الأدارة ..♥ |
عَبق المَقَالات الشخْصِّية ✿ يَهْتَم بِتَألِيفْ وَاِبْدَاعَات الاَعضَاء مَهمَا كَانْت وَأي نص سبق له النشر خارج مملكة عبق بقلم العضو ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
المتأمل
التأمل موهبة تقود إلى أشياء جميلة وجديدة ....فلم يكن صاحب قوانين الجاذبية والحركة أول إنسان تقع أمامه ثمرة من الشجرة .....ولكنه تأمل وراح يفكر في السبب واكتشف بعدها ما اكتشف أمام التأمل في هذا الكون لا يملك العقل البشري إلا سجدة طويلة مسبحا ربه هذا الوجود يفسره كل كائن حي بطريقته هو ....وبفهمه هو ....وبمداركه هو منذ هبوط سيدنا آدم للأرض يتأمل الإنسان ويفكر ويكتشف ويدبر ....عندما نقرأ عن الحياة البدائية ونقارنها بما نحن عليه الآن من تطور.....نجد بأن الإنسان اكتشف الكثير وأصبحت حياتنا أسهل كان خلف هذا التطور بشر تأملوا ....فكروا.....اخترعوا ....وأضافوا المتأمل موهوب مثله مثل الشاعر والرسام .....تظهر موهبته في تعبيره وحكمته وفكره وكأن المتأمل على صلة بقوى لا نعلمها يتأمل الجمال من خلالها فنراه مبدع وفي الحقيقة تلك القوى هي التي تبحث عن المتأمل لتبدع به وترسل لنا رسائل عن طريقه هؤلاء البشر أراهم وكأنهم يخزنون الأفكار ويبعثروها في يد الألوان فتصبح كالأنوار تضيء سماء نفوسنا كلما أظلمت في وجوهنا الحياة وأصبحنا لا ندرك بعضا من معانيها تلك الحياة الني نحياها لم تُدرك معانيها إلا بالعلم لذا فهي ليست جميلة إلا بالتأمل المتأمل وراء ما لا ينتهي من الجمال .....أول هذا الجمال من فكره وآخره في فكرنا الإنسان المتأمل ......متألم دائما في بحثه عن الجديد .....فهو يجهد نفسه خارج من الطبيعة وداخل إليها في وقت واحد ....فهو نفسه غريب عن نفسه أحيانا وهذا سر سمو فكره وحريته المتأمل هو ذاك الإنسان الذي تقف عند كلماته .....فتجدها وقد ملئت نفسك بل تتمدد في روحك وتستقر في قلبك .....إما هو فلا يرضي كما كتب ويقول لدي الأحسن والأروع....... ويبقي فكره في نظام لا نظام فيه .....مرتب ولا ترتيب فيه ....وبطريقة لا طريقة فيها وقد أعطاه ربه حاسة غريبة عنا .....فهو يسمع المرئي .....ويبصر المسموع ....ويلبس الأصوات أشكالا تلك الحاسة كحاسة الطيور التي تهاجر من الشمال للجنوب بدون خرائط ولا بوصلة ولا حتى دليل هي نفسها الحاسة التي جعلت النحل أعظم المهندسين في بناء خليتها بطريقة هندسية بديعة دون قلم ومسطرة المتأمل عندي هو فوق البشر لا أقول بدرجة ولكن اعني هنا بحاسة منحها له الله دون البشر تلك الحاسة التي يعيش بها ولا يحيا معها ....تأتيه كالخيال غير منظورة يشعرها ولا يستوعبها تجهده وتتعبه ...يحملها في ذاته ويعاني بها من مضض الفكر وثقله .....ويكون في حالة يصعب وصفها هو إنسان يحمل في أعماقه إنسان آخر .....احدهما يري والآخر يتأمل ما يراه عندما يهم بالكتابة عما يري ....ويكتب فيجد نفسه وقد كتب غير ما كان يفكر بكتابته المتأمل ....يتأمل في أسرار الأشياء لا في الأشياء التي يراها ....لذا تمتاز قريحة المتأمل بقدرتها على خلق ألوان نفسية تظهر كل شيء وتلونه لإظهار حقائقه لنا بطريقة مختلفة وكلماته تجد طريقها إلى نفوسنا من اقصر الطرق واقل العبارات بقلمي....ابن الجبل
الساعة الآن 04:54 AM
|