الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ يختص بالدفاع عن حبيبنا رسول الله وسيرته العطرةوالخلفاء الراشدين وكذلك الصحابيات رضوان الله عليهم وارضاه ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إسلام علي بن أبي طالب
إسلام علي بن أبي طالب إنه لا بُدَّ من وقفات مع إسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هذا الطفل الذي آمن، وما تجاوز عشر سنوات [1]! مكانة علي بن أبي طالب عند رسول الله إن إسلام عليٍّ في هذه السنِّ هو شيء في منتهى الغرابة، ويكمن وجه العجب في أمرين: الأول هو اطمئنان النبي صلى الله عليه وسلم إليه على الرغم من صغر عمره، خاصة في مثل هذه المرحلة السرِّيَّة من الدعوة، مع العلم أن أيَّ كَشْفٍ لهذا السرِّ قد يُؤَثِّر على المؤمنين جميعًا؛ بل على الإسلام ذاته، والأمر الثاني هو ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم في عقل هذا الطفل الصغير، فأدرك أنه يمكن أن يفهم في مثل تلك السنِّ هذه القضية الكبيرة؛ التي خفيت على كثير ممن يُسَمُّونهم حكماء في مكة. إن هذا يحمل معنًى هائلاً لا بُدَّ أن نقف أمامه، وهو أن عقل هذا الطفل الصغير غير المكلَّف يستوعب أمورًا هي من الدقَّة بحيث قد تخفى على عقول بعض الشيوخ.. لقد استوعب هذا الطفل فكرة الوحدانية، وفكرة النبوة والرسالة، وفكرة الوحي والملائكة، وفكرة البعث يوم القيامة، وفكرة الجنَّة والنار، وفكرة العمل لله، والحياة في سبيل الله، بل والموت في سبيل الله.. لقد استوعب كل ذلك وهو دون العاشرة من عمره! سنرى كيف فَقِهَ هذا الطفل -أيضًا- في هذه السن الصغيرة سرِّيَّة المرحلة، وتَعلَّم كيف يُخفي أموره عن أقرب الأقربين إليه، وكيف يتجه سرًّا إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه، وكيف يُصلِّي في خفاء، ويقرأ القرآن بعيدًا عن أعين الناس. وهذا الأمر يحتاج منا إلى وقفة.. لقد كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه على وجه الخصوص قريبًا جدًّا من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا القرب الخاص له سبب؛ فقد قال مجاهد بن جبر أبو الحجاج: كَانَ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مَا صَنَعَ اللهُ له وأراده به من الخير أنَّ قريشًا أصابتهم أزمةٌ شديدةٌ، وكان أبو طالبٍ في عيالٍ كثيرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمِّه الْعَبَّاسِ -وكان من أَيْسَرِ بني هاشم: "يَا أَبَا الْفَضْلِ إِنَّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِيرُ الْعِيَالِ، وَقَدْ أَصَابَ النَّاسَ مَا تَرَى مِنْ هَذِهِ الأَزْمَةِ، فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَيْهِ نُخَفِّفُ عَنْهُ مِنْ عِيَالِهِ آخِذٌ مِنْ بَنِيهِ رَجُلاً، وَتَأْخُذُ أَنْتَ رَجُلاً فَنَكْفُلُهُمَا عَنْهُ". فقال العباس: نَعَمْ. فَانْطَلَقَا حتَّى أتيا أبا طالبٍ، فقالا: إنَّا نُرِيدُ أن نُخَفِّفَ عنك من عيالك حتَّى تنكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالبٍ: إذا تَرَكْتُمَا لي عَقِيلاً فاصنعا ما شئتما. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا فضمَّه إليه، وأخذ الْعَبَّاسُ جَعْفَرًا فضمَّه إليه، فلم يزلْ عَلِيٌّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى بعثه الله نبيًّا فاتَّبعه وصدَّقه، وأخذ الْعَبَّاسُ جَعْفَرًا، ولم يزلْ جَعْفَرٌ مع الْعَبَّاسِ حتى أَسْلَمَ، وَاسْتَغْنَى عنه [2]. فالثابت إذن أن العلاقة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب كانت أكثر من علاقة رجل بابن عمِّه؛ بل هو بمنزلة ابنه أو أخيه، وقد صرَّح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي" [3]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فجاء عَلِيٌّ تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيتَ بين أصحابك ولَمْ تُؤَاخِ بيني وبين أحدٍ. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ" [4]. إسلام علي بن أبي طالب لقد كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه منذ نعومة أظافره -ونتيجة هذه التربية النبوية- يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة كبيرة في كل مواقف حياته؛ ومن ثمَّ فهو يعتقد الصواب في كل كلمة يقولها؛ ومن ثَمَّ كان اتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الإسلام أمرًا متوقَّعًا. ثم إنه من الواضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لاحظ نبوغًا مبكرًا، وعبقرية ظاهرة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فاطمئن إلى أن يُخبره بأمر الرسالة، مع أن هذا الأمر خطير؛ لكون المرحلة سرِّيَّة -كما سنذكر بعد قليل- وبمرور الأيام رأى الجميع ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قبلهم بسنوات، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أكثر الصحابة ذكاءً، وقدرةً على استنباط الأحكام، والقضاء في الأمور، وذلك بجانب فراسته وعلمه وفقهه رضي الله عنه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيٌّ". وَقَالَ مَرَّةً: "أَسْلَمَ" [5]. وعن بريدة