الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
![]() |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ..
لا يحصل شىء إلا بمشيئة الله وقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه عَلم بعض بناته: « مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ » رواه أبو داود. فكل ما شاء الله أن يكون كان وما لم يشأ أن يكون لا يكون ولا تتغير مشيئته، فهو على حسب مشيئته الأزلية يغير المخلوقات من غير أن تتغير مشيئته. هذه كلمة أجمع عليها المسلمون سلفهم وخلفهم، وقد قال الله تعالى : ﴿وَمَا تَشاَءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ﴾ [سورة التكوير ءاية 29]. لقد أرسل الله تعالى الرسل مبشرين و منذرين ليظهر ما في استعداد العباد من الطوع والإباء فمن علم الله منه الإيمان ظهر منه الاستعداد للإيمان و من علم الله منه الكفر ظهر منه الاستعداد للكفر كما علم الله وشاء، فيهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة. قال الله تعالى: ﴿ وَلَـٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّـهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّـهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)﴾ [من سورة الأنفال ءاية 42]. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: « حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يُجمَعُ خلقه في بطن أمه أربعينَ يومًا نُطفَة ثم يكون علقَةً مثلَ ذلك ثم يكونُ مُضغَةً مثلَ ذلك ثم يُرسَلُ إليه الملَك فيَنفُخ فيه الرّوح ويؤمَرُ بأربع كلمات : بكَتْب رِزقِه وأجَلِه وعمَلِه وشقيّ أو سعيد فوالله الذي لا إله غيرُه إنّ أحدَكُم ليَعمَلُ بعمل أهلِ الجنّة حتى ما يكونُ بينَه وبينها إلا ذِراع فيسبِق عليه الكتابُ فيَعملُ بعمل أهلِ النار فيدخلُها وإنّ أحدَكُم ليَعمَلُ بعملِ أهلِ النار حتى ما يكونُ بينَه وبينَها إلا ذراعٌ فيَسبق عليه الكتابُ فيعملُ بعمل أهلِ الجنّة فيدخلُها » رواه البخاري ومسلم. إذا السعيد من سعد بقضاء الله فكل مُيَسَّر لما خُلق له. الله يفعل ما يشاء، يستحيل في حقه الظلم جاء فى الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد فى مسنده والإمام أبو داود فى سننه وابنُ حِبَّان عن ابن الدَّيْلَمِىّ قال “أَتَيتُ أُبَىَّ بنَ كَعْبٍ فقلت: يا أبا المنذرِ، إنه حدث فى نفسى شىءٌ من هذا القدر، فحَدّثْنى لعلَّ اللهَ يَنفعُنى. قال: إنَّ اللهَ لو عذَّب أهلَ أرضِه وسمواتِه [الجنَّ والإنسَ والملائكةَ] لَعذَّبَهم وهو غيرُ ظالِمٍ لهم. ولو رَحِمَهم كانت رحمتُه خيرًا لهم مِن أعمالِهم (إحسانًا منه لا وجوبًا عليه). ولو أنفَقْتَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فى سبيل الله ما قَبِلَه اللهُ مِنكَ حتى تُؤْمِنَ بالقدَر، وَتَعْلَمَ أنَّ ما أصابَكَ (من خير أو شرّ) لم يكن لِيُخْطِئَكَ وما أخطَأَكَ لم يكن ليُصِيبَكَ. ولو مِتَّ على غيرِ ذلك دخَلتَ النارَ [مع الكفار]. قال: ثم أتيتُ عبدَ الله بنَ مسعود فحدَّثنى مثلَ ذلك. ثم أتيتُ حُذَيفةَ بنَ اليَمان فحدَّثنى مثلَ ذلك. ثم أتيتُ زيدَ بنَ ثابِتٍ فحدَّثنى مثلَ ذلك عن النبىّ .” وقد قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه (الفقه الأكبر) « قدّر اللهُ الأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا و الآخرة شىء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ». وقال القاضي أبو بكر بنُ العربي: « من أعظم أصول الإيمان القدر فمن أنكره فقد كفر ». وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي في كتابه (العقيدة الطحاوية) وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطّلع على ذلك مَلَكٌ مقرّب ولا نبي مرسل والتعمق والنّظر في ذلك ذريعة الخذلان وسُلَّم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر كل