ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  


العودة   منتديات عبق الياسمين > ..::ღ♥ღ عبق المنتديات العامة ღ♥ღ ::.. > عبق العام ✿

عبق العام ✿ جميع القضايا العامة التي تهدف الفائدة والأستفادة ﹂ ✿

 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 21-07-2020, 12:02 PM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (03:55 AM)
آبدآعاتي » 1,622,875[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
الحرية للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي



الحرية للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي مقال للكاتب الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي تناول الوصف عن حرية الإنسان المتوافقة مع فطرته بأسلوب أدبي رفيع



الحرية للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي
استيقظت فجر يوم من الأيام على صوت هرَّة تموء(1) بجانب فراشي وتتمسح بي،
وتلح في ذلك إلحاحاً غريباً، فرابني أمرها، وأهمني همها،
وقلت: لعلها جائعة، فنهضت، وأحضرت لها طعاماً فعافته، وانصرفت عنه،
فقلت: لعلها ظمآنة، فأرشدتها إلى الماء فلم تحفل به،
وأنشأت تنظر إليَّ نظرات تنطق بما تشتمل عليها نفسي من الآلام والأحزان؛
فأثَّر في نفسي منظرها تأثيراً شديداً، حتى تمنيت أن لو كنتُ سليمانَ أفهم لغة الحيوان، لأعرف حاجتها، وأفرج كربتها،
وكان باب الغرفة مُرْتَجاً(2)، فرأيت أنها تطيل النظر إليه، وتلتصق بي كلما رأتني أتجه نحوه،
فأدركت غرضها وعرفت أنها تريد أن أفتح لها الباب،
فأسرعت بفتحه فما وقع نظرها على الفضاء، ورأت وجه السماء، حتى استحالت حالتها من حزن وهم إلى غبطة وسرور،
وانطلقت تعدو في سبيلها،
فعدت إلى فراشي وأسلمت رأسي إلى يدي، وأنشأت أفكر في أمر هذه الهرة، وأعجب لشأنها
وأقول: ليت شعري هل تفهم هذه الهرة معنى الحرية؛ فهي تحزن لفقدانها، وتفرح بلقياها؟
أجل، إنها تفهم معنى الحرية حق الفهم، وما كان حزنها وبكاؤها وإمساكها عن الطعام والشراب إلا من أجلها،
وما كان تضرُّعها ورجاؤها وتمسحها وإلحاحها إلا سعياً وراء بلوغها.
وهنا ذكرت أن كثيراً من أسرى الاستبداد من بني الإنسان
لا يشعرون بما تشعر به الهرة المحبوسة في الغرفة، والوحش المعتقل في القفص، والطير المقصوص الجناح من ألم الأسر وشقائه،
بل ربما كان بينهم من يفكر في وجهه الخلاص، أو يتلمس السبيل إلى النجاة مما هو فيه،
بل ربما كان بينهم من يتمنى البقاء في هذا السجن، ويأنس به، ويتلذذ بآلامه وأسقامه.
الحرية للإنسان

