الأدارة ..♥ |
عَبق المَقَالات الشخْصِّية ✿ يَهْتَم بِتَألِيفْ وَاِبْدَاعَات الاَعضَاء مَهمَا كَانْت وَأي نص سبق له النشر خارج مملكة عبق بقلم العضو ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
( انا عايش علي الذكريات ) (5) ابي حكايات من القلب بقلمي محمد البهلوان
اتذكر خفقان قلبه وهو يحمل هذا الطفل صاحب السبع سنوات ، لا يستطيع التحمل ولكن يتحمل الا ان يستقر هو وابنه في عيادة الدكتور نبيل عبد الصمد الدبريكي في الدور العلوي لجامع السنية في امبابة كان شاب وقتها طمأن الوالد علي طفله الذي لم ينم طوال الليل من هياج صدره وحساسيه شديه وكحه . الطفل هو أنا والأب هو ابي والدكتور اصبح دكتور شهير منذ فترة طويلة كم تحملني ابي وكم شال عني من الهموم واعباء الحياة انه الأب يا سادة الاب لا يحتاج منا كلمة شكر ولا تخصيص عيد اب ولا غيره الاب يشعر انه مشواره في الحياه انتهي وابتدا من جديد هذا المشوار مع اولاده فيفرح عند ولادتهم ويفرح عندما يكبرون ويفرح عندما ينجحون في حياتهم ويفرح عندما يتزوجون وينجبون ، هذا هو النجاح بالنسبة لي ، هو اصبح فعلا واقعا حقيقيا الظهر بالنسبة لاولاده يتسندون عليه لكي يعلوا في مراتب الحياه . الاب يا سادة فقط يحتاج لابنائه عندما يقع عندما يمرض عندما يعجز يريد ان تكون عجازه اما اذا كان لا يزال فيه صحة فيريد ان يفني تلك الصحة في سبيل اولاده ، يريد ان يرى ثماره كفاحه وثماره تعبه في اولاده منذ صغري كنت متعلق بأبي تعلق غريب ولي معه حكايات أغرب كنت اعشق عودة ابي من العمل واتعلق به وبملابسه ، ولا يستطيع ان يغادر المنزل الا بصعوبة طالما انا موجود فكنت بتعلق بملابسة ولا اريد له المغادرة ، اعشق ابي بصراحة لقد كان صاحب وجه بشوش وقلب طيب . ذات يوم اخذني معه وانا طفل عند الجزار ، ويبدو اني صاحب خيال منذ نعومة اضفاري الجزار معه اله حاده يقطع بها اللحم ، اتخيل ان تلك الاله ستأتي علي ابي ويتم تقطيعه كما اللحم الذي امام الجزار ، كل مرة ابي يخرج من المنزل ابكي ولا اريده ان يخرج حتى لا يذهب للجزار ويدبحه مثل اللحم . وايضا عمي الله يرحمه كانت اخافه واخاف منه علي ابي حيث انه كان يأتي لزيارتنا في امبابة بحلته الكاملة بدله وصديري وتحت جاكت البدلة توجد الطبنجة اخاف جدا ان يختلف مع ابي لاي سبب ويتم استخدام الطبنجة ، اعشق ابي كثيرا واخاف عليه طفل ذو خيال واسع هكذا كنت ولازالت . ابي لم يضربني طيلة حياتي ، او يهيني طيلة حياتي ، او اراه يضرب اخواتي برغم انه لم يكمل تعليمه ولكن طريقه تعامله مع الناس كانت طريقة الدبلوماسيين يحافظ علي علاقة جيدة دائمة مع الجميع ، اللبان ، الجزار ، بائع الصابون ، الجيران الجميع يعشقون هذا الرجل ابي دائما يا يخترني انا فقط من دون اخواتي للذهاب الي المصيف معه فكان يعمل في شركة حلوان للصناعات الهندسية مصنع 99 الحربي سابقا وكل عام يوجد اسابيع للمصيف يحجز اسبوع ونذهب ولكن في بداية تلك المصايف ذهبت مع ابي تقريبا مرتين علي سنتين اجمل ايام مع ابي في المصيف كنت في التاسعة من عمري وهناك قابلت صديقة لي هند جبر لازلت اتذكرها ولعبنا مع بعض كثيرا في المصيف فاباها كان ايضا يعمل في المصانع الحربية ونشئت بيننا بعد ذلك حب طفولي جميل حتى نهاية المرحلة الابتدائية . المصيف كان شبابي فقط فلذلك اختارني ابي وكان عبارة