المظاهر خداعة ( الجزء الثاني )

قررت فرح أن تُحدث والدتها عن عذاب ، وشَكَت اهمالَهُ لها وتجاهلها عمداً ، واستخفافه بها .. لكن والدة فرح أشارَتْ عليها بالصبر لربما يتغير ولأنها لم تحبه بعد لهذا تنظر للامور بشيء من التسرع.. لكن كان كلمة "رجل فضائي" هي الكلمة التي ترددها فرح على لسانها عندما تريد اأن تتحدث عن عذاب .. وفي اِحدى الايام ، وكان بالتحديد يوم الاربعاء صباحا..أبلغ عذاب فرح أنه سياتي مع اسرته بعد صلاة العصر لزيارتهم ، شعرت فرح بالضيق ، لكنها رحبت بقدومهم. توجهت الى المطبخ لشرب القهوة الصباحية كعادتها ، وبينما والدتها تعمل على انجاز بعض الاعمال في غرفة اخرى، سكتت الاصوات قليلاً وماعادت أُم فرح تسمع خطوات او حديث فرح ، ترى ما الأمر ! سرعان ما سُمِعَ صوت ارتطام فهرعت الى غرفة الجلوس لتجد فرح غائبة عن الوعي وتقف الدموع على خديها ، أسرعت الى والد فرح لتطلب مساعدته لكنه وقف متفرجاً يتأمل معاناة فرح ، بينما والدتها حاولت بشتى الطرق ايقاظها حتى استعادت وعيها وعندما فتحت فرح عينيها بكت بصمت فسألتها والدتها : لم البكاء يا فرح مابك ؟؟ ماذا حصل لك ؟؟ قالت والخوف في عينيها وبصوت متقطع يختنق بالبكاء..: لدى دخولي الى الغرفة لم أعد أرى بعيني اصبح كل شي اسود .. فسارعت والدة فرح الى الاتصال بشيخ من أقاربِ أسرة فرح وأخبرته عما حصل قال لها:عليها بالرقية الشرعية وستكون بخير.. واخذت فرح برأي شيخ العائلة حتى تحسنت. وبعد صلاة العصر جاء عذاب مع أُسرته ، حاول عذاب عند لقائه فرح وعائلتها أن يَمُّدَ يده للسلام ليضع يده بيد فرح ، لكنها رفضت بعنف وقالت...: لا مستحيل أنتَ ما زلتَ "اجنبي".. صُدِمَ عذاب بموقف فرح وقال : نحن نصافح الجميع والفتاة عندنا تستطيع أن تخرج في نزهة مع "خطيبها "وقت تشاء.. قالت بغضب وباقتضاب: نحن لانصافح الرجال ولانخرج الا بإذن ومع الاهل لم يعجب عذاب هذا الكلام ، جلس صامتاً لوقتٍ طويل ثم..قال لها : لمَ لست مثل بقية الفتيات؟؟ نظرت اليه باستغراب.. قال لها: أنتِ حتى لا تقولي لي كلام حب وغزل ، أود أن اسمع منك كلام العشق والشوق ، ألا تشتاقين الي ؟! لم تُجِب فرح عن تساؤلاته فهي لا تجد الوقت لتشتاق اليه اصلاً ، فهو يزورهم يومياً ويبقى عند اهل فرح ثمان ساعات الى حد التسع الساعات فكيف تشتاق له!! قالت بهدوء: الامور لا تأتي بالعجل ، المشاعر تحتاج وقتا. سألته ألا تبحث عن عمل؟؟ قال: اليوم بحثت في اكثر من مسجد او حتى مدرسة لعلي اجد عملا لكن لا جدوى ... حزنت فرح فعذاب لا يعمل ولا يملك المسكن وقد وعد والديها أن يؤمن لها منزلا خلال سنة ،غرقت فرح مع افكارها طويلاً الى نهاية زيارة عذاب وعالته تفكر في واقعها وماذا تفعل!!! ودعت فرح اهل عذاب وتوجهت لغرفتها تبكي بحرقة على كل ما يحصل لها . وفي اليوم التالي اخبرت فرح والدتها أن عذاب لا يعمل ولا يبحث عن عمل ، ولا منزل متوفر حتى الآن.. قالت لها : ليس مهماً الله يرزق عباده..