reda laby
02-01-2019, 08:58 PM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_01523620887.png
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
لا تغترُّوا بما أنتم فيه من نعمة، فإنَّ الله يُمهِل ولا يُهمِل، وإذا أخَذ فإنَّ أخْذه أليمٌ شديد،
فقد انغَمَس الكثير في المعاصي، وانشغَل بالملذَّات، وتناسَى ثوابَ الله على الحسنات،
وعِقابه على السيِّئات، ضعُف شأنُ الصلاة لدى الكثير؛ شيبًا وشبَّابًا، ذُكورًا وإناثًا،
وشربوا المسكرات، وتعاطوا المخدرات، وأكَل الكثير الربا،
وتحيَّلوا على أكْل الأموال بالباطل بأنواع الحِيَل، وتساكَت الناس وتداهنوا،
وقلت الغيرة وضعف الإنكار، وأصبح العاقل لدى أكثر الناس هو مَن يُجارِي أهلَ زمانه
ويُوافِقهم على ما لذَّ لهم، وإنْ كان باطلاً، وأصبح الناس في غفلةٍ عمَّا يُحِيط بهم،
وكثُرت المواعظ ولكن قلَّ الاتِّعاظ؛ حروب، ودمار، وهتْك أعراض، وقتل نساء وأطفال،
وسلب أموال، وخَراب دِيار، كلُّ ذلك يُحِيط بنا وكأنَّ شيئًا لم يكن،
وكأنَّ ما يكون وقتيٌّ يَزُول بزوال الدنيا، وكأنَّه لم يكن هناك ثَواب وعقاب في الآخِرة،
وجنَّه ونار، لقد غرق أكثر الناس في بحر الغفلة، وأصبح لا يحسُّ بما حوله وما يُراد به
.
إنَّنا في حاجةٍ إلى التنبُّه، ومحاسبة النفوس، والرُّجوع إلى الله،
فما نعيشُه اليوم ليس شيئًا مضمونًا لنا على كلِّ حال؛ فإنْ تمسَّكنا بتعاليم
ربِّنا حَفِظنا النعمةَ التي نعيشُ فيها،
وازددنا نعمةً عليها، وإنْ خالَفنا تعاليم ربِّنا وتساكَتْنا وأقرَرْنا المنكَر بين أظهُرِنا،
فلا شكَّ أنَّنا على خطَر من أعمالنا السيِّئة، ولا ينبغي أنْ يغترَّ المنعَم عليه بما هو فيه
من نعمة؛ فقد يكونُ ذلك ابتلاءً وامتحانًا واستدراجًا، فإذا تمادَى في غيِّه وضَلاله
أُخِذَ على غرَّة، ولا شكَّ أنَّ ذلك من عُقوبات الذنوب والمعاصي؛ قال الحسن البصري:
((مَن وسَّع الله عليه فلم يرَ أنَّه يُمكَر به فلا رأي له)).
وقال - تعالى -:
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 44].
وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178].
فاحذَرُوا يا عباد الله أسبابَ العقوبات؛
فإنَّكم على خطَر، واعلَموا أنَّ دَوام النِّعَم مع الإصرار على المعاصي ليس دليلاً على الرضا
وإنما قد يكون ابتلاءً وامتحانًا ليتمادَى العاصي في عِصيانه؛ فيزداد عُقوبةً على عقوبته،
فاشكُرُوا الله على نِعَمِه؛ بالعمل بأوامره، واجتناب نواهيه،
فإنَّ نِعَمَ الله ما حُفِظَ موجودُها بمثل طاعته، ولا استُجلِب مفقودُها بمثل طاعته
، فانتَبِهوا يا عباد الله لأنفسكم، واتَّعظوا بغيركم؛ فالسعيد مَن وُعِظَ بغيره،
تناهوا فيما بينكم عن المنكرات، وخذوا على أيدي سفهائكم، فكلُّكم راعٍ،
وكلُّكم مسؤول عن رعيته، وتحسَّسوا أمراضكم، وعالجوها بالداء الشافي
قبل أنْ يستفحل الداء، ويصعب العلاج، ويتعذَّر الشفاء، انتَبِهوا ما دُمتُم في زمان المهلة
، وقبل أنْ يحلَّ بكم ما حلَّ بغيركم ممَّن أضاعَ أوامر الله وارتكب محارمه،
فإنَّكم ما حُفِظتم إلا بتمسُّككم بطاعة ربِّكم، فحافِظُوا عليها،
وأقلِعوا عمَّا وقعتُم فيه من مَعاصٍ، وارجعوا إلى ربكم، فإنَّ سعادتكم وراحتكم
واطمِئنانكم في المحافظة على ما يُرضِي ربكم، وإنَّ الشقاوة في الدُّنيا والآخِرة
في البُعد عن منهج الله وصِراطه المستقيم.
قال الله العظيم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ
أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾
[الحشر: 18-20].
