الأدارة ..♥ |
عبْق أولُ المَطر ✿ مَا تَسكُبُه أناملُكُمْ المُخمليّة لِـ أوّلْ مرّة حَصْرياً ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ديون الحُب
(( ديون الحُب... )) ... إنني مدين لها. دينها علي كان حباً، تخيلوا أن تصبح ديونك مليون قُبلة، أو شيك مفتوح من الورود، أو محل عطور بأكمله... كيف تراك ستسدد ديون حُبٍ كهذه؟. تهيأت مراراً وكثيراً لأن أقف معها على ذات الطريق. وفي الأخير أظنني نجحتُ بالوقوف ولكن وحدي! وحدي بانتظار بابها المغلق في كل مرةٍ أهبها لهفتي، أو وردتي، أو أنزع عنها من فمي قُبلتي لأبعثها إليها بأي وسيلة، وبأي أسلوب يخترق المغلق دوماً!. - "أتيت في حياتي كما لم يجيء رجلٌ قبلك، وستبقى في حياتي كما لن يظل رجلٌ بعدك..." هكذا قالت، وهكذا أقول لكم الآن أنها قالت لي هذا الكلام الجميل الذي انسلخ اليوم من لذته إلى قسوته!. يصعب على إنسانٍ في ريعان شبابه أن يحتفظ بمجد شفتيه، ويمر من جوار محلات الورود والعطور والهدايا المتعلقة بالإناث ويزوي وجهه عنها. يصعب كثيراً أن لا يحمل إلى قلبه شيء منها. يصعب عليه أن يقمع أمنياته، وأن يهذي وحيداً بلا آمال ولا أمنيات في قصص حياته التي يؤمن أنها جاءته كأول مرةٍ قبل أن يستيقظ ويستوعب أن ديونه في ازديادٍ دائم. يصعب على قلب ينبض بالحياة، والتفاؤلات، والأمنيات أن يتخلص من فائض مشاعره في البحر كما تفعل الدول العظمى برمي منتجاتها للحفاظ على قيمتها السوقية العالمية. يصعب أن يبقى الوتد قوياً لحمل خيمة الروح التي تحيا على الخطوات إلى الأمام، وحمل روحه بمن فيها بحثاً عن العشب، لا بحثاً عن استبدال روحه بروح أخرى.. كبدوي علمه الحب أصول الوفاء، ومرارة العهود. أصعب الديون تلك التي تجعلنا نستلف من الحزن، والسهر، واللهفة لنسددها وفي الأخير نكتشف أنها لم تنقضِ، ولم ترضِ أحبابنا، وإنما تضاعفت وتحولت إلى تراكمات وبعثرات إضافية. أألم حلم يستيقظ فيه قلب العاقل أنه أحب قلباً لن يكون له يوماً، ويحال أن يجتمع به، أو يختلي معه في مكانٍ لإتمام مشاعر حبه. كيف يمكننا سداد ديون مشاعرنا لمن يرفض إيداعها في حساب صدره المفتوح؟!. أين يمكننا تخزين وادخار كل هذا الحب المرفوض؟؛ من أجل أن نبقيه زمناً ليتناسب مع الرافضين له، أو الهاربين منه، أو المحتاجين إليه بخوف، أو الصامتين عنه رغم حاجتهم إليه، أو العاكفين على انتظاره طوال حياتهم وحين يجيئهم يهابونه ويلون أعناق قلوبهم عنه؟، هل يمكننا الإبقاء على طعم ونكهة مشاعرنا طويلاً دون أن تتعفن، أو تموت ميتة اليائسين، والمهزومين؟!. ليتني أسدد كامل ديوني لمن ذهبوا، وغيروا عناوينهم، وأرقامهم ولم تبق منهم إلا دموعي وحسراتي عليهم، ولهفتي واشتياقي إليهم. أو ليتني أستمر في سداد ديوني الأخرى لمن ارتفعوا أرواحاً للسماء، وانغلقت حساباتهم من العاطفة والحنان واستبدلوا عملاتهم منها بالدعاء، والصدقات... ليتني أستمر في ذلك حقاً .. ليتني... جابر محمد مدخلي
آخر تعديل جابر محمد مدخلي يوم 24-03-2020 في 02:15 AM.
الساعة الآن 02:44 AM
|