جالسة على ضفة النهر منذ زمن وحين أرهقني انتظار مغادرتها المكان اقتربت بحذر ومع ذلك لفت انتباهها فالتفتت إلي وابتسمت براءة طفلة على مبسمها بلمعة في مقلتيها شعاعها تمام الأمل ثم أردفت سائلة: أتريد مني المغادرة لتخلو بذلك النهر و تلقي سعدك فيه رسائل حملتها رحمة الخلاق العظيم لحبيبة القلب وربما مهجة الفؤاد ولربما لأم حنون أو ابنة عز عليك بها اللقاء… ليجمد بقولها الكلام و تلعثم اللسان طالبًا منها السماح مردفًا قولي:
لا يا سكرة ولكني في حيرة من أمرك، أراك تعزفين أنغام الخليل وتكتبين بقواعد النحو رواية لا تنتهي وربما خواطر القلب الكسير… لتقطع قولي بصرخة فحواها إياك ثم إياك من قال لك القلب كسير بل هو مزدان سعيد لطالما البنان يكتب بفروع البيان و البديع معربًا ما كان معرب جازما لمضارع بلم و ناصبه بكي ويبنى بنون النسوة ونون التوكيد وفي الشواذ من النحو الفريد جعل الحال من أشباه المفاعيل والمفعول به نائب لفاعل مسكين إياك يا هذا و أدب جاهلي عريق يهجوك قلبي ولسان حر فصيح لست للحزن نادبة ولا من القدر جازعة لزمت النهر وكلي يقين برب خلاق عظيم سأترك المكان لك كي لا يلوث العقل بشيطان رجيم…
نزلت كلماتها علي بوقع سيف سليل ادمعت المقل وزلزلت كيان مستقيم وما نفع الندم و قد سبق السف العذل