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
لا تغترُّوا بما أنتم فيه من نعمة، فإنَّ الله يُمهِل ولا يُهمِل، وإذا أخَذ فإنَّ أخْذه أليمٌ شديد،
فقد انغَمَس الكثير في المعاصي، وانشغَل بالملذَّات، وتناسَى ثوابَ الله على الحسنات،
وعِقابه على السيِّئات، ضعُف شأنُ الصلاة لدى الكثير؛ شيبًا وشبَّابًا، ذُكورًا وإناثًا،
وشربوا المسكرات، وتعاطوا المخدرات، وأكَل الكثير الربا،
وتحيَّلوا على أكْل الأموال بالباطل بأنواع الحِيَل، وتساكَت الناس وتداهنوا،
وقلت الغيرة وضعف الإنكار، وأصبح العاقل لدى أكثر الناس هو مَن يُجارِي أهلَ زمانه
ويُوافِقهم على ما لذَّ لهم، وإنْ كان باطلاً، وأصبح الناس في غفلةٍ عمَّا يُحِيط بهم،
وكثُرت المواعظ ولكن قلَّ الاتِّعاظ؛ حروب، ودمار، وهتْك أعراض، وقتل نساء وأطفال،
وسلب أموال، وخَراب دِيار، كلُّ ذلك يُحِيط بنا وكأنَّ شيئًا لم يكن،
وكأنَّ ما يكون وقتيٌّ يَزُول بزوال الدنيا، وكأنَّه لم يكن هناك ثَواب وعقاب في الآخِرة،
وجنَّه ونار، لقد غرق أكثر الناس في بحر الغفلة، وأصبح لا يحسُّ بما حوله وما يُراد به
.
إنَّنا في حاجةٍ إلى التنبُّه، ومحاسبة النفوس، والرُّجوع إلى الله،
فما نعيشُه اليوم ليس شيئًا مضمونًا لنا على كلِّ حال؛ فإنْ تمسَّكنا بتعاليم
ربِّنا حَفِظنا النعمةَ التي نعيشُ فيها،
وازددنا نعمةً عليها، وإنْ خالَفنا تعاليم ربِّنا وتساكَتْنا وأقرَرْنا المنكَر بين أظهُرِنا،
فلا شكَّ أنَّنا على خطَر من أعمالنا السيِّئة، ولا ينبغي أنْ يغترَّ المنعَم عليه بما هو فيه
من نعمة؛ فقد يكونُ ذلك ابتلاءً وامتحانًا واستدراجًا، فإذا تمادَى في غيِّه وضَلاله
أُخِذَ على غرَّة، ولا شكَّ أنَّ ذلك من عُقوبات الذنوب والمعاصي؛ قال الحسن البصري:
((مَن وسَّع الله عليه فلم يرَ أنَّه يُمكَر به فلا رأي له)).
وقال - تعالى -:
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 44].
وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178].
فاحذَرُوا يا عباد الله أسبابَ العقوبات؛
فإنَّكم على خطَر، واعلَموا أنَّ دَوام النِّعَم مع الإصرار على المعاصي ليس دليلاً على الرضا
وإنما قد يكون ابتلاءً وامتحانًا ليتمادَى العاصي في عِصيانه؛ فيزداد عُقوبةً على عقوبته،
فاشكُرُوا الله على نِعَمِه؛ بالعمل بأوامره، واجتناب نواهيه،
فإنَّ نِعَمَ الله ما حُفِظَ موجودُها بمثل طاعته، ولا استُجلِب مفقودُها بمثل طاعته
، فانتَبِهوا يا عباد الله لأنفسكم، واتَّعظوا بغيركم؛ فالسعيد مَن وُعِظَ بغيره،
تناهوا فيما بينكم عن المنكرات، وخذوا على أيدي سفهائكم، فكلُّكم راعٍ،
وكلُّكم مسؤول عن رعيته، وتحسَّسوا أمراضكم، وعالجوها بالداء الشافي
قبل أنْ يستفحل الداء، ويصعب العلاج، ويتعذَّر الشفاء، انتَبِهوا ما دُمتُم في زمان المهلة
، وقبل أنْ يحلَّ بكم ما حلَّ بغيركم ممَّن أضاعَ أوامر الله وارتكب محارمه،
فإنَّكم ما حُفِظتم إلا بتمسُّككم بطاعة ربِّكم، فحافِظُوا عليها،
وأقلِعوا عمَّا وقعتُم فيه من مَعاصٍ، وارجعوا إلى ربكم، فإنَّ سعادتكم وراحتكم
واطمِئنانكم في المحافظة على ما يُرضِي ربكم، وإنَّ الشقاوة في الدُّنيا والآخِرة
في البُعد عن منهج الله وصِراطه المستقيم.
قال الله العظيم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ
أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾
[الحشر: 18-20].
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png