تربية النبي ﷺ زوجاته على العبادة
كان النبي ﷺ يربى زوجاته على العبادة، على قيام الليل، كان يوقظهن ﷺ أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة. هكذا كان ينذر ﷺ، وكان يخوف، كان بيته شعلة من النشاط الدائم في طاعة الله، ذكر بالنهار، وقيام بالليل وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ سورة الأحزاب 34. وكانت المتابعة على العبادة، سواءً كانت بدنية، أو كانت مالية، يقول النبي ﷺ: يا عائشة لا تحصي فيحصي الله عليك. لا تبخلي بالصدقة، لا تمنعي الصدقة، لا تقتري فيها أطلقي يدك في الصدقة، ما بقي إلا كتفها، ما بقي إلا هذه، أما الباقي فإنه ذاهب، لكن عند الله الذي تصدقت به هو الذي يبقى، ما بقي منها إلا الكتف، كان يقول لها: لا تحصي فيحصي الله عليك. لا توكي فيوكي الله عليك. فإذاً كانت المتابعة حتى في قضايا المستحبات، وليس فقط قضية الواجبات أو النهي عن المحرمات، والنبي ﷺ كان يراعي فلتات اللسان كما قلنا، وأمور اللسان حتى قضايا الفحش في الأعداء، كان يراعي ذلك كما جاء في الحديث المعروف عن عائشة قالت: أتى النبي ﷺ ناس من اليهود فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، السام يعني الموت، السام عليك يا أبا القاسم، فقال: وعليكم ولم يزد. وعليكم، قالت عائشة: فقلت وعليكم السام والذام، أو وعليكم السام واللعنة وغضب الله، فقال رسول الله ﷺ يا عائشة: لا تكوني فاحشة، فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ قالوا السام عليك، قال: أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا، قلت: وعليكم. إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، حتى في الأعداء لا يكون الإنسان فاحشاً ولا متفحشاً، إلا فيما دعت إليه المصلحة الشرعية الواضحة، كما حصل في بعض المواقف، أما أن يطلق الإنسان لسانه، يطلق لسانه بكل شيء حتى في العدو، فهذا أمر ينبغي أن ينتبه له حتى لا يتعود اللسان على هذا، ولما استأذن رجل على رسول الله ﷺ وأنا عنده تقول عائشة: فقال: بئس ابن العشيرةهذا رجل فيه شر، النبي ﷺ ذمه قبل أن يرى وجهه ويدخله عليه، ثم أذن فألان له القول، فلما خرج قلت: يا رسول الله قلت له ما قلت ثم ألنت له، فقال النبي ﷺ: يا عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه. إذاً انتبهي يا أيتها الزوجة، لا تكوني فاحشة فتكوني مذمومة، أو تكوني مكروهة مبغضة من خلق الله، منبوذة، وإنما هو طيب اللسان وحسن المعشر.
اللهم اجعلنا من القائمين بحقوق أهليهم، واجعلنا ممن ينقذون أهليهم من نار وقودها الناس والحجارة، اللهم كف عنا نار جهنم، وباعد بيننا وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب.