ظلت أسعار النفط العالمية على تراجعها مع افتتاح السوق الأمريكية يوم الخميس لتواصل خسائرها لليوم الثالث على التوالي ،مسجلة أدنى مستوى فى أسبوع ،بفعل مخاوف تخمة المعروض فى الولايات المتحدة ، بعد ارتفاع المخزونات التجارية لمستوي قياسي جديد ،على حسب بيانات رسمية لوكالة الطاقة الأمريكية ،بجانب قفزة كبيرة فى إنتاج النفط الصخري بعد تحسن الأسعار.
تراجع الخام الأمريكي بنسبة 2.3% إلى مستوي 37.16$ للبرميل الأدنى فى أسبوع ، من مستوى الافتتاح عند 38.04$، وسجل أعلى مستوي عند 38.44$ ،وانخفض خام برنت بنسبة 1.8% إلى مستوي 39.50$ للبرميل الأدنى فى أسبوع ، من مستوى الافتتاح عند 40.24$ ، وسجل أعلى مستوي عند 40.68$.
أنهي الخام الأمريكي تعاملات الأمس منخفضا بنسبة 4.8% ،وفقدت العقود الآجلة لخام برنت نسبة 4.9% ، فى ثاني خسارة يومية على التوالي ، بأكبر خسارة يومية فى نحو أسبوعين ،مع استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح من أعلى مستوى فى 15 أسبوعا .
وبخلاف عمليات البيع لجني الأرباح ،تراجعت أسعار النفط العالمية ، تحت ضغط زيادة المخزونات التجارية فى الولايات المتحدة ،وتوقعات أن تبطئ الصين "أكبر مستورد للنفط فى العالم" واردات الخام فى الربع الثالث من هذا العام.
فى بيانات رسمية أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية بالأمس ارتفاع المخزونات التجارية فى البلاد بحوالي 1.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي فى 19 حزيران/يونيو، فى ثالث زيادة أسبوعية على التوالي ،متجاوزا توقعات الخبراء ارتفاع بنحو 1.2 مليون برميل.
وعلى حسب تلك البيانات ارتفع إجمالي المخزونات التجارية فى الولايات المتحدة إلى حوالي 540.7 مليون برميل ، والذي يعد أعلى مستوى منذ البدء فى تجميع تلك البيانات فى آب/أغسطس 1982 ، مرتفعا بأكثر من 16% فوق متوسط خمس سنوات ،فى علامة سلبية لمستويات الطلب والاستهلاك فى أكبر مستهلك للنفط فى العالم.
وبالنسبة للإنتاج الأمريكي فقد زاد الأسبوع الماضي بحوالي 500 ألف برميل ،فى أول زيادة أسبوعية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة ،وبأكبر زيادة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي فى 26 تموز/يوليو 2019 ، ليرتفع الإجمالي إلى 11.0 مليون برميل يوميا.
وكان الإنتاج الأمريكي قد انخفض منذ منتصف آذار/مارس الماضي بمقدار 2.6 مليون برميل يوميا ، بما يعادل حوالي 20% من إجمالي الإنتاج ،مسجلا أدنى مستوى منذ آذار/مارس 2018 عند 10.50 مليون برميل يوميا ،بسبب الإغلاقات الواسعة فى منصات استخراج النفط الصخري وتراجع عمليات التشغيل ، فى ظل الخسائر الفادحة التي يتكبدها المنتجين ، بعد اتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع.
ومع تحسن الأسعار بالفترة الأخيرة ،وتراجع خسائر المنتجين الأمريكيين ، يبدو أن عمليات تشغيل منصات الاستخراج بالطاقة القصوى قد بدأت فى التعافي ،وهو ما انعكس فعليا بتسجيل قفزة كبيرة فى إنتاج النفط الخام الأمريكي.