اصبري ولا تتعجلي.. ولا تحكمي بسرعة على عذاب ، يبدو أنه شاب طيب ..ولتشكري الله كثيراً على هذه النعمة التي وهبها الله لكِ.. قالت بغصة: نعم إنها نعمة حقاً.. وبعد ايام طلبت والدة فرح من فرح أن تُعِدَّ لعذاب وجبة الغداء .. وبالفعل عملت فرح على اعداد "صيادية السمك" التي يحبها عذاب واللحم المشوي.. وكانت تريد أن تُشعره بأنه مهم لديها ، وكما قيل لفرح أن عذاب شخص بسيط حتى أن اطعمته خبزاً وحبة طماطم يشكر الله كثيراً.. لكن صدمة فرح بردة فعل عذاب بعد أن أكلَ الكثير من اللحم المشوي والارز مع السمك قال لها بشيء من اللؤم: أتقولين عن هذا طعاما!! وكنتِ تُهللين بنفسك أنكِ طباخة ماهرة ، إنهُ لا يؤكل حتى ، ولكني تناولت الطعام من باب المجاملة.. امتلأت عينا فرح بالدموع وقالت: الحمدلله على النعمة يكفي انه اعجب الجميع وإن لم يعجبك .. سكت عذاب لبعض الوقت وقال لها: فرح أتظنين أنكِ جميلة!!! أتعتقدين حقاً أنكِ فاتنة!! أنتِ شخصٌ أقل من عادي وفقيرةٌ ايضاً ، لا جمال ولا مال.. كثيرٌ من الفتيات الفاتنات طلبوا مني أن ارتبط بهن ، أما أنتِ فلا شئَ فيكِ جذاب حتى لباسك ، أين اللباس الجميل ، ترتدين العباءة وتقولين جمال!! شعرت فرح بالانكسار وجرحت في الصميم..قالت بصوت يختنق: بارك الله فيك.. توجهت لغرفة الجلوس حيث جاءت خالة فرح تبارك لها الخطوبة ، لكنها وجدت فرح كالوردة الذابلة وبريق الدموع في عينيها قالت لها: ابتسمي فأنتِ محظوظة جداً بعذاب ، يبدو عليه الأخلاق والدين والشهامة ، ما شاء الله وجلسوا في حوار إلا أن فرح كانت تشعر بالخجل لأن عذاب يضع نفسه بمواقف سخيفة .. قال عذاب لخالة فرح: امتلك قدرات وأنا قوي جداً أرى الحقائق بينما أنتم ترون الاحلام.. دُهِشَتْ خالة فرح لكلام عذاب وصدقت بكلامه ، فالتفتت الى فرح الغارقة في عالمها الحزين وقالت لها: هنيئا لك هذا العذاب أردتِ رجلاً طيباً وها أنتِ اِرتبطتِ بشخصٍ له اهميته.. قال لها بغرور: نعم نعم أنا لي اهميتي ولا احد يعلم، أنا انتظر الاشارة فقط لأُظهِرَ نفسي... قالت له خالة فرح : اِشارة ماذا ؟؟؟ اخفت فرح وجهها لأنها تعلم أن الاجابة ستكون صدمة ... قال عذاب بثقة: أنا المهدي المنتظر!! صُدِمَ الجميع بكلامه ، وعَمَّ الصمت ارجاءَ الغرفة ، وها هي فرح تجلس منكفئةً على ذاتها تطأطأَ رأسها بحزنٍ وتفكر في القادم الذي سيكون أكثرَ دهشةً وأكثرَ ألماً وقسوة.... اكملها في جزء جديد ان شاء الله

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

---

آخر تعديل احمد حماد يوم 03-09-2017 في 12:36 AM.