(( .. ومضات تحفزها ظروف الغربة .. ))

(( .. ومضات تحفزها ظروف الغربة .. ))

في بعض الليالي المعتادة خارج الوطن
وقبل أن أضع رأسي على تلك الوسادة
تنتابني حينها رغبة الهروب من ضجيج الحضارة
لأقررالاتجاه نحو الصعود لقمم الجبال الشامخة
والتي ليست ببعيدة عن مدينتنا الصاخبة
حيث هناك بالقرب توجد قرية جميلة ومتواضعة
تشجّع الزائر للمبيت بضعة ليال هربا من الروتين اليومي المملّ
لأشاهد عظمة تلك السفوح الجبلية الباهرة وبجمالها الطبيعي الأخّـاذ
والتي لم تعبث بها أياديّ البشر ولم تخرّب معالمها
فهناك البسطاء الذين يعيشون في ذلك المكان منذ قرون جيلا بعد جيل
حيث يتجدد في أعينهم كل صباح وميض الحياة الصافية
والتي تسعد النفوس بالرغم من بساطتها ,,
فتميل حينها عفويّــة ألسنتهم بالحداء والغناء ودون تكلّف
ليندفع صدى صوتهم الجبلي الجميل المجلجل ,,
وكأنّ ألحانهم تستقي النوتة الموسيقية من خمائل ذهبية .......
... وتصوغها خيوط شعاع الشمس المشرقة
لأستمتع حينها بجمال أدائهم الفريد النقيّ كــ قدران الماء الصافية
وهي تتمـيّــز بصفائها عن الأصوات النشاز العكرة
وكأنها تمتزج مع بساتين رطبة نديّــة وتلفح جنباتها نسمات باردة رقيقة
وفي تلك اللحظات تراودني الخواطر الحمتيّـة والمشاعر الفيّاظة
لأستذكر كل شيء جميل قد رحل ,,
ومن ذلك المكان الذي يُـتـاح فيه أن أستمتع بأصواتهم العفوية العابرة
وكأنّ أوتارحناجرهم تعزف طربا على ألحان الخلود
وهي تحفز ذكرياتنا بالمشاعر الجميلة التي لا تمحى ولن تنسى
وكيف ننسى ذكرياتنا وقد نقشت محفورة على الحجر الصلب
والتي مهما قمنا بالتهرّب من تفاصيلها فإننا لا نستطيع ذلك
بل .. ولن تمحوها عواصف الزمن مهما بعُدَت أحداث تلك الذكريات
ولكن بعد أن نفيق من ذكرياتنا ونأخذ حظّا وافرا بالتعمّق والتأمل
فانه حتما سيظل حاضرنا هو الواقع الأقوى
ولا خيار لنا سوى التعايش مع الظروف الحتمية
ويكفي أن نشكر الله على كل شيء
وأن نرضى بكل ما قسمه لنا في هذه الحياة

..

حصري للمنتدى
بقلمي : ماجد

***

المصدر : منتديات عبق الياسمين