كيف تقنع غير المسلم بالإسلام؟

فإن كان الشخص لا يؤمن بالله وجودا قلنا له : لقد جرت العادة التي لا تتأخر أنه لكل سبب مسبب و لكل فعل فاعل فإذا شهد بذلك و لا مفر قلنا له إنه لابد لهذا الكون من موجد و لابد لهذا الموجد من أن يكون عظيما قادرا حكيما عليما .... إذ عظمة المصنوع تدل على عظمة الصانع و هذا معروف فإذا سلم بوجود الرب سبحانه قلنا له إن هذا الرب لابد أن يكون واحدا و ما سواه مربوب إذ السفينة تغرق بقبطانين و تنجو بواحد كما قيل فإذا سلم بذلك قلنا له إن هذا الرب الذي يتصف بكل هذه الصفات و غيرها من صفات الكمال التي نعرفها من خلال النظر في مخلوقاته ما كان له أن يخلق كل هذا الخلق عبثا إذ ذلك يتنافى مع الحكمة التي اتفقنا أن الرب سبحانه يتصف بها , فما خلقهم سبحانه إلا ليعبدوه ويوحدوه فإذا أقر بذلك قلنا له إن الله لم يترك أمر عبادته لفهم الناس كل يعبده على هواه بل من تمام حكمته سبحانه أن أرسل رسلا و أنزل معهم كتبا حتى يعبد الله على وفق ما شرعه سبحانه على لسان هؤلاء الرسل ووفق ما جاء في هذه الكتب و أول الرسل نوح عليه السلام و منهم موسى و عيسى عليهما السلام و خاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و من الكتب التوراة و الإنجيل و الزبور و القرأن فإذا أقر بذلك قلنا له إن الله تحدى في القرأن الإنس و الجن أن يأتو بمثله فعجزوا فهل تستطيع أن تأتي أنت بمثله و لا شك أنه سيقر بضعفه و عجزه فإذا أقر قلنا له إن هذا القرأن الذي يستحيل أن يكون من كلام أعقل المخلوقات و أذكاها أقصد بذلك الجن و الإنس هو كلام الله إذ الكمال المطلق للكلام يدل على الكمال المطلق للمتكلم وقد اتفقنا سابقا أن الكمال المطلق لله وحده فإذا آمن بكون القرآن كلام الله قلنا له إننا اتفقنا سابقا أن الله تنزه عن كل نقص و اتصف بكل كمال ولو كان فيه نقص لظهر في مخلوقاته , والصدق من صفات الكمال والكذب من صفات النقص لذلك يستحيل أن يكون في كلام الله شيئ من الكذب فإن كان يهوديا أو نصرانيا قلنا له إننا معشر المسلمين نؤمن بالتوراة و الإنجيل وبموسى و عيسى عليهما السلام و أن القرآن الذي اتفقنا على صدقه أخبرنا أن كل الأديان السابقة للإسلام بما فيها اليهودية و النصرانية منسوخة بعد الإسلام و لا يصح التعبد بها و يشهد لذلك الكثير من الأيات القرآنية نذكر منها اختصارا وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا...... الأيات و كذلك نقول عن النبي عليه الصلاة والسلام إذا لو كان كذابا ماكان الله ليستأمنه على تبليغ كلامه للإنس والجن كما أن هذا مناف لكمال العلم والحكمة وقد أشار هذا النبي إلى المعنى السابق وهو نسخ الأديان السابقة للإسلام في الكثير من الأحاديث النبوية نذكر منها قوله عليه الصلاة و السلام : لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي , و هكذا فإن هذا الشخص بعد أن تدرج في كل هذه المدارج سيقتنع بالإسلام و يعتنقه ثم بعدها نعلمه شرائع الإسلام شيئا فشيئا

مـخـمـلـيـة معجب بهذا

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