عن خيم وكل خيمة فيها سريرين نستيقظ صباحا علي البحر ونتمشي قليلا ليلا ايام جميلة وابي ياما حاول ان يجعلني ادخل معه في الغريق في البحر ليس لدي طول ولكن كنت اخاف وابكي منه حتى دخلت معه ولعبت معه ومع زملائه في المصيف والعمل . وباقي الاعوام كان المصيف عائليا فكنا نذهب كلنا ايام جميلة الاسر كلها تتعرف علي بعضها ، في احد تلك المصايف كان محمود لا يزال صغيرا في مصيف بلطيم تاه ولا نعرف له طريق ولا زلت اتذكر صوت ابي وانا علي الجبل الملاصق للشاطيء ببلطيم يا محمود صداه اسمعه وانا علي الجبل هكذا هو الأب صوت بكل جبروت وكل مرارة وكل توهان علي طفله التائه . تعلقت من ابي علي حب البلد ( منوف ) حيث هناك والدته واخواته . تقريبا كل ينزل البلد كل خميس وجمعة من كل اسبوع يذهب الخميس ليلا ويأتي الجمعة ليلا يقضي الاجازة مع والدته ستي فريده الله علي ستي فريدة وجمالها وجمال الحلبة بحليب كنت بشربها من ايديها ومن ايد ستي رتيبة اختها وخالة ابي . ايام الثمانيات لا تعوض بصراحة من جميع النواحي . كان هناك لا يزال شيء من البركة في هذا الزمان قاعدة ستي علي الكرسي الطويل والحلبة بحليب وتشبهني بجدي جبر . فكنت انزل معه في كثير من المرات في اجازة اخر العام . لازور ستي وعمي حتى وصلت للصف السادس الابتدائي وحينها كانت الشهادة الابتدائية لها هيبة وشأن كبير فأخذت درس خصوص عند استاذ صلاح جميع المواد عربي وحساب ومواد اجتماعية وتحسن مستواي التعليمي علي يده ولكن .. كنت طفل شقي فكان ياتي عندنا ليعطني الدرس فاذا بي في الشارع العب الكرة ويأتي لي ابن خالتي حسني لاذهب للدرس لاهرب منه لا اريد دروس اريد فقط اللعب بالكرة . وهذا ليس في كل المرات بالطبع . الا ان حان وقت ظهور النتيجة والحمد لله نجحت وكم كانت سعادة والدي بنجاحي الوالد فرحه الحقيقي عندما ينجح ابنه في جميع مجالات الحياة . كبرت قليلا وذهب للمرحلة الاعدادية والمرحلة الثانوية مرحلة المراهقة ، وبدأ الخيوط تنفك من حولي فالأب مهما كان رعايته لابنه فلابد للابن ان يكون له دور في مستقبله . في الثانوية العامة بدأ التخبط وبدأت مرحلة المراهقة تتأتي بظلالها وغيومها علي حياتي ومثل كثير من الشباب حدثت لي نزوات جعلتني اتأخر في مسيرتي التعليمية سنة الثانوية العامة يالها من سنة طويلة تتنتهي بالرسوب ويالها من حسرة ترتسم علي وجه الأب الشقيان التعبان من اجل اولاده والنهاية رسوب تشعر ان الوالد هو الذي رسب لم اكن بتلك المشاعر وقتها . ولكني كنت مكسوف من باقي زملائها النجاحين ولكنه الأب يا ساده هو دائما السند والظهر حتي يتم النجاح ان شاء الله . نجحت واستمريت ولكن يا ابي ما وفيت حقك ابدا منذ ان بدئت مرحلتي الثانوية شيء ما بيني وبين ابي مفقود ، لا اعلم له سر ، هل للفشل الذي اصابني عامل ولسوء التوفيق الذي لازمني عامل . انا اقدر ابي وهو غال عندي ويستحق ان ينال من قلبي وسام الحب ووالتقدير وناله بالفعل في حياته . ابي العزيز في عيد ميلاد الأب انت لا تستحق عيد ميلاد الأب فوجودك في حياتنا هو عيد ويكفي وجودك في حياتنا لكي تكون حياتنا عيد اما رحيلك يا ابي فهو يوم حزين فالسند والظهر اختفي واصبح ظهرنا عاري وسندنا ليس موجود لك الرحمة من الله بقدر ما تعبت وشقيت واوفيت
آخر تعديل محمد البهلوان يوم 24-06-2021 في 04:34 PM.
الساعة الآن 07:52 PM
|