المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاني ودلالات الإرادة في القرآن الكريم


نزف القلم
07-03-2025, 07:05 AM
من معاني الإرادة: المشيئة. ومشيئة الله عز وجل مطلقة؛ فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فلا يحدث شيء في الكون إلا بإذن الله تعالى. ولأجل ذلك فمشيئة البشر تابعة لمشيئة الله تعالى ï´؟وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَï´¾ [التكوير: 29]. فما يصيب الإنسان في الدنيا من خير أو نفع فلا أحد يستطيع أن يمسك ذلك عنه، وما يصيبه من شر أو ضر فلا أحد يستطيع أن يكشفه عنه.
والله تعالى أعلم أين ومتى يهب نصره وتمكينه لمن يستحق ذلك من عباده. فالعبد ليس له تجاه المشيئة الإلهية إلا الإيمان بها والتسليم لها، وتوسم المقدمات والنتائج المرتبطة بها، دون أن يقعده ذلك عن مهمته التي كلفه بها ربه عز وجل، ووظيفته التي ألزمه بها بمقتضى الأوامر الشرعية التي توضح له هذه المهمة، وترسم له حدود هذه الوظيفة.
فالمؤمن مطالب دائما بتتبع ما يحب الله عز وجل ويرضاه، والتزام ما هو مطلوب منه، والعمل به قدر وسعه وطاقته، كما هو مطالب بترك واجتناب ما لا يحبه الله جل ذكره ولا يرضاه، ليصل إلى درجة التقوى التي تؤهله ليكون عبدا شكورا.
أما ما وراء ذلك من الأمور الكونية التي قدرها الله تعالى بمشيئته المطلقة وحكمته الباهرة، فالمطلوب تفويض الأمر فيها إلى الله جل ثناؤه والتسليم له.
على أن لإرادة الإنسان دخل في سنن الله تعالى ومقاديره، وذلك بحسب سعة معرفته، وحسن تدبيره، وعلو همته، وبذل جهده، ودرجة إيمانه، وله ما يطلبه كله أو بعضه بحسب السنن، وتدبير الله تبارك وتعالى لنظم هذه الحياة.
فكل إنسان لا يخلو من الحرث والهم؛ أي العلم والإرادة، فالتسمية بحارث وهمام وصف للطبيعة البشرية على ما هي عليه دون اقتضاء مدح أو ذم للمسمى، ولهذا كانا أصدق الأسماء، كما جاء في الحديث الشريف([1]).
وأساس العمل في الحياة الدنيا وفق سنة الله تعالى هو الفكر والإرادة، ومعلوم أن الإنسان لا يخلو قط من الفكر والإرادة، وأنه لابد لها من متعلق ما وأثر ما في القلب ثم الجوارح، وليست حقيقة العلم إلا هذا([2]).
وعلى قدر صدق الفكرة وقوة الإرادة والرغبة يكون تحقق العمل في الخارج، إن خيرًا وإن شرًا؛ فأعمال الناس متشابهة في الكدح والعمل، ومشقتهم فيها متقاربة: ï´؟إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُï´¾ [آل عمران: 140]، وإنما يتفاضلون بالإرادات والمقاصد: ï´؟وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَï´¾ [النساء: 104]، لأنها هي سبب طهارة الروح، وسمو النفس، وعلو الهمة، ورقة الوجدان، وهي المزايا التي يفضل بها إنسان على إنسان وأمة على أمة.