من أصعب المسائل التي يحار العقل البشري في حلها: أن يكون الحيوان الأعجم أوسع ميداناً في الحرية من الحيوان الناطق،
فهل كان نطقُه شؤماً عليه وعلى سعادته؟
وهل يجمل به أن يتمنى الخرس والبله ليكون سعيداً بحريته كما كان سعيداً بها قبل أن يصبح ناطقاً مدركاً؟
يحلق الطير في الجو، ويسبح السمك في البحر، ويهيم الوحش في الأودية والجبال،
ويعيش الإنسان رهين المحبسين: محبس نفسه، ومحبس حكومته من المهد إلى اللحد.
صنع الإنسان القوي للإنسان الضعيف سلاسل وأغلالاً،
وسماها تارة ناموساً وأخرى قانوناً؛ ليظلمه باسم العدل، ويسلب منه جوهرة حريته باسم الناموس والنظام.
صنع له هذه الآلة المخيفة، وتركه قلقاً حذراً، مروع القلب، مرتعد الفرائص
يقيم من نفسه على نفسه حراساً تراقب حركات يديه، وخطوات رجليه، وحركات لسانه، وخطرات وهمه وخياله؛
لينجو من عقاب المستبد، ويتخلص من تعذيبه،
فويل له ما أكثر جهله!
وويح له ما أشد حمقه!
وهل يوجد في الدنيا عذاب أكبر من العذاب الذي يعالجه؟ أو سجن أضيق من السجن الذي هو فيه؟
ليست جناية المستبد على أسيره أنه سلبه حريته،
بل جنايته الكبرى عليه أنه أفسد عليه وجدانه، فأصبح لا يحزن لفقد تلك الحرية، ولا يذرف دمعة واحدة عليها.
لو عرف الإنسان قيمة حريته المسلوبة منه وأدرك حقيقة ما يحيط بجسمه وعقله من القيود _ لانتحر كما ينتحر البلبل إذا حبسه الصياد في القفص،
وكان ذلك خيراً له من حياة لا يرى فيها شعاعاً من أشعة الحرية، ولا تخلص إليه نسمة من نسماتها.
الإنسان خلق حراً

كان في مبدأ خلقه يمشي عرياناً، أو يلبس لباساً واسعاً يشبه أن يكون ظلة تَقِيْهِ لفحة الرمضاء، أو هبة النكباء،
فوضعوه في القماط كما يضعون الطفل، وكفنوه كما يكفنون الموتى، وقالوا له: هكذا نظام الأزياء.
كان يأكل ويشرب كل ما تشتهيه نفسه وما يلتئم مع طبيعته،
فحالوا بينه وبين ذلك، وملؤوا قلبه خوفاً من المرض أو الموت، وأبوا أن يأكل أو يشرب إلا كما يريد الطبيب،
وأن يقوم أو يقعد أو يمشي أو يقف أو يتحرك أو يسكن إلا كما تقضي به قوانين العادات والمصطلحات.
لا سبيل إلى السعادة في الحياة، إلا إذا عاش الإنسان فيها حرّاً مطلقاً، لا يسيطر على جسمه وعقله ونفسه ووجدانه وفكره مسيطر إلا أدب النفس.


الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس



فمن عاش محروماً منها عاش في ظلمة حالكة، يتصل أولها بظلمة الرحم، وآخرها بظلمة القبر.
الحرية هي الحياة، ولولاها لكانت حياة الإنسان أشبه شيء بحياة اللُّعب المتحركة في أيدي الأطفال بحركة صناعية.
ليست الحرية في تاريخ الإنسان حادثاً جديداً، أو طارئاً غريباً، وإنما هي فطرته التي فُطر عليها مذ كان وحشاً يتسلق الصخور، ويتعلق بأغصان الأشجار.
إن الإنسان الذي يمدّ يديه لطلب الحرية ليس بمتسوِّل ولا مستجد، وإنما هو يطلب حقاً من حقوقه التي سلبته إياها المطامع البشرية،
فإن ظفر بها فلا منة لمخلوق عليه، ولا يد لأحد عنده.
الهامش

(*) المجموعة الكاملة لمؤلفات المنفلوطي ص127.
(1) المواء: صوت الهرة.
(2) أي مقفلاً (م).




 توقيع : حسن الوائلي











رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ حسن الوائلي على المشاركة المفيدة:
, , , ,
 

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
أدب المناظرة للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي حسن الوائلي عبق العام ✿ 30 25-01-2024 08:58 PM
الآداب العامة للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي حسن الوائلي عبق العام ✿ 23 24-12-2023 08:12 PM
الانتحار للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي حسن الوائلي عبق العام ✿ 26 24-12-2023 07:44 PM
النبوغ للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي حسن الوائلي عبق العام ✿ 25 20-10-2022 10:25 PM
الغني والفقير للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي حسن الوائلي عبق العام ✿ 25 20-10-2022 10:21 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.