الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
شخصيات في الذاكرة ✿ شخصيِّات لها تاريخ وَانجاز وتستَحق ان نتذكرَها ونفتَخِر فيهَا ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
خالد بن* يزيد.. خسر الخلافة وخلّدته الريادة العلمية
خالد بن* يزيد.. خسر الخلافة وخلّدته الريادة العلمية حكيم قريش،* جاوزته الخلافة فاهتم بترجمة الفلسفة اليونانية وعلوم الغرب،* وأسبغ* رعايته على المشتغلين بها،* واتجه إلى دراسة الكيمياء،* واهتم بها اهتماماً كبيراً،* بعد أن كانت محاطة بالخرافات،* وجلب لها الكثير من الكتب وأشرف على ترجمتها؛ فكان من أوائل من درسوا الكيمياء من المسلمين،* وألف فيها رسائل،* ويرجع إليه الكثير من الفضل في ما توصل إليه المسلمون من تطور في* هذا المجال*، ولولاه لتأخر نقل الكيمياء إلى العربية. عده الدكتور عبد المتعال الصعيدي* في* كتابه* «المجددون في* الإسلام*» من أوائل المجددين،* لأنه لم* يجد من أمر الملك ما* يشغله أو* يصرفه عن التوسع في* العلوم فسبق المسلمين جميعاً إلى ناحية من التجديد، ولفتهم إلى العناية بعلوم الحكمة* (الفلسفة*) التي* سبقتهم الأمم القديمة إليها،* ولتقوم حضارتهم على العلم والدين*. هو خالد بن* يزيد بن معاوية (48 -85 ه الموافق668-704م*)،* الأمير القرشي* الأموي* الدمشقي* بن* يزيد بن معاوية بن أبي* سفيان،* حفيد الخليفة الأموي* الأول معاوية بن أبي* سفيان وابن الخليفة الثاني* يزيد بن معاوية،* وأخو الخليفة معاوية الذي* تنازل عن الخلافة بعد أن وليها لثلاثة أشهر. وأمه هي* أم هاشم* فأخته بنت أبي* هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. مكسب للعلم بعد أن تنازل أخوه معاوية بن* يزيد عن الخلافة انقسم أنصار بني* أمية لفريقين*: فريق* يميل لبيعة خالد بن* يزيد بن معاوية،* وفريق آخر* يميل لبيعة مروان بن الحكم،* وبعد مناقشات انعقدت في* مؤتمر الجابية تغلب الفريق الذي* يؤيد مروان،* وكانت حجتهم أن خالد بن* يزيد مازال صغيراً،* وليس نداً لعبد الله بن الزبير الأكبر سناً،* والذي* نازع بني* أمية في* تولي* الخلافة حينها،* فقالوا لمعارضيهم*: «لا والله لا تأتينا العرب بشيخ* -يقصدون ابن الزبير*- ونأتيهم بصبي*»،* فاتفقوا على أن تكون البيعة لمروان،* ثم من بعده لخالد بن* يزيد*. حين استقر الأمر لمروان بن الحكم في* مصر والشام،* بايع من بعده ولده عبد الملك ثم من بعده ولده عبد العزيز،* وترك البيعة لخالد بن* يزيد بن معاوية،* لأنه كان لا* يراه أهلاً للخلافة لحداثة سنّه،* ولما آلت الخلافة إلى عبد الملك ابن مروان سنة * 65ه قرب إليه خالد بن* يزيد وجعله من مستشاريه،* وكان خالد هو الذي* أشار على عبد الملك أن* يحرم دنانير الروم وأن* يضرب للناس دنانير إسلامية*. ابتعد خالد بن* يزيد عن السياسة بمعناها المباشر،* وتفرغ* لطلب العلم،* وخصوصاً علم الكيمياء،* فأصبح من أشهر العلماء العرب،* ونال ثناء العلماء وتقديرهم؛ لأخلاقه الراقية،* وعلمه الغزير،* ولإسهاماته العظيمة في* علم الكيمياء؛ فهو الرائد الأول لهذا العلم عند المسلمين.* شهادة منصفة ولعل أقدم نص عن اهتمام خالد بن* يزيد بالكيمياء والطب هو الذي* ورد في* كتاب* «البيان والتبيين» للجاحظ الذي* يذكر أن خالداً كان أول من ترجمت له كتب النجوم والطب والكيمياء،* ويقول*: «كان خالد بن* يزيد بن معاوية خطيباً شاعراً،* وفصيحاً جامعاً،* وجيد الرأْي،* كثير الأدب،* وكان أول من أعطى التراجمة والفلاسفة،* وقرب أهل الحكمة،* ورؤساء كل صناعة،* وترجم كتب النجوم والطب والكيمياء والحروب والآداب والآلات والصناعات*». وشهادة الجاحظ في* حق ابن* يزيد تؤكد أنه أنفق من ماله على