الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
![]() |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)-2 رمضان صالح العجرمي الخطبة الثانية طرق الوقاية، والعلاج من الغِيبة. أولًا: عليك بتقوى الله، والاستحياء منه؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استحيوا من الله حق الحياء، قال: قلنا يا رسول الله: إنا نستحيي والحمد لله، قال: ليس ذاك؛ ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك، فقد استحيا من الله حق الحياء))؛ [رواه الترمذي، وأحمد، وحسنه الألباني]. • ولا تنسَ أن معك من يحصي ويسجل عليك ما تقول؛ كما قال تعالى: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80]؛ قال سفيان الثوري رحمه الله: "أرأيتم لو أن معكم من يبلغ الحديث إلى السلطان، أكنتم متحدثين بشيء؟! ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12]". 2- تذكَّر الخسارة الفادحة التي تخسرها من حسناتك بالغِيبة؛ كما مرَّ معنا حديث المفلس الذي يأتي بحسنات كثيرة، لكنه أطلق العِنان للسانه بالسبِّ والشتم، والوقوع في أعراض الناس؛ فيأتي كل صاحب مظلمة ليأخذ من حسناته؛ قال ابن المبارك رحمه الله: "لو كنت مغتابًا أحدًا، لاغتبت والديَّ؛ لأنهما أحق بحسناتي"، ورُوي عن الحسن البصري رحمه الله أن رجلًا قال: إن فلانًا قد اغتابك، فبعث إليه طَبَقًا من الرطب، وقال: "بلغني أنك أهديت إليَّ حسناتك، فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام". 3- انشغل بعيوب نفسك عن عيوب غيرك؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس))؛ [رواه البزار]؛ فإن من ذكر عيبَ غيره نسِيَ عيب نفسه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك، فاذكر عيوبك"، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "أدركتُ بالمدينة أقوامًا لم يكن لهم عيوب، فعابوا الناس؛ فصارت لهم عيوب، وأدركت أقوامًا كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس؛ فنُسيت عيوبهم"؛ [جامع العلوم والحكم]، وقال الحسن البصري رحمه الله: "كنا نتحدث: أن من عيَّر أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه؛ ابتلاه الله عز وجل به"؛ [الصمت لابن أبي الدنيا]. 4- مجالسة الصالحين وترك مجالسة المغتابين؛ فعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيك - يعطيك - وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير، إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً))؛ [متفق عليه]. 5- معاقبة النفس حتى تترك الغِيبة؛ فعن ابن وهب رحمه الله قال: "نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانًا أني أتصدق بدرهم، فمن حُبِّ الدراهم، تركت الغِيبة"؛ قال الذهبي رحمه الله: "هكذا والله كان العلماء، وهذا هو ثمرة العلم النافع". 6- القيام والهروب والفرار من مجالس الغِيبة، والذب عن عرض أخيك المسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68]. • دُعِيَ إبراهيم بن أدهم رحمه الله إلى وليمة، فحضر، فذكروا رجلًا لم يأتِهم، فقالوا: إنه ثقيل، فقال إبراهيم: أنا فعلت هذا بنفسي، حيث حضرت موضعًا يُغتاب الناس فيه، فخرج ولم يأكل ثلاثة أيام. • فمن ردَّ الغِيبة عن أخيه في الدنيا، ردَّ الله النار عن وجهه يوم القيامة؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ردَّ عن عِرض أخيه، ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة))؛ [رواه الترمذي، وأحمد]. • ومن رد الغِيبة عن أخيه في الدنيا، أعتقه الله من النار؛ فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ذبَّ عن عِرض أخيه بالمَغيب، كان حقًّا على الله عز وجل أن يُعتقه من النار))؛ [رواه الطبراني، وصححه الألباني]. وأما العلاج إذا وقعت في الغِيبة: أولًا: لا بد أن تكون هناك قناعة أنك ارتكبتَ كبيرةً من الكبائر؛ فالغِيبة أعظم من أكل الربا؛ فعن سعيد بن زيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أربى الربا: الاستطالة في عِرض المسلم بغير حق))؛ [رواه أحمد بسند صحيح]. • ومعنى ذلك أنه يلزمك التوبة بشروطها: الإقلاع عنها، ثم العزم على عدم العودة إليها، ثم الندم على فعلها، وأضف إلى ذلك شرطًا رابعًا؛ وهو الاستحلال من الغِيبة؛ وله حالتان: إذا كان يعلم: لا بد أن تستحل منه وتستسمحه ليعفوَ عنك. إذا لم يكن يعلم: فإنك تدعو له، وتذكر محاسنه في نفس المجلس؛ قال حذيفة رضي الله عنه: "كفَّارة من اغتبته أن تستغفر له"، وقال ابن مفلح رحمه الله: "الدعاء له أحسن من إعلامه"؛ قال سفيان بن عيينة رحمه الله: "الغِيبة أشد عند الله من الزنا وشرب الخمر؛ لأن الزنا وشرب الخمر ذنب فيما بينك وبين الله تعالى؛ فإن تبتَ تاب الله عليك، والغِيبة لا يغفرها لك حتى يغفر لك صاحبك". نسأل الله العظيم أن يحفظ ويطهر ألسنتنا من الغِيبة، وأن يتوب علينا أجمعين. ![]() ![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 01:16 AM
|