صاحب القلادة ... بقلمى

صاحب القلادة وقفت على رمال الشاطىء وأمواج البحر تتوالى .. تتخلل حبات رمال الشاطىء وطيور النورس تحلق فوق المياه وترفرف بجناحين ناصعين فوق الامواج من حولها وامواج البحر تعلو مرة وتتراجع مرات .. وقد تلاقت اشعة الشمس مع امواج البحر فى لوحة بديعية وتبدو كمن تودع حبيبها على استحياء فى لهفة وخجل مع وعد بلقاء جديد فى اليوم التالى ... وانعكست أشعتها فبدت وكأنها جواهر ذهبية تتلألأ على صفحات الماء .. والبحر يحتضن اشعتها وهى تختفى رويدا رويدا تاركة خلفها شفقا احمرا ... السماء ايضا مخضبة بالحمرة كعيونها الدامعة الذى أجهدها السهر والبكاء كان الهواء يحمل قطرات من رذاذ الماء تمر على وجهها فيختلط بدموعها وهى واقفة تتأمل الأمواج فى صمت وتنظر حولها كأنها أتية من عالم أخر لا تعرف عنه شيئا تتساءل فى عقلها لم تبكى ؟ دارت بداخلها صراعات حاولت تتذكر اشياء مرت من امامها ولكنها لم تعى منها شيئا ولم تصل إلى نتيجة وخرجت من كل هذا ا بعدم معرفتها سببا محددا لبكائها .!!! رفعت يديها لتمسح دموعها الجارية على وجنتها نظرت الى يديها وجدت أصابعها تحيط بقلادة يحيطها أطار فضيا لا زال يحتفظ ببريقة .. يحيط بصورة شاب يبدو فى العشرينات من عمره ولكن ملامحة غير واضحة كانت ممحية نظرت أليها طويلا فى محاولة لمعرفة الملامح لكن الصورة وكأنها خرجت من قاع البحر وقد اخفت المياه ملامحها . رأت فقط إطار وجهه وشعره المتناثر على جبينة فى فوضى محببة . دققت نظرها وهى تكاد ان تخترق الصورة بنظراتها لكى تصل الى ملامح الصورة حاولت ان تتذكر ملامح هذا الشاب شعرت لحظتها أنها كانت مغيبة لمدة طويلة وان عقلها لم يكن يعمل فترة من الزمن فقد توقف عن التفكير والعمل لقد أفاقت فقط الأن .. نظرت لإنعكاس صورتها فى مرأة البحر وجدت شعرها وقد تناثر مشعثا كانه لم يرى الماء سنينا او لم تسرحه لسنوات فاختلطت الشعيرات بعضها ببعض حتى لون وجهها قد تغير حتى انها ظنته وقد إحترق بلفحات الشمس فأصبح اكثر سمارا عن ذى قبل حتى أنها استغربت من منظرها .. سارت بكل هدوء هى الأن بكامل وعيها اخذت تنظر الى مياه البحر وحبات الرمل تتحرك تحت قدمها والموج يرتطم بهما كأنه يداعبها ويعزف لها لحنا حزينا ثم ينسحب بهدوء من تحت قدميها لتعود إلى البحر مرة اخرى . اخذت تراقب الموج وهو يتقلب كتقلب الأيام وظلت ترقُب قوة الموج وانسيابه وهو يرتطم بالصخور وهى صامته تنظر حولها وقد اخذت الشمس تتوارى وراء البحر لتترك احمرارا فى السماء .. تحركت من مكانها بهدوء أمسكت الصورة قبلتها وامعنت النظر فيها كمن تودع شيئا غاليا اخذت تعبث برمل الشاطىء ودفنت القلادة .. وكتبت بأصابعها على الرمال هنا ترقد القلادة لكن صاحبها مرقده فى قلبى .. ومضت وهى تسمع خلفها إرتطام أمواج البحر برمال الشاطىء وتحلق فوقها الطيور وتظللها السماء الحمراء تمت بحمد الله *

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

---

آخر تعديل ابتسامة الزهر يوم 23-07-2017 في 03:34 AM.