العلم،* كأنها شهادة للرد على البعض ممن ادّعوْا أن خالد بن* يزيد تعلم الكيمياء بحثاً عن الأموال التي* افتقدها عندما تنازل عن الخلافة،* ومن ناحيته* يذكر ابن النديم في* «الفهرست» أن خالد بن* يزيد كان فاضلاً في* نفسه،* له همة،* وكانت له محبة للعلوم فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان كانوا ينزلون مصر ويجيدون العربية وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني* والقبطي* إلى اللسان العربي،* وكان هذا أول نقل في* الإسلام من لغة إلى لغة في* عصر الدولة الأموية،* وفي* ذلك تأكيد على سماحة العقلية الإسلامية،* وتعايشها مع* غيرها من الحضارات الأخرى،* فلم* يؤثر عن الحضارة الإسلامية أنها هدمت حضارة،* أو محتْ* تراثاً،* ولكنها استفادت من التراث الإنساني،* ونقلته بأمانة وإتقان،* فأفادت البشرية جميعا*ً. رسائل في الكيمياء نال خالد بن* يزيد إعجاب الكثير من المؤرخين؛* ويتحدث عنه العالم الكبير ابن كثير فيقول*: «كان خالد بن* يزيد أعلم قريش بفنون العلم،* وله* يد طولى في* الطب،* وكلام كثير في* الكيمياء،* وكان خالد فصيحاً بليغاً شاعراً منطقيا*ً»،* وقال عنه الذهبي* في* «سير أعلام النبلاء»*: «وكان من نبلاء الرجال،* ذا علم وفضل وصوم وسؤدد*»،* وقال ابن خلكان في* «وفيات الأعيان»*: «كان من أعلم قريش بفنون العلم،* وكان بصيراً بهذين العلمين*: الطب والكيمياء متقناً لهما،* وله نظم رائق* (شعر جيد*)»، ويذكر ابن خلكان أن الأمير خالد بن* يزيد أخذ صنعة الكيمياء من رجل من الرهبان* يقال له مريانس التقى به في* نواحي* القدس واستقدمه إلى دمشق ليتعلم منه وأن لخالد في* علم الصنعة ثلاث رسائل تضمنت إحداها ما جرى له مع مريانس وطريقة تعلمه،* والرموز التي* أشار إليها،* وأن له أشعاراً كثيرة*. ومن الثابت أن خالد بن* يزيد استحضر من الأقباط المتحدثين بالعربية مثل مريانوس،* وشمعون،* وإصطفان الإسكندري،* وطلب منهم نقل علوم الصنعة إلى العربية،* ويورد النديم رواية عن محمد بن إسحاق،* أن خالداً خطر بباله حب الصنعة* (الكيمياء*) فتتلمذ على* يد الراهب الرومي* مريانوس وتعلم منه صنعة الطب والكيمياء،* ونجح فيها وله في* ذلك ثلاثة كتب؛ هي*: (السر البديع في* فك الرمز المنيع*)،* و(فردوس الحكمة في* علم الكيمياء*)،* و(مقالتا مريانوس الراهب*)،* ذكر فيه ما كان بينه وبين مريانوس،* وكيف تعلم منه الرموز التي* أشار إليها،* وأنه رأى من كتبه،* كتاب* «الحرارات*» وكتاب* «الصحيفة الكبير*» وكتاب* «الصحيفة الصغير*» وكتاب* «وصية إلى ابنه في* الصنعة*». نقلة كبيرة تعددت مؤلفات خالد بن* يزيد في* مجال الكيمياء وتعتبر* نقلة كبيرة للعلوم عند العرب،* خاصة إذا عرفنا أنه لم تكن توجد في* تلك الفترة كتب تتحدث عن الكيمياء باللغة العربية،* وكان علم الكيمياء من العلوم التي* تحيطها الخرافات وتسيطر عليها*. ومع أن لخالد بن* يزيد باعاً كبيراً في* الفلسفة والكيمياء،* إلا أن مؤلفاته لم تقتصر على هذين المجالين فقط،* بل كانت له مؤلفات عديدة منها*: ديوان النجوم،* وهو أبيات شعرية في* التنجيم،* وذكر بروكلمان أن نسخة منه موجودة بمكتبة كوبرالي،* وثانية بمكتبة جار الله في* إسطنبول،* كما ذكر* (كرنكو*) أن نسخة منه كانت موجودة بمكتبة أنستاس الكرملي* ببغداد*. كان للجهود التي* بذلها خالد بن* يزيد الذي* توفي* في* دمشق سنة* (09ه الموافق 807م) الدور الأكبر في* ترسيخ الكيمياء كعلم بدلاً عن الخيمياء واستفاد منها في* الصيدلة،* وهو أول من استعمل علم الكيمياء لصناعة بعض الأدوية لخدمة الطب،* فكان ما قدمه خالد بن* يزيد الأساس الذي* اعتمد عليه علماء المسلمين فيما بعد*.
الساعة الآن 04:16 AM
|