تترتّب عدّة ثمراتٍ على حُبّ الله للعبد، وفيما يأتي بيان البعض منها:
نَيل التوفيق والسَّداد: فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).[32][33]
حفظ الله له: فقد ورد عن الصحابيّ عبدالله بن عبّاس -رضي الله عنهما-: (كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا قال يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، (رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ)).[34][35]
استشعار مَحبّة ذِكْر الله: فإنّ أحبَّ الله عبدَه حَبَّب إليه ذِكْره؛ فالله يذكر عبده الذي يُحبّه، وإن ذَكَره الله، حُبِّب إليه ذِكْره، وذِكْر الله لعبده أكبر وأعظم من ذِكْر العبد له.[36]
الرضا: فإن رَضِيَ الله عن عبده، أرضاه، وحَقّق له السعادة، وثبّتَ قلبه على الطريق المستقيم الحقّ، ووَفّقه إلى فَعْل الخير أينما توجَّه، فينال رضا الله في الدُّنيا والآخرة، وعند الموت، ويتحقّق ذلك بكمال الإيمان، كما أنّ الله يُحقّق لِمَن يُحبّه من العباد الرضا عند العباد؛ إذ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن التمَس رضا اللهِ بسخَطِ النَّاسِ رضِي اللهُ عنه وأرضى النَّاسَ عنه ومَن التمَس رضا النَّاسِ بسخَطِ اللهِ سخِط اللهُ عليه وأسخَط عليه النَّاسَ)