رضي الله عنها قال: "وَأُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَصَلَّى عَلِيٌّ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ" [6]. وعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ [7] قَالَ: "كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا فَقَدِمْتُ الْحَجَّ فَأَتَيْتُ العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لأَبْتَاعَ مِنْهُ، فَوَاللهِ إِنِّي لَعِنْدَهُ بِمِنًى خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ قَرِيبًا مِنْهُ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ قَامَ فَصَلَّى، ثمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَامَتْ خَلْفَهُ فَصَلَّتْ، ثمَّ خَرَجَ غُلاَمٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ فَقَامَ فَصَلَّى مَعَهُ، فَقُلْتُ لِلْعَبَّاس رضي الله عنه: مَنْ هَذَا يَا عَبَّاسُ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنِ أَخِي صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الْفَتَى؟ قَالَ: هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ رضي الله عنه. قُلْتُ: فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ؟ قَالَ: يُصَلِّي وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَلَمْ يَتَّبِعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلاَّ امْرَأَتُهُ، وَابْنُ عَمِّهِ الْفَتَى، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَتُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ. قَالَ: وَكَانَ عَفِيفٌ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الأشعث بن قيس يَقُولُ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ: لَوْ كَانَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَدَانِي يَوْمَئِذٍ فَأَكُونُ ثانيًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه" [8]. ولعلَّنا نلحظ في هذا الموقف أن العباس عمَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يُخبر صاحبه ببعض الأمور التي لم يُعلنها الرسول صلى الله عليه وسلم بعدُ للناس، مثل أمر النبوة والرسالة والوحي؛ ومثل فتح كنوز كسرى وقيصر، وهذا قد يُشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم من المحتمل أن يكون قد فاتَحَ عمَّه العباس في أمر الإسلام فأبى؛ لأن إسلام العباس -كما هو معروف- متأخر إلى العهد المدني. __________________ [1] قال محمد بن رزق طرهوني: كان غلامًا قارب التسع سنوات. ثم علق عليه في الحاشية قائلاً: هذا القول في سنه حين أسلم أعدل الأقوال وأوسطها. انظر: صحيح السيرة النبوية، 2/39، وحاشيتها رقم (371) 1/384. [2] الحاكم (6463)، والبيهقي: دلائل النبوة 2/162، وابن هشام: السيرة النبوية 1/246، والطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/313، وصحح متنه البرزنجي، انظر: صحيح وضعيف تاريخ الطبري، 2/20، 21، وقال محمد بن رزق بن طرهوني: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليًّا من أبي طالب فضمه إليه. وعلق على كلامه بحاشية قائلاً: أخرجه ابن إسحاق، ومن طريقه الحاكم والبيهقي في الدلائل، عن مجاهد بقصة ذلك مطولة، وهو مرسل إسناده صحيح... ويشهد لذلك أيضًا... روايات كثيرة تدل على لزوم علي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، بما لا يدع مجالاً للشك فيما ذكرناه. انظر: السيرة النبوية الصحيحة، 2/39، وحاشيته 2/455. [3] البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة، (4154)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه (2404)، عن سعد بن أبي وقاص واللفظ له. [4] الترمذي: أبواب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه (3720)، وقال: هذا حديث حسن. والحاكم (4288). [5] أحمد (3542)، وأبو داود الطيالسي (2876)، وقال البوصيري: رواه أبو داود الطيالسي ورواته ثقات. انظر: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة 7/245، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9/103، قال الصوياني: سنده حسن. انظر: السيرة النبوية 1/75. [6] الترمذي (3728)، والحاكم (4586) واللفظ له، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال الصوياني: رواه الحاكم بسند جيد... ولعل المقصود في هذا الحديث أوحي إليه بالصلاة. انظر: السيرة النبوية، 1/76. [7] عفيف الكندي: قيل: هو عفيف بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة. وهو ابن عم الأشعث بن قيس له صحبة، روى عنه ابناه إياس ويحيى بن عفيف الكندي. [8] النسائي (8394)، وأحمد (1787) واللفظ له، وأبو يعلى (1547)، وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن. والحاكم (4842)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، والطبراني: المعجم الكبير (14891)، (14892)، (18955)، وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد ثقات. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9/103.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 07:07 PM
|