معاني ودلالات الإرادة في القرآن الكريم
من معاني الإرادة: المشيئة. ومشيئة الله عز وجل مطلقة؛ فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فلا يحدث شيء في الكون إلا بإذن الله تعالى. ولأجل ذلك فمشيئة البشر تابعة لمشيئة الله تعالى ï´؟وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَï´¾ [التكوير: 29]. فما يصيب الإنسان في الدنيا من خير أو نفع فلا أحد يستطيع أن يمسك ذلك عنه، وما يصيبه من شر أو ضر فلا أحد يستطيع أن يكشفه عنه.
والله تعالى أعلم أين ومتى يهب نصره وتمكينه لمن يستحق ذلك من عباده. فالعبد ليس له تجاه المشيئة الإلهية إلا الإيمان بها والتسليم لها، وتوسم المقدمات والنتائج المرتبطة بها، دون أن يقعده ذلك عن مهمته التي كلفه بها ربه عز وجل، ووظيفته التي ألزمه بها بمقتضى الأوامر الشرعية التي توضح له هذه المهمة، وترسم له حدود هذه الوظيفة.
فالمؤمن مطالب دائما بتتبع ما يحب الله عز وجل ويرضاه، والتزام ما هو مطلوب منه، والعمل به قدر وسعه وطاقته، كما هو مطالب بترك واجتناب ما لا يحبه الله جل ذكره ولا يرضاه، ليصل إلى درجة التقوى التي تؤهله ليكون عبدا شكورا.
أما ما وراء ذلك من الأمور الكونية التي قدرها الله تعالى بمشيئته المطلقة وحكمته الباهرة، فالمطلوب تفويض الأمر فيها إلى الله جل ثناؤه والتسليم له.
على أن لإرادة الإنسان دخل في سنن الله تعالى ومقاديره، وذلك بحسب سعة معرفته، وحسن تدبيره، وعلو همته، وبذل جهده، ودرجة إيمانه، وله ما يطلبه كله أو بعضه بحسب السنن، وتدبير الله تبارك وتعالى لنظم هذه الحياة.
فكل إنسان لا يخلو من الحرث والهم؛ أي العلم والإرادة، فالتسمية بحارث وهمام وصف للطبيعة البشرية على ما هي عليه دون اقتضاء مدح أو ذم للمسمى، ولهذا كانا أصدق الأسماء، كما جاء في الحديث الشريف([1]).
وأساس العمل في الحياة الدنيا وفق سنة الله تعالى هو الفكر والإرادة، ومعلوم أن الإنسان لا يخلو قط من الفكر والإرادة، وأنه لابد لها من متعلق ما وأثر ما في القلب ثم الجوارح، وليست حقيقة العلم إلا هذا([2]).
وعلى قدر صدق الفكرة وقوة الإرادة والرغبة يكون تحقق العمل في الخارج، إن خيرًا وإن شرًا؛ فأعمال الناس متشابهة في الكدح والعمل، ومشقتهم فيها متقاربة: ï´؟إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُï´¾ [آل عمران: 140]، وإنما يتفاضلون بالإرادات والمقاصد: ï´؟وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَï´¾ [النساء: 104]، لأنها هي سبب طهارة الروح، وسمو النفس، وعلو الهمة، ورقة الوجدان، وهي المزايا التي يفضل بها إنسان على إنسان وأمة على أمة.
إن الله سبحانه وتعالى جعل عطاءه للناس معلقا على إرادتهم وقدر همتهم: ï´؟وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَï´¾ [آل عمران: 145] فتجري الإرادة على السنن التي اقتضتها حكمته تعالى([3]).
فالبشر يتحركون بإرادتهم وحريتهم، والله تقدست أسماؤه يرتب على هذا السلوك أمورا مناسبة لذلك الفعل: ï´؟وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ï´¾ [الأعراف: 96].
فالإنسان يعمل وفق إرادته فاعلا في حدود الأسباب، وفي حدود قدراته وخبراته وعقيدته، ونظرته للكون والحياة، والنتيجة التي يرتبها الله عز وجل تأتي منسجمة مع طبيعة فعل الإنسان أو المجتمع. فإذا الإنسان أو المجتمع استكمل كل الشروط المطلوبة، فإنه يحصل على مراده ويحقق أمانيه. ومتى توانى وتكاسل وتخاذل، فلن يرى النتيجة تحسنا وتوفيقا ونجاحا، بل انتكاسا وانحرافا وضياعا، يستوي في هذا المؤمن والكافر([4]).
قائمة المصادر والهوامش
[1]- أخرجه أحمد في مسنده، 4/345. وأبو داود في سننه، رقم 4950.
[2]- ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي، 1/159.
[3]- تفسير المنار، 4/168.
[4]- التفسير الإسلامي للتاريخ، ص 87.

