الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
«..وبالوالدين إحساناً»
«وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً». سمعت مرة من يتحدث عن بر الوالدين فكانت له لفتة كريمة، قال ما معناه: إنه ليس في الدين أمر ولا تكليف للآباء برعاية أبنائهم، لأنه طبع مركوز في الآباء والأمهات، ولا يحتاج إلى أمر، يقوم به الوالدان بالطبع المركب فيهما لا بالتكلف ولا بالتكليف، بينما نزل التكليف ببر الوالدين. وحيث هو تكليف فإن صاحبه يثاب عليه في الدنيا توفيقاً ونجاحاً، وفي الآخرة سعادة وخلوداً، وهو تكليف من الأهمية بحيث اقترن بعبادة الله عز وجل: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً»، وقضاء الرب هنا ليس قضاء حكم، بل هو قضاء أمر كما يقول علماء اللغة، والمعنى أن ربكم أمر «ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا». صلة الرحم ولا شك في أن صلة الرحم واحد من التكاليف الكبرى في الإسلام، ولها مستويات، تبدأ من بر الوالدين، وهو أعلى درجة في صلة الأرحام، فلا وصل بلا وصل الوالدين لأن حق الوالدين مقدم على كل الحقوق عدا حق الله، فبعده يأتي حق الوالدين، كما أن عقوق الوالدين يأتي بعد الإشراك بالله في عظم الجرم وكبر الذنب وعطف الله سبحانه وتعالى الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك على بر الوالدين، فقال عز وجل: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً)، ونهانا عز وجل عن أن ننهرهما، بل وعن أن يقول الواحد منا لوالديه أو لأحدهما كلمة أف واحدة، وأمرنا أن نقول لهما قولا كريما فقال عز من قائل: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما)، ووصى ربنا سبحانه وتعالى بالوالدين وخص الأم بتوصية خاصة فقال عز وجل: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين)، وقرن شكره بشكرهما، فقال الله: (أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير). وبر الوالدين من أعظم الأعمال الصالحة كما في الصحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع كثيرة، فقد بين لنا صلى الله عليه وسلم أن للجنة أبواباً، وأن أوسط أبواب الجنة هو طاعة الوالد، فقال صلى الله عليه وسلم: «الوالد أوسط أبواب الجنة»، وقال صلى الله عليه وسلم: «رضا الرب من رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما». السعي على الوالدين وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يخرج من بيته يسعى على والديه فإن أجره مثل أجر الخارج في سبيل الله، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله، قال: «فهل من والديك أحد حي؟»، قال: نعم، بل كلاهما، قال: «فتبتغي الأجر من الله»؟ قال: نعم، قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما»، وفي البخاري أيضا ما رواه عبد الله بن عمرو، قال: «إن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أجاهد» قال: «لك أبوان»؟ قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد». ويروي البخاري في «الأدب المفرد» بإسناد صحيح، عن أبي بردة قال: «سمعت أبي يحدث أن ابن عمر شهد رجلا يمانيا يطوف بالبيت، يحمل أمه وراء ظهره»، يقول: «إني لها بعيرها المذلل، إن أذعر ركابها لم أذعر، الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملت أكثر مما حملت»، ثم قال لابن عمر رضي الله عنهما: فهل ترى أني جازيتها؟ قال: «لا، ولا بزفرة واحدة»، وفي رواية: «لا، ولا بطلقة واحدة، ولكن أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرا». وأوجب أنواع البر هو ما كان للوالدين في الكبر وقت الاحتياج، فالأب والأم كانا يعطيان الابن وهو ضعيف وهما قويان، ولكن في الكبر أصبحا ضعيفين، والأبناء هم الأقوياء، وأصبح من الواجب على الأبناء رعاية والديهما والبر بهما. برهما بعد وفاتهما وبر الوالدين يستمر حتى بعد وفاتهما، فقد أتى رجل من بني سلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: «نعم، الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما». ومن بر الوالدين بعد وفاتهما التصدق عنهما وإنفاذ الوصية وإحسان التجهيز والكفن والصلاة والدفن والدعاء، والحج عنهما إذا لم يحجا والعمرة عنهما إذا لم يعتمرا، وبالإضافة إلى ذلك قضاء دينهما، وهذا من أعظم ما يقدمه الأبناء نحو آبائهم وأمهاتهم، أن يبادروا إلى قضاء ديونهم. ومن برهما كذلك صلة أصدقاء الأبوين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد وفاة الأب»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 06:10 AM
|