الأدارة ..♥ |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تزوج مرتين .. ولكن
تزوج مرتين .. ولكن قصة من تأليف الكاتب والباحث أ– ناهـض زقـوت طال به العمر، ولم يعد لديه متسع للصبر خوفا من الموت قبل أن يحقق وجوده، أنهكه العمل الشاق في حفر الأرض بحثا عن وجوده، فقرر الزواج بعد أن كان يتدلل ويستهزئ من الآخرين الذين يطلبون منه الزواج. أنا مشروع عمل وليس مشروع زواج هكذا كان يقول. الموج شديد، والعواصف لا ترحم، والخلود بالأولاد سنة الحياة، فأعلن الزواج، وأوقف العمل في حفر الأرض. رفض كل العروض، وقال أنا من سيختار شريكة العمر. فاختار بنت أصول وذات عروق عائلية وجذور نضالية، ليتفاخر بأنه صبر ونال. عاش في كنفها خاضعا لجمالها والحسنات التي تقدمها، لا يرفض طلبا، وإن كان أحيانا يخالفها ويخرج عن طوعها، إلا أنه سرعان ما يعود بعد أن تكشر له عن أنيابها. أنجب من الأولاد والبنات عشرة في عين الحسود، علمهم ودربهم على التكيف مع الحياة، ومواجهة المصاعب وتقلبات الزمن. وهنت أم العيال بعد أن استشرى بها المرض، ولم تعد قادرة على المواجهة وفرض قوتها على أبو العيال كالماضي، استغل الموقف ورفع صوته عاليا، بأنه قرر أن يتزوج بأخرى، فلم يجد معارضة، فالأولاد طوع أمره، وأم العيال عاجزة. تزوج بأخرى، ولم يلتفت إلى المعارضين من أقاربه وأصدقائه، وفي السر دعمه جيرانه ومعارفه المقربين. في نفس البيت أقامت الزوجة الجديدة، ومنذ الأسبوع الأول حدث الشقاق بين الضرتين، وعلا الصوت حتى سمعه الجيران، تدخلوا لإصلاح ذات البين، هدئت النفوس واستكانت القلوب، ولكنها كانت مشتعلة، سرعان ما هبت نيرانها، ولم يعد أبو العيال قادرا على الفصل بين الضرتين، إلا بالخلاص من إحداهما، فطلق الأولى أم العيال، وناصر الثانية ضد أم العيال، والأولاد ناصروا أباهم، وقال الآن شعرت أني تزوجت. وحين رفع صوته، استكانت الزوجة الجديدة في ظله، وحين رفع السوط استسلمت لأوامره، وكان ما أراد أن يشعر برجولته.
الساعة الآن 04:23 PM
|