عاشقة الورد❀
07-03-2025, 07:06 AM
كلماتك كالشمس تضيء لنا الدروب
وتزين الأيام بألوان الأمل
دمت بخير وحرفك ينير.

خافقي انت❞❖
07-03-2025, 07:06 AM
يانزف القلم كلماتك كالأزهار في البستان
تفوح بعطر الإبداع والتميز.
طبت وحرفك يبهج.

نبض الاحاسيس❁♩‏
07-03-2025, 07:06 AM
استنشقت عبير بوحك
وتجولت بينه لأنثر حروفي إعجاباً وتقديراً لبوح قلبك
فقد طاب لي البقاء والاستمتاع بتلك الدرر المتناثره هنا
بورك حرفك وحبرك والذي انتج لنا قصيده لاتجارى
من حيث التميز والرقي وطيب الانتقاء
لاعدمناك
ولك احترامي وتقديري

عطر المساء
07-03-2025, 07:06 AM
أعجبني طرحك الذي يتسم بالتميز والرقي
كل سطر كتبته ينبض بالإبداع والجما
مما يجعلنا نتوقف ونتأمل في روعة الأسلوب
دمت متألقاً ومبدعاً
ولك مني كل الاحترام والتقدير

ŞhổQ
07-03-2025, 07:06 AM
يانزف القلم كلماتك كالأزهار في البستان
تفوح بعطر الإبداع والتميز.
طبت وحرفك يبهج.

نسيم الذكرى/❀
07-03-2025, 07:06 AM
يانزف القلم كلماتك كالأزهار في البستان
تفوح بعطر الإبداع والتميز.
طبت وحرفك يبهج.

محمد
07-03-2025, 09:19 AM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif

رهينة الماضي
07-03-2025, 08:12 PM
جزاك الله خير
سلمت أناملك على الطرح المميّز
ويعطيك العافية على المجهود الرائع
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك
لك تحياتي وفائق شكري
ولك كل الود
:0 (322)::0 (322):

الروح❥
08-03-2025, 04:15 AM
كُل الشُكر والامتنان لك لروعة طَرحكْ،
ماننحرمْ من عطَائك المميز .

ماجد
09-03-2025, 06:26 AM
جزاك الله خير على اختيارك القيّم والمفيد
كل الشكر والتقدير على طرحك الطيّب
ونترقب المزيد من جديدك القادم
دمت ودامت لنا مواضيعك الدينية الهادفة

***

فريال سليمي
10-03-2025, 05:27 PM
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح.

البدر
11-03-2025, 04:00 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:0 (297):

reda laby
18-03-2025, 02:57 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

حسن الوائلي
22-03-2025, 09:11 PM
بارك الله بكم لهذا الانتقاء المثمر
طرح نوراني يتجلى منفعة وموعظة
جزاكم الله خير جزاء المحسنين ووفقكم
وافاض عليكم من رحمته وعفوه ومغفرته
تحيتي وخالص الود والتقدير
:0 (386)::0 (386)::0 (386):

- وهُــم .
01-05-2025, 10:14 AM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:0 (274):

الدكتور على حسن
10-06-2025, 01:05 AM
https://img-fotki.yandex.ru/get/63971/102699435.c55/0_11029c_6df3ee1b_S.png
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
موضوعك الاكثر من رائع
ربنا يبارك فيك ويسعدك
ويحقق كل امانيك وامنياتك
يااااااااااااااااااااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى حسـن
https://img-fotki.yandex.ru/get/6501/102699435.c55/0_110298_31e9e8e4_S.pnghttps://img-fotki.yandex.ru/get/6501/102699435.c55/0_110298_31e9e8e4_S.png

♥..αмαℓ
29-06-2025, 07:37 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:0 (351):

عيسى العنزي
04-07-2025, 11:58 PM
شكرا لك
على الموضوع القيم والجميل
يعطيك العافية
احترامي

علياء
09-08-2025, 11:59 PM
طرح بغاية الروعه و مترف بالجمال جزاك الله خيرا
وسلمت اناملك على الانتقاء العذب والذوق الرائع
بـ إنتظآر جديدك الاجمل وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود و الووورد
*/