عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (شهدتُ (حضرت) مع النبي صلى الله عليه وسلم
يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئاً على بلال،
فأمر بتقوى الله تعالى، وحث على طاعته، ووعظ الناس وذكَّرَّهم، ثم مضى وأتى النساء
فوعظهن وذكرهن) رواه البخاري. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
(مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري، قالت:
إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ـ ولم تعرفه ـ، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم،
فأتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال:
إنما الصبر عند الصدمة الأولى) رواه البخاري. قال العيني:
"فيه ما كان عليه الصلاة والسلام من التواضع والرفق بالجاهل، وترك مؤاخذة المصاب،
وقبول اعتذاره". والمرأة في سيرة وهَدْي النبي صلى الله عليه وسلم لها مكانة عظيمة،
ومخلوق له قدره وكرامته، فالنساء شقائق الرجال، وقد أحاطها صلى الله عليه وسلم
بالمزيد من الاهتمام والتكريم، وأوصى بها خيراً في كثير من أحاديثه،
ومن مظاهر عنايته بها اهتمامه بتعليمها أمور دينها بضوابطه الشرعية.