الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
![]() |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() الْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ حَمْدًا يَمْلَأُ أَرْضَهُ وَسَمَاهُ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَآلَائِهِ.. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مَنْ وَطِئَ الثَّرَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: اتَّقُوا رَبَّكُمْ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمُرُوا أَوْقَاتَكُمْ بِمَا يُرْضِيهِ، وَاقْنَعُوا مِنْ دُنْيَاكُمْ بِالْقَلِيلِ وَاسْتَعِدُّوا لِيَوْمِ الرَّحِيلِ ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ... ﴾ [غَافِرٍ: 39]. أَيُّهَا الْعُقَلَاءُ: حَدِيثِي الْيَوْمَ عَنْ أَمْرٍ مَنْ أَخَذَ بِهِ اطْمَأَنَّ قَلْبُهُ وَسَكَنَ، وَارْتَاحَ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ. حَدِيثِي لَكُمْ -أَيُّهَا الْفُضَلَاءُ- عَنِ الْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا بِمَا كَتَبَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا، وَكَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ لِتَذْكِيرِ أَنْفُسِنَا بِهَذَا الْأَمْرِ فِي هَذَا الزَّمَانِ، الَّذِي انْبَهَرَ فِيهِ الْكَثِيرُ مِنا بِمَا يَرَىَ مِنْ مَتَاعِ الدنيا فِي أَيْدِي الْآخَرِينَ، وَغَفَلَ عَنْ نِعَمٍ عَظِيمَةٍ بَيْنَ يْدِيِهِ لَمْ يُؤَدِّ شُكْرَهَا وَلَمْ يُقَدِّرْ قَدْرَهَا، وَصَدَقَ مَنْ قَالَ: عَلِّلِ النَّفْسَ بِالْقَنَاعَةِ وَإِلَّا طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهَا. وَفِي الْأَثَرِ: