الأدارة ..♥ |
عَبق المَقَالات الشخْصِّية ✿ يَهْتَم بِتَألِيفْ وَاِبْدَاعَات الاَعضَاء مَهمَا كَانْت وَأي نص سبق له النشر خارج مملكة عبق بقلم العضو ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
للكتابة روح
تنتاب الكاتب حالة غريبة عندما تصطاده الأحداث .....أو المشاعر ...وتجبره أن يحولها لمفردات تلك الحالة تأتي على حين غرة .....وبلا اى مقدمات .....ينفصل فيها الكاتب عن ما يحيط به الكتابة روح من الكاتب وفكر ......يكتب أحيانا ولا ينشر وكأن ما كتب حديث الروح للروح وكأنه طفل لعب بالماء وتبلل ......أو تسلق شجرة فتمزقت ملابسه واتسخت ويخشي من عقاب والديه انه خروج عن المألوف .....يخلق فيها الكاتب الأعذار لنفسه....كما يخلق الطفل الأعذار لنفسه عندما تتسخ أو تتمزق ثيابه ....ويتهرب من والديه هربا من التوبيخ فالخيال وحده يجبر الطفل على أن يُجرب أشياء منعه عنها الوالدين .....ذاك الخيال نفسه الذي يجبر الكاتب أو الشاعر على أن يكون وحده حين يكتب ..... بكل ما في الخيال من أوجاع ومتعة يتردد كثيرا قبل أن ينشر ما كتب ......ويبدأ في تنقيح ما كتب ....وتقليمه ....وتهذيبه حتى يخفي بعضا مما كتب يبقي له وحده ......ولا احد يكشف سره وهنا يأتي دور القارئ الموهوب ......ويتذوق الكلمات بخياله ......ويري غيوما وسحبا ويشعر بالبرد والمطر .....ويشاهد زهور وورود ....كل هذا من خلال يقرأها قراءة الموضوع أو القصيدة أو الخاطرة ......عند القارئ الجيد هو تجوال في مدن مفتوحة لا أبواب لها ولا نهاية لها ......ندخلها بالخيال وحده تلك المدن هي روح من كتب .....وبعضا من أنفاسه....يشعرها القارئ بقلب مفعم بالصفاء أؤمن بأن المعرفة من حق الجميع......وموجودة في الكتب الدراسية وهي واقع ..... أما الخيال فهي حالة تنتاب الإنسان منا يتخطى فيها التاريخ والجغرافيا ..... يتخطي فيها الزمان والمكان ليعيش اللحظة كل موضوع جديد أو قصيدة أو خاطرة نقرأها هي عبارة عن بوابة جديدة لعالم جديد فالكاتب مدينة ......ولدت من اللغة والمفردات .....كل مفردة لها صوت وإيقاع...بل لكل كلمة معني يولد منها معاني كثيرة ......من تلك المفردات تولد الكتب ....وكل كتاب نقرأه هو سفر في حياة الآخرين .......بل هو سفر في تاريخ الكاتب ومشاعره وفكره وأحيانا أجد الكتاب عبارة عن أصوات .....أتحدث معها وتتحدث معي .....أخالفها وتخالفني كثيرة هي المواضيع التي أجبرت قلوبنا على الخفقان .....وأدمعت عيوننا .... ووضعت البسمات على وجوهنا وما هذا سوي نتائج تفاعل بين خيال الكاتب وفكره ........وخيال القارئ وفكره ما أروع أن يكتب الإنسان منا بمشاعره ......ويقرأ الإنسان منا ما كتبه غيره بمشاعره هنا تسمو الروح الإنسانية وتترفع عن صغائر الأمور....ولا يبقى في قلب إنسان منا ضغينة من يشاركني فكره وبعضا من روحه وأنفاسه له مني كل التحايا وكل الاحترام . بقلمي .........ابن الجبل حصرى
الساعة الآن 01:23 PM
|