الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
شخصيات في الذاكرة ✿ شخصيِّات لها تاريخ وَانجاز وتستَحق ان نتذكرَها ونفتَخِر فيهَا ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الهروي .. الرحالة المؤرِّخ
اسمه ونسبه:-
هو: أبو الحسن علي بن أبي بكر بن علي الهروي ، رحالة، مؤرخ، أصله من هراة. وقال ياقوت الحموي واصفاً هراة: “مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان، لم أرَ بخراسان عند كوني بها سنة 607 مدينة أجل ولا أعظم ولا أفخم ولا أحسن ولا أكثر أهلاً منها، فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة وخيرات كثيرة محشوة بالعلماء ومملوَّة بأهل الفضل والثَّراء..”. مولده:- ولد رحمه الله سنة 542 هـ في مدينة الموصل، وهو رجل دين ورحالة معروف طاف معظم بلاد العالم الإسلامي وبلاد الروم، وكان مولعاً بالأسفار. ثناء العلماء عليه:- قال المنذري: “كان يكتب على الحيطان، وقلما يخلو موضع مشهور من مدينة أو غيرها إلا وفيه خطه، حتى ذكر بعض رؤساء الغزاة البحرية أنهم دخلوا في البحر المالح إلى موضع وجدوا في بره حائطاً وعليه خطه”. قال جمال الدين ابن واصل: “كان عارفاً بأنواع الحيل والشعبذة صنف خطباً وقدمها للناصر لدين الله فوقع له بالحسبة في سائر البلاد وإحياء ما شاء من الموات والخطابة بحلب. وكان هذا التوقيع بيده له به شرف ولم يباشر شيئاً من ذلك”. سبب تسميته بالسائح:- قد عرف بالسائح الهروي ، لأنه قضى حياته مرتحلاً في أنحاء المشرق والمغرب الإسلامي، وفي الهند ومصر وغيرهما، وفي ذلك يقول ابن خلكان: “أبو الحسن علي بن أبي بكر بن علي الهروي الأصل الموصلي المولد، السائح المشهور نزيل حلب، طاف البلاد وأكثر من الزيارات، وكاد يطبق الأرض بالدوران ولم يترك براً ولا بحراً ولا سهلاً ولا جبلاً من الأماكن التي يمكن قصدها ورؤيتها إلا رآه، ولم يصل إلى موضع إلا كتب خطه في حائطه، ولقد شاهدت ذلك في البلاد التي رأيتها مع كثرتها “. رحلاته:- خرج الهروي من حلب وطاف بأنحاء سوريا، وفلسطين، ثم العراق، وإيران إلى اليمن وما حولها، ثم اتجه غرباً إلى مصر وبلاد المغرب العربي، وجزر البحر المتوسط حتى صقلية، وعاد إلى الشرق فزار القسطنطينية، وحط الرحال في حلب، ووافته منيته فيها فدفن في مدرسة بظاهر حلب. ولعه بالأسفار:- كان صاحبنا مولعاً بالأسفار، زائراً لقبور الأولياء والصالحين، تكريماً لهم وتعظيماً، متبركاً بالرؤية المباشرة وتمني المثوبة والعبرة، ومحاولة دراسة ما بذلوه في خدمة كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وزار فلسطين سنة 569هـ، ضمن قافلة تجارية تعرض لها جنود ريتشارد قلب الأسد فانقضوا عليها وأتلفوا ما فيها من الكتب والأوراق التي كان يحملها. وفي العام نفسه؛ كان في الإسكندرية يسمع الحديث عن السلفي، ويتجول في الديار المصرية حتى أسوان، ويحل عام 572هـ وهو لا يزال في مصر. الهروي والأهرامات:- قال الهروي عن الأهرام: “الأهرام من عجائب الدنيا، وليس على وجه الأرض شرقيها وغربيها عمارة أعجب منها ولا أعظم ولا أرفع، ورأيت بمصر أهراماً كثيرة منها خمسة كبار والباقي صغار، وقد اختلفت أقاويل الناس فيها وفي بانيها وما يريد بها، ومنهم من قال إنها قبور الملوك، ومنهم من قال إنهم عملوها خوفاً من الطوفان”. الهروي ونيل مصر:- لم تكن الآثار وعجائب المباني بمصر هي التي شدت انتباه الهروي فحسب، بل