تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العبادة دعامة التوازن


مرافئ الذكريات
07-10-2019, 02:30 PM
الإنسان في حاجة دائمة إلى نوعين من الغذاء، غذاء مادي لتلبية مطالبه الجسدية، وغذاء روحي لتلبية مطالبه الروحية، وبما أن الجسد من الأرض فغذاؤه من طعام وشـراب من عناصـر الأرض، وبما أن الروح من نور الله فغذاؤه كذلك من نور الله وروحه. هذا الغذاء النوراني الروحاني قد أنزله الله تعالى إلى الناس على يد أنبيائه.

فكلام الله تعالى نور، وذكره وعبادته نور وضياء، قال تعالى: ﴿ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16][1][2]، ﴿ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ ﴾ [المائدة: 15] من اليهود والنصارى، ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا ﴾ [المائدة: 15] محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ ﴾ [المائدة: 15]عن الناس مما في التوراة والإنجيل، ويترك بيان ما لا تقتضيه الحكمة. ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15] وهو القرآن الكريم. يهدي الله بهذا الكتاب المبين من اتبع رضا الله تعالى، طرق الأمن والسلامة، ويخرجهم بإذنه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ويوفقهم إلى دينه القويم.[3]

وقال: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 174] [4] يقول تعالى مخاطباً جميع الناس ومخبراً بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم، وهو الدليل القاطع للعذر، والحجة المزيلة للشبهة؛ ولهذا قال: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 174]أي: ضياء واضحا على الحق، قال ابن جريج[5] وغيره: وهو القرآن[6].

فهذا النور الذي جاء من عند الله، وهذا الروح الذي أوحاه إلى رسوله، صلى الله عليه وسلم، هو الغذاء الروحي الذي يحفظ للإنسان التوازن في حياته، ولأهمية هذ ا الغذاء الروحي في حياة الإنسان، تولى الله - سبحانه - ورسوله وضع نظامه، فحدد مقاديره الضرورية التي لا يجوز أن ينقص منها شيء، وفرض الله تعالى على الناس فرائض وحدَّ حدوداً، ونهى عن تضييع شيء منها، فالعبادات التي فرضها الله تعالى من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ، وأقامها على أساس توحيده، وجعلها أركاناً وقواعد للإسلام، هي هذا النظام الحكيم الذي وضعه لتغذية الروح وتزكية النفس.

فحدد الله تعالى القدر الضروري من تلك العبادات وعين مقاديرها ومواقيتها، وأمر أمراً جازماً بأدائها على أكمل وجه ممكن، وشدد الوعيد على تركها أو التهاون في أدائها، أو إخراجها عن وقتها. وجعل الصلاة أهم عنصـر في هذا الغذاء الروحي. ففرض، إقامتها خمس مرات في اليوم، وعيّن أوقاتها وعدد ركعاتها.. وأخبر أنها زاد روحي ومعنوي للإنسان في حياته، وأمر بالاستعانة بها، قال سبحانه: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45] [7] يقول تعالى آمرًا عبيده، فيما يؤملون من خير الدنيا والآخرة، بالاستعانة بالصبر والصلاة، كما قال مقاتل بن حيان[8] في تفسير هذه الآية: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض، والصلاة [9].

ونوَّع الله تعالى العبادات لتكون غذاء روحياً متنوعاً، ولكل نوع منافعه وفوائده التي تلبي نوعاً معيناً من مطالب الروح والقلب، وأي تقصير في أداء هذه العبادات، وفي الالتزام بنظامها المحدد، هو في الحقيقة ظلم للنفس، لأنه يؤدي إلى حرمان الروح من حقه، وليس من الرشد أن يترك الإنسان روحه في جوع وفقر مُدْقِع، ويبالغ في تغذية جسده وإشباع مطالبه، لأنه إن فعل ذلك أهدر إنسانيته وأضاع التوازن الذي هو قوامها، وانحدر بنفسه إلى مرتبة أسفل الكائنات.

قال الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ [التين: 4 - 6] [10] لقد خلقنا الإنسان في أحسن صورة، ثم رددناه إلى النار إن لم يطع الله، ويتبع الرسل، لكن الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة لهم أجر عظيم غير مقطوع ولا منقوص[11].

إن من فضل الله وكرمه أنه خلق الإنسان على فطرة قويمة، مستعدة للاستقامة والخير والصلاح، بالاستجابة لنداء الإيمان والهداية والخير، وإنما تنحرف وتنحدر عن مقام التوازن والاستقامة، بالإعراض عن نداء الإيمان والاستكبار عن عبادة الله والعمل الصالح والانغماس في مستنقع الرذيلة والشهوات.

والآيات السابقة تبين ذلك، فالتركيز فيها واقع على الخصائص الروحية للإنسان، فهي التي تستقيم بالإيمان والعمل الصالح، والعبادةُ منه، وتنتكس إلى أسفل سافلين حين يحيد الإنسان عن فطرته القويمة، وينحرف عن الإيمان الذي هو قوامها.

في هذه الخصائص الروحية يتجلى تفوق التكوين الإنساني، فهو مُهَّيأٌ بها لأن يبلغ مدىً من السمو يفوق مقام الملائكة، كما شهدت بذلك قصة المعراج، حيث وقف الملك جبريل عليه السلام، وارتفع محمد بن عبد الله الإنسان، صلى الله عليه وسلم، إلى المقام الأسنى.

لكن هذا الإنسان مُهيّأ كذلك - عندما ينحرف عن منهج الله القويم - لأن ينتكس ويرتد إلى الدَّرك الأسفل الذي لا يبلغ إليه مخلوق قط، حيث تصبح أدنى البهائم أرفع منه، لاستقامتها على فطرتها.

