اكتشف علماء الأنثروبولوجيا، أن أذن إنسان النياندرتال، كانت مماثلة لأذن الإنسان المعاصر. أي أنه كان يفهم الكلام ويمكنه إعادته. بمعنى أن لديه القدرة على التواصل باستخدام الأصوات.
وتشير مجلة Nature Ecology & Evolution، إلى أن إحدى المسائل الرئيسية في الدراسات المكرسة لتطور الإنسان، هي معرفة متى ظهر الكلام كشكل من أشكال تواصل البشر، وهل كان هذا من سمات أنواع أخرى غير الإنسان العاقل، مثل إنسان نياندرتال.
ومن أجل ذلك، ابتكر باحثون من إسبانيا والولايات المتحدة وبريطانيا، استنادا إلى بيانات التصوير المقطعي فائقة الدقة، نموذجا افتراضيا ثلاثي الأبعاد لبنية الأذن الداخلية للإنسان العاقل وإنسان نياندرتال وأسلافه، الذين عاشوا في منطقة اتابويركا بإسبانيا خلال عصر البوليسين Pliocene.
وأدخل الباحثون بيانات النموذج الثلاثي الأبعاد، في نموذج للهندسة الحيوية، واحتسبوا لكل نوع من الأنواع الثلاثة نطاق التردد للحساسية القصوى. وكما هو معلوم تسمح زيادة الحساسية، باستخدام عدد أكبر من الإشارات الصوتية في التواصل الشفوي.
وأظهرت النتائج، أن حساسية إنسان النياندرتال كانت أعلى من حساسية أسلافه. وأنه كالإنسان المعاصر كان يسمع في نطاق 4-5 كيلوهيرتزا. من هذا استنتج الباحثون، أن إنسان نياندرتال كان يمكنه سماع الإنسان العاقل، وحتى تقليد كلامه، وربما كانت لهم لغة خاصة.
وتقول البروفيسورة مرسيدس كوندي-فافيردي، رئيسة فريق البحث من جامعة الكالا الإسبانية، "إن امتلاك إنسان نياندرتال لقدرات سمعية مماثلة، يدل على وجود نظام اتصالات متطور وفعال لديهم مثل كلام البشر حاليا".
ويضيف البروفيسور رولف كوام، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة بينغهامتون، "كانت إحدى النتائج المثيرة للدراسة هي افتراض أن إنسان نياندرتال كان يستخدم الكثير من الحروف الساكنة في كلامه. واستخدام الحروف الساكنة هو وسيلة لدمج المزيد من المعلومات في الإشارة الصوتية. وهذه الميزة تميز الكلام البشري عن أشكال الاتصال لدى الرئيسيات الأخرى".
المصدر: فيستي. رو