إن نيلها وجوها ونباتها وزهورها كان له في نفس الهروي الشيء الكثير، وفي ذلك يقول: “فإن ديار مصر ونيلها من عجائب الدنيا، ورأيت بها في آن واحد مجتمع ورداً ثلاثة ألوان، وياسميناً، ونيلوفرا لونين، وآسا، ونسريناً وريحاناً ونبقاً وأترنجاً وليموناً مركباً وموزاً وجميزاً وحصرماً وعنباً وتيناً أخضر ولوزاً وفقوساً وبطيخاً وباذنجان وباقلا أخضر وخساً والبقول والرمان وهيلوناً وقصب السكر”. الهروي ومنارة القسطنطينية:- يقول الهروي عن منارة القسطنطينية: “ومن المنائر العجيبة منارة القسطنطينية، لأنها منارة موثقة بالرصاص والحديد والبصرم وهي في الميدان، إذا هبت عليها الرياح امالتها شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً من أصل كرسيها، ويدخل الناس الخزف والجوز في خلل بنائها فتطحنه، وقد اختلفت أقاويل الناس فيها، فمنهم من يقول إن في ديه طلسماً يمنع العدو من قصد البلد، ومنهم من يقول بل على الكرة مكتوب: ملكت الدنيا حتى بيدي مثل هذه الكرة ثم خرجت منها هكذا لا أملك شيئاً”. الهروي وحديثه عن بلاد الشام فترة تعرضها للحملة الصليبية:- يكمن جزء مهم من كتابات الهروي في توثيقه لحالة المدن والحواضر والسواحل والمزارات الشامية في فترة تعرُّض بعضها للحملات الصليبية التي تمكنت من السيطرة طويلاً على المدن الساحلية في الشام وفلسطين. وقد وَفَدَ الهروي على القسطنطينية التي كانت عاصمة للإمبراطورية البيزنطية، وذلك في عهد الإمبراطور عمانويل كومنينوس، ثم قصد دمشق حاضرة الشَّام الكُبرى وذلك سنة 568 هـ/1172 م. وقد كان دخوله لدمشق في عهد الملك العادل نور الدين محمود، في حين كان صلاح الدين الآيوبي آنذاك في مصر ، بعيد إسقاطه الحكم الفاطمي سنة 567 هـ/1171 م. وفي حلب التي أمضى فيها أيامه الأخيرة؛ نال الهروي حظوة لدى الملك الظَّاهر بن صلاح الدين الأيوبي الذي أدناه منه نظرا لمعرفة الرحَّالة بالسيمياء، وهو الأمر الذي ينسحب على الفليسوف السهروردي ( قُتِلَ سنة 587 هـ/1191 م) لمعرفته وأجادته العلم ذاته، وبفضل هذه الرعاية؛ فقد أقدم الظاهر على بناء مدرسة خاصَّة للهروي بظاهر حلب سُمِّيَت بالمدرسة الهروية التي احتضنت جثمانه الذي ووري فيها عند وفاته وذلك سنة 611 هـ/ 1214 م، كما قال ابن خلِّكان. ما ميَّز الهروي عن سائر الرحَّالة العرب والمسلمين، هو اعتماده بشكل كبير على ذاكرته القوية، بينما كان الآخرون يدونون المعلومات التي شاهدوها بشكل فوري. وقد ساهمت ذاكرته اليقظة في إنشائه كتابه مؤلفه “الإشارات إلى أماكن الزيارات” وذلك في أعقاب تعرُّض كتبه للسرقة من قبل لصوص تابعين للملك الصليبي ريتشارد الأول، حيث وقعت الحادثة في جنوب فلسطين في منطقة الداروم على ماء الخويلفه، حيث ذكر الهروي هذه الحادثة التي تسببت له بالحسرة والألم. ما يميز كتاب “الإشارات” ومحتواه، تناوله ما يلي:-
وهي عمارة قديمة، يقال إنها عمارة سليمان بن داوود، وهو هيكل يخرج الماء في صدره، وقد كان يخرج من اثنتي عشر عيناً كل عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل فيها صاحب ذلك برئ بإذن الله تعالى، والماء شديد الحرارة جداً صاف عذب طيب الرائحة، يقصده المرضة يستشفون به، وعيون تصب في موضع كبير حر يسبح الناس فيه، ومنفعته ظاهرة”.
صنَّف رحمه الله عدة كتب منها:
توفى الهوري في مدرسته المذكورة في حلب سنة إحدى عشرة وستمائة (611هـ).
الساعة الآن 04:17 PM
|