يقولُ اﻷطبّاء :
أنّ فُتحة الحُنجرة قد قُدِّرَت تقديراً دقيقاً جداً، حيثُ لو اتّسعت قليلاً أكثر ممّا هي عليه ﻻختفى صوتُ اﻹنسان، ولو ضاقت قليلاً أكثر ممّا هي عليه ﻷصبح التنفُّس عسيراً
- " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ "
ولو أنّّ الرؤية زادت عن حدِّها الذي هي عليه ﻷصبحت حياتنا جحيماً؛ فإنّك إذا نظرتَ إلى كأسِ الماء الذي تشربهُ اﻵن وتراهُ صافياً عذباً فراتاً رائقاً، فلو أنّ قوّة البصر زادت قليﻼً ودقّت أكثر مما هي عليه؛ لرأيتَ في هذا الكأس العجب فسوف ترى الكائنات الحيّة والجراثيم بعددٍ ﻻ يُحصى
- " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
ولو أنّ قوّة السّمع ارتفع مُستواها قليﻼً لما أمكنك أن تنامَ الليل؛ ﻷنّ اﻷصواتَ كُلّها تتلقَّفُها، بل إنّ أصواتَ جهاز الهضم في معدتكَ وحدَهُ تكادُ تكونُ كالمعملِ الكبير
- " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
ولو أنّ حاسّةَ اللمسِ زادت؛ لشعرتَ بالكهرباء السّاكنة التي تُحوّل حياتكَ جحيماً ﻻ يُطاق
- " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
لكن الله سُبحانَهُ وتعالى شقَّ لنا السّمعَ، وأنشأَ اﻷبصارَ واﻷفئدة، وخَلقَ الحواسَ خَلقاً دقيقاً؛ فسُبحانه
- " وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