الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق العام ✿ جميع القضايا العامة التي تهدف الفائدة والأستفادة ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
مظـــــاهر جوفــــــاء
مظـــــاهر جوفــــــاء لتكلف والتمظهر والتزخرف والتبهرج وتلوين ما ليس بلون حسن وتلميع الصورة الظاهرية رغبة في الإستحواذ على رضا الناس ونيل المحامد والمدائح الجوفاء أو مجاراة الخلق والتنافس على عرض زائل ،،، كل هذه الأمور رمز من رموز المدنية المعاصرة ولون من ألوان الحضارة البراقة !. تجدون تلك المظاهر الجوفاء متوغلة بعمق في حفلات الأعراس والولائم التي ينفق فيها ما لا يعلم به إلا الله تعالى ما بين إسراف ومخيلة وحب للظهور ومحاولة لإستعراض النعم بطريقة لا تخلو من المباهاة ! . إن هؤلاء الذين لبسوا ثوب الرفاهية والبذخ لو طلبت من أحدهم المساهمة في عمل خيري أو مشروع دعوي لعبسوا في وجهك وتولوا عنك معرضين ! . وتأتي مظاهر التبعية المقيتة أيضا" في الجري وراء خطوط الموضة ، ودور الأزياء العالمية التي أحكم السيطرة عليها ورسم خطوطها حفنة من بني صهيون حتى سلبوا عقول النساء مع أحدث صرعات الموضة التي لا يحكمها دين ولا مبدأ بل يحكمها نمط التفسخ والعري وانسلاخ كل معاني الحياء والحشمة ! . إن الجري وراء خطوط الموضة ، وتتبع ما استجد في عالم الأزياء ، والتباهي بأفخر الثياب ، وبعثرة الأموال هنا وهناك ؛ رغبة في حب الظهور ولفت الأنظار ، لا تجدونها إلا عند ذوي الأفهام السقيمة . لماذا بات حب الظهور والمفاخرة على رؤوس الأشهاد طابعاً سائداً لدى شريحة ليست بالقليلة في بعض المجتمعات ؟!! . هل من المعقول أن تجرنا المظاهر الجوفاء إلى تغيير واستبدال الأثاث المنزلي بأكمله سنوياً مع اكسسواراته ، ثم تأتي من تقول لك : ( أنا لست أفضل من فلانة ، سأجاريها وأثبت لها بكل ما أملك أني مثلها تماماً ولن يقل بيتي فخامة عنها ) حتى لو كان ذلك على حساب استنزاف طاقة زوجها المالية أو ارهاقه وتكليفه فوق ما يطيق ! . وقس على ذلك مسألة السفر ، والتوسع في استقدام الخدم بدون ضرورة ملحة ، كذلك التباهي بأرقام الجوالات المميزة ودفع الغالي والنفيس في سبيل التبهرج بها أمام الناس ! . لماذا باتت تهمنا المظاهر بالدرجة الأولى وتسيطر علينا التبعية المقيتة والتقليد الأعمى والغيرة المذمومة التي تجاوزت الحدود ! . هل ثناء الناس سيجلب لنا العيش الرغيد والظل الوريف ، وهل البذخ والبطر سيقودنا إلى مستقبل مشرق ! . إذا كنت تبحث عن رضا الناس فهذا محال ، وإذا كنت تطمع لمزيد المدح والثناء ، فالمدح لا يبني قصوراً ، ولا يرد غائبا ، ولا يرفع وضيعاً . إذن لماذا نتصارع ونتنافس على زخارف دنيوية مصيرها للزوال ؟! . لماذا لا نتنافس في الخيرات ونقلد ذوي المروءات وأهل الصلاح ، فحينما نسمع بأن فلاناً قد بنى مسجداً لله ، أو دوراً لتحفيظ القرآن ، أو كفل أيتاماً ، أو ساعد محتاجاً أو فطر صائماً أو ... أو .... أو ... لماذا لا نقلد هؤلاء ونقتدي بأفعالهم المشرفة ونبذل أموالنا في سبيل رفعة ديننا ورجحان كفة موازين أعمالنا عند الله تعالى ! . نحتاج فعلاً أن نجيد ثقافة الإنفاق ونمسك زمام الأمور حتى لا تسيطر علينا بريق المظاهر الجوفاء وتخدعنا الأضواء الساطعة ، ولنا أن نتدبر ونتفحص ما حلّ بالأمم المترفة التي بطرت معيشتها حتى كان مصيرها الهلاك فكانت أثراً بعد عين (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين )) سورة القصص آية 58 . لنراجع أنفسنا قبل أن ننساق وراء دوامة المترفين ولنتذكر جلياً اخواناً لنا كم باتوا بلا مأوى ولا كساء ولا طعام أو شراب ، لنتذكر يوم أن بُحت حناجرهم منتظرين يداً حانية تمسح عبراتهم ولو بكسرة خبز في الوقت الذي شغلتنا عنهم مظاهر خادعة ومفاخرات ممقوتة !! . تلك المظاهر الجوفاء لا ينخدع بها إلا من يعاني من الهزيمة النفسية ، وانتقاص الذات ، والشعور بالدونية ، والتطلع لما في أيدي الغير !! . كلما ارتقت العقول ونضجت الأفهام أتبع ذلك اتزاناً فكرياً وانضباطاً في السلوك بحيث لا ينجرف صاحبها وراء أهواء فارغة ومظاهر جوفاء وتبعية مقيتة . نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا ....
الساعة الآن 09:35 AM
|