قوا أنفسكم وأهليكم نارا
عباد الله: يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ سورة التحريم 6. ما هو وقود النار وبأي شيء تسعر؟ ما هو حطبها وبأي شيء توقد؟ إنها توقد بالناس والحجارة، وقودها الناس، هم الناس الذين يشتعلون، هم وقود جهنم، وحصب جهنم، وقد أمرنا الله تعالى في هذه الآية برعاية الأهل والقيام عليهم، وأن القيام عليهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، هو وقاية لهم من عذاب الله، وأهلك يا عبد الله مسؤولية، كما قال النبي ﷺ: إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه أحفظ أم ضيع -أحفظه أم ضيعه-حتى يسأل الرجل عن أهل بيته. فأهل بيتك إذاً مسؤولية، ستُسأل عنها يوم القيامة وتحاسب، وأهل بيتك هم أمانة في عنقك، أمانة من الأمانات التي حملها الله لنا، وناءت بحملها السموات والأرض والجبال، وأبين أن يحملنها وأشفقن من حملها، لكننا حملناها نحن، ويجب علينا أن نقوم بأداء الأمانة، وفي هذه الخطبة نتحدث قليلاً عن موضوع مهم يتعلق بهذا، وهو تربية الزوجة، نظراً للتفريط فيه، وكثرة الإهمال حتى شاعت الفواحش في الزوجات، وانتشرت المنكرات في حياتهن، بسبب تفريط الرجال، وعمَّ الجهل أوساط كثير من الزوجات؛ لتقصير الأزواج في تعليمهن، وسيُسألون عنهن يوم القيامة، ما هو هديه ﷺ في تربية زوجته؟ وماذا كان يفعل مع زوجاته؟ وكيف كان يقوم بأمر تعليمهن، وتأديبهن، وأمرهن بالمعروف، ونهيهن عن المنكر، بل حتى ملاطفتهن،ﷺ؟