الحذر نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى: ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [سورة الأنبياء ءاية 23]. فمن سأل لما فعل (أي على وجه الاعتراض على الله) فقد رد حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: « كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ » رواه الترمذي في سننه وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. فإذا لا نافع ولا ضار على الحقيقة إلا الله. الله خالق كل شىء إن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شىء وأما ما يقوله البعض أن الله خلق الخير ولم يخلق الشر فإنه تكذيب لقوله تعالى: ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾[سورة الرعد ءاية 16] و قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [سورة الصافات ءاية 96] و من نسب لله تعالى خلق الخير دون الشر فقد نسب إلى الله العجز، ولو كان كذلك لكان للعالم مدبران مدبر للخير و مدبر للشر وهذا كفر وإشراك. وهذا الرأي السفيه من جهة أخرى يجعل الله تعالى في ملكه مغلوبا، لأنه حَسَب اعتقاده الله أراد الخير فقط فيكون قد وقع في الشر من عدوه إبليس وأعوانه الكفار رغما عنه ويكفر من يعتقد هذا الرأي لمخالفته قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾[سورة يوسف ءاية 21] أي لا أحد يمنع نفاذ مشيئة الله. و ليس لأحد أن ينكر بأن الشر هو بخلق الله تعالى، وقد أخبر بذلك فقال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾[سورة الفلق آية 1 و2] ومن كذّب القرآن فقد كفر. أخي المسلم إن مسألة القضاء والقدر لا يتم الإيمان إلا بها بأن يعتقد الإنسان أن كل شيئ من الطاعة والعصيان والنفع والضر بمشيئة الله، خلافا للمعتزلة فإنهم ينسبون خلق الفعل إلى العبد وقد سُمُّوا "بالقدريّة" لأنّهم نفوا القدر وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ﴿لِكُلِّ أمّة مجوس ومجوس هذه الأُمّة الّذينَ يقولون لا قدر﴾ رواه أبو داود وقال ابن عباس رضي الله عنه كلام القدرية كفر وإن قول المعتزلة بأنّ العبادَ يخلقون أفعالهم يُكذِّبُ قولَه تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾[سورة الأنعام ءاية 162 و163] أخبر الله تعالى بأن صلاة العبد ونسكه ومحياه ومماته ملك له و خلق له لا يُشارِكُه فيه غيره. ومن الأدلة كذلك قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾[سورة النحل ءاية 17]. وقال البيهقي في مناقب الشافعي بإسناده إلى الربيع المرادي: سُئِلَ الشافعي عن القدر فقال: ما شِئْتَ كان وإن لم أشأ وما شِئْتُ إن لم تَشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن فمنهم شقي و منهم سعيد وهذا قبيح وهذا حسن. قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنّ جَهَنّمَ مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾[سورة السجدة آية 13]. أخي المسلم، اللهُ منّ علينا بنعم كثيره فعلى كل منا أن يشكر الله على نعمه بترك المحرمات وأداء الواجبات وليس للمرء العاصي أن يقول لِمَ يُعذّبني وقد قدره علي إذاً ظلمني فهذا كفر، لأن الله هو الحاكم المطلق الفعال لما يريد ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾[سورة الأنبياء ءاية 23] وليس للمذنب أن يقول "طالما أنه قدره عليّ فلا بد أن يغفر لي ولن يعذبني أبدا " وهذا هو الأمن من مكر الله. فالله خلق الجنة وجعل لها أهلها وخلق النار وجعل لها أهلها وما ربك بظلام للعبيد ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ولا يلومن إلاّ نفسه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : « اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ » رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد. ![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 09:05 PM
|