في أقل من أسبوعين وفي ثاني اجتماع طارئ لبنك الاحتياطي الفيدرالي والذي تم عقده في 15 من آذار/مارس بعد الاجتماع المفاجئ السابق في الثالث من هذا الشهر أقر صانعي السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي العودة بأسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل إلى مستويات الصفر التي وصلت إليها في أعقاب تفاقم الأزمة المالية العالمية منذ أكثر من عقد من الزمان والتي ظلت ما بين الصفر و0.25% حتى اجتماع 27-28 تشرين الأول/أكتوبر 2015.
هذا وقد تابعنا من قليل الاجتماع المفاجئ لبنك الاحتياطي الفيدرالي والذي أقر من خلاله أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح خفض الفائدة على الأموال الفيدرالية بواقع 100 نقطة أساس إلى ما بين مستويات الصفر و0.25% عقب خفضها في الاجتماع الطارئ السابق بواقع 50 نقطة أساس ما بين 1.00% و1.25%، ويأتي ذلك في أعقاب قيام أعضاء اللجنة بخفض الفائدة ثلاثة مرات بواقع 25 نقطة أساس في اجتماعات سابقة العام الماضي.
وأفاد بيان السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي أن قرار الخفض سيكون سراي المفعول بداً من اليوم الاثنين 16 من آذار/مارس، وأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ستقوم بشراء بعمليات إعادة شراء السندات الخزانة بما لا يقل عن 500$ مليار شهرياً والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري بواقع 200$ مليار شهرياً على الأقل على أن يتم إجراء هذه المشتريات بالسرعة المناسبة لدعم الأداء السلس لأسواق الأوراق المالية ووكالة الخزانة والرهن العقاري.
كما أفاد البيان بالمضي قدماً في إجراء عمليات اتفاقيات إعادة الشراء الآجلة والليلة لضمان بقاء المعروض من الاحتياطيات وافراً ودعم الأداء السلس لأسواق التمويل بالدولار الأمريكي على المدى القصير، وجاء ذلك قبل ساعة ونصف من المؤتمر الصحفي الذي عقده محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وقبل دقائق من المؤتمر الصحفي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس بالإضافة لأعضاء فريق مكافحة فيروس كورونا.
هذا وقد نوه محافظ الاحتياطي الفيدرالي باول منذ قليل لكون الاقتصاد الأمريكي لا يزال ينمو رغم التطورات السريعة وأن فيروس COVID-19 أو ما يعرف بفيروس كورونا له تأثير واضح على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، مضيفاً أن الفيروس سيكون له تأثير قوي على الاقتصاد في المدى القريب، وموضحاً أن الوهن الاقتصادي العالمي سيكون له تأثير سلبي على الصادرات الأمريكي.
كما أفاد باول بأن السياسة النقدية في الولايات المتحدة كانت تشددية بشكل ملحوظ وأنه لا يعتقد بأنه سيكون من الملائم اللجوء إلى الفائدة السلبية في الولايات المتحدة، مضيفاً أن التحفيز النقدي مطلوب من قبل الإدارة الأمريكية، وذلك مع أفادته بأن القطاع المصرفي الأمريكي قوي ولديه الكثير من رأس المال والسيولة، وأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح لن نتعقد في 17-18 آذار/مارس كما كان مقرر من قبل وسيتم الاكتفاء بذلك الاجتماع عوضاً عنه.
ونود الإشارة، لكون الرئيس الأمريكي ترامب رحب بقرارات اللجنة الفيدرالية منذ قليل ووصه الرائع، بخلاف ذلك، يذكر أن الإدارة الأمريكية أعلنت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي حالة طوارئ وطنية في الولايات المتحدة، الأمر الذي سيوفر ما يفوق 50$ بشكل فوري في صناديق الإغاثة من الكوارث، وكما توصلت أيضا إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري ترامب لحزمة تشريعات جديدة ستوفر دعماً للعائلات والمجتمعات الأمريكية في التعامل مع فيروس كورونا.
ونود الإشارة، لكون الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين ترامب انتقد منذ قليل من جديد أداء محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي باول، موضحاً أنه اعتقد أن اللجنة الفيدرالية ستكون ويجب أن تكون أكثر استباقية، مضيفاً أن الولايات المتحدة لديها العملة رقم واحد في العالم بفارق موسع وأن العملة الفيدرالية قوية إلى حد بعيد، معرباً عن أن الدولار قوي وأن الاحتياطي الفيدرالي لا يقوم بما يجب عليه القيام به.
وفي نفس السياق، نوه ترامب أنه لا ينبغي أن تكون الفائدة على الأموال الفيدرالية أعلى من الدول المنافسة لأمريكا، مع تطرقه لكون الفائدة في ألمانيا في الأساس تحت الصفر، إنها سلبية، وأن هناك العديد من البلدان الفائدة بها سلبية كاليابان ودول أخري، بينما بلاده تدفع الفائدة أعلى، مضيفاً أنه ما يرغب فيه هو إعادة تمويل ديون أمريكا وأنه أمر ممكن وسهل بسعر أقل، معرباً لدينا الفرص الهائلة الآن، لكون جيروم باول لا يجعل الأمر سهلاً.