🌸 رابعا، النّداء:
النّداء من الإنشاء الطلبي، وهو: طلب التفات المخاطَب إلى المتكلم بحرف يفيد معنى: (أنادي).
〰〰〰〰〰
🌸 وحروف النّداء, هي: (الهمزة/ أَيْ/ يَا/ آ/ آيْ/ آيَا/ هَيَا/ وَا),
🌿 مثاله: أيْ زيدُ أقبل.
〰〰〰〰〰
🌸 والمرجح: أنّ (الهمزة و(أيْ) لنداء القريب), والباقي لنداء البعيد.
🌸 وقد ينزل البعيد منزلة القريب, فيُنادى بـ(الهمزة وأيْ)’ إشارة لشدة استحضارهم في الذهن والقلب, 🌿 قال الشاعر:
أَسُكَّانَ نَعْمَانِ الْأَرَاكِ تَيَقَّنُوا
بِأَنَّكُمْ فِي رَبْعِ قَلْبِيَ سُكَّانُ
🌸 وقد يُنزل القريب منزلة البعيد, فيُنادى بغير (الهمزة وأيْ), لأغراض منها:
كالإشارة إلى علو مرتبته, أو العكس حسب السيّاق.
〰〰〰〰〰
🌸 وقد تخرج ألفاظ النداء عن معناها الأصلي إلى معانٍ أخرى, تُفهم من السّياق مع القرائن، ومن أهم ذلك:
1⃣ الاستغاثة.. 🌿 نحو: ياللّهِ للمؤمنين.
2⃣ التّحسر.. 🌿 كقوله تعالى: (يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ).
3⃣ التّحيّر والتّضجر.. 🌿 قال الشاعر:
أَيَا مَنَازِلَ سَلْمَى أَيْنَ سَلْمَاكِ
مِنْ أَجْلِ هَذَا بَكِينَاهَا بَكَيْنَاكِ
4⃣ النّدبة: ويستخدم لها حرف النّداء.. "وا" مثل: 🌿 "وا معتصماه".
5⃣ وهناك أغراض كثيرة للنّداء.
〰〰〰〰〰
🌸 خامسا، التّمني:
والتمني نوع من الإنشاء الطلبي، هو: طلب أمر محبوب لا يُرجى حصوله, إمّا لكونه مستحيلا, وإمّا لكونه ممكنا ولكنه صعب المنال.
1⃣ لكونه مستحيلا.. 🌿 مثل, قول الشاعر:
أَلَا "لَيْتَ" الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا
فَأَخْبِرُهُ بِمَا فَعَلَ الْمَشِيبُ
2⃣ لكونه ممكن ولكنه صعب المنال.. 🌿كقول الله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا "لَيْتَ" لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ).
〰〰〰〰〰
🌸 واللفظ الأصلي للتّمني, هو: "ليت".
〰〰〰〰〰
🌸 وقد يُتمنى بثلاثة ألفاظ أخرى لغرض بلاغي, وهذه هي: ("هل" / "لعلّ"/ "لو") .
1⃣ فالغرض البلاغي المنشود من وراء التّمني بلفظتي: "هل" و"لعلّ", هو إبراز الـمُتـمنى المستحيل وإظهاره في صورة الممكن القريب الحصول..
-"هل".. 🌿 كقول الله تعالى: (فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَـ"ـهَلْ" إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ).
-" لعلّ".. 🌿 كقوله تعالى: (وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا لَّـ"ـعَلِّيٓ" أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَٰبَ).
2⃣ والغرض البلاغي من استعمال "لو" هو الإشعار بأنّ (الـمُتـمنى) شيء ممنوع وعزيز على المتكلم.. 🌿 كقوله تعالى: (فَـ"ـلَوْ" أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).