني ممن وثقت به أقواله أو أفعاله التي تجرحني أحياناً ولكن يزعجني تصرفاته التي يفقد بها حريته وأفقد أنا بها حريتي ففقدان الحرية والثقة معناها تهديد هذه الثقة وتهديد جوهرها الحقيقي صداقة الرجل للرجل أكثر صفاء ووضوح بينهما صداقة المرأة للمرأة أكثر عاطفية ورحمـة بينهما وصداقة الرجل والمرأة تتدخل فيها الطبيعة كطرف ثالث

المصدر : منتديات عبق الياسمين