والإنسان مهدد بالانتكاس والتردي إلى هذا المستوى، ليس له من واقٍ يقيه ولا عاصم يعصمه، إلا الإيمان والعمل الصالح. هذه حقيقة مؤكدة، أقسم الله عليها قسماً مكرراً، وأكدها تأكيداً قوياً بليغاً. وما ذلك القسم المكرر إلا لإيقاظ الإنسان، وتوجيه وعيه وفكره بقوة إلى أهمية الإيمان والعبادة في حياته.

فالإيمان والعمل الصالح هما دعامة التوازن في حياة الإنسان، وليس هناك شيء يمكن أن يقوم مقامهما، فخالق الإنسان أعلم به وبما يصلح حاله.

نسيم الذكرى/❀
07-10-2019, 02:41 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

حكآية روح
07-10-2019, 03:02 PM
جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفع بطرحك
وجعله في ميزان حسناتك

https://4.bp.blogspot.com/-8lC1TYmrszs/UcdGosBdzWI/AAAAAAAAX9M/Euzhvxl9wHk/s320/fc054df92a_68901543_o2.png

البدر
07-10-2019, 04:13 PM
مرافئ الذكريات
جزاك الله خير على طرحك القيم
لاخلا ولا عدم

:200 (53)::200 (53)::200 (53):

إحساس إنسان
07-10-2019, 05:29 PM
جزاك الله خير ل طرحك القييم
تقديري لك

رفيق الالم
07-10-2019, 07:14 PM
..

جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4121nalwrd.gif

مهآبه
07-10-2019, 09:43 PM
جزاك الله خير

♥..αмαℓ
08-10-2019, 07:47 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

امير بكلمتى
08-10-2019, 01:45 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه

روح أنثى
09-10-2019, 11:42 AM
جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20(108).gif

قهوة المسا
09-10-2019, 07:49 PM
يعطيك العافيه
وكلك ذووق
ويسلمك ربي ....:200 (8):

reda laby
09-10-2019, 08:22 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

مـخـمـلـيـة
11-10-2019, 02:15 AM
الله ينور قلبك بالعلم والايمان
ويشرح صدرك بالهدى واليقين
وييسر امرك ويرفع مقامك فى العلين :red_rose_by_jasmine

الشاهين
12-10-2019, 11:10 AM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

لَذة عِشّق♪♥
12-10-2019, 10:55 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

جوري
25-10-2019, 05:47 AM
|





















































































جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيّم
وجُعل في موازين حسناتك ..!

:100 (103):

روحي تبيك
26-10-2019, 01:05 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك
:100 (105):

ابتسامة الزهر
27-10-2019, 02:26 AM
جزاكم الله الف خير على هذا الطرح القيم
وجعله الله فى ميزان اعملكم ....
دمتم بحفظ الرحمن ....

سما الموج
28-10-2019, 01:43 PM
طرح قيم ومفيد
جزاك الله خيراً على الاختيار المميز
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد من المواضيع الاسلامية القيمة
:hydrangea_by_jasmin

عيون الريم
28-10-2019, 05:02 PM
لاعدمتُ نوراً يبزغ من حروفكم
جعل الله أنـآملك كقنديل يهدي للخير دوماً
لـ آرواحكم أكاليل الياسمين
/،:261:

وهج الكبرياء
15-11-2019, 11:13 AM
طرح مميز بالروعة
مفعماً بالطيب
جميل المعنى
جزاك الله خيرا
وكتبه في ميزان حسناتك
بورك النبض العطر
احترامي وورودي
:rose-plz:

آسكَنتهآ آقدَآرِي♥»
30-11-2019, 08:41 PM
,‘*
أختيااار أكـثر من رااائـع ’
وُجودك لـه وآقعٌ مُختلف / وكله تميز..
شُكراً تمتد عميقاً وتنتشي لك بالورد
ولآ تحرمنآ دوماْ تأاآلقكـ ..
‘,

امير بكلمتى
06-04-2020, 09:41 AM
يعطيك العافية
على هـ الطرح الرائع والمميز
وفي انتظار المزيد

عبق الياسمين
15-10-2020, 06:26 PM
طرح مفيد وذو اهمية
ومنه تؤخذ الفائدة
بالاضافة الى الاستمتاع بالقراءة
واكتساب ثقافة اخرى
سلم الله صاحبه
وسلمت يمناك على النقل الرائع
وسلم البنان
خالص المودة لسموك

امير بكلمتى
16-12-2020, 04:23 AM
هطوُل يتجددُ بإبدآع
سلمت لطرحك الجمييّل
ماأنحرم من عطـآءك المميز يَ رب
وَ بشووق لـِ جديدك العذب
:thank_you_by_vafieh

رهينة الماضي
28-01-2022, 01:50 AM
http://www.karom.net/up/uploads/13280904696.gif (https://www.google.com/url?sa=i&url=https%3A%2F%2Fhwazen.com%2Fvb%2Ft361.html&psig=AOvVaw3zh1Gm-OgtAReLy-Au91MV&ust=1643370266339000&source=images&cd=vfe&ved=0CAgQjRxqFwoTCPjQhsLt0fUCFQAAAAAdAAAAABAJ)

همس الروح
25-02-2022, 01:40 AM
جزاك الله خير على الموضوع القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
والبسك الله لباس التقوى والمغفرة
دمت بخير وسعادة

- وهُــم .
05-05-2023, 08:11 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

علياء
26-02-2024, 12:20 PM
سلمت الايادي على الطرح الرائع
ماننحرم منك ومن جمال عطاءك
لك قوافل الورد شكراً ووداً
واجمل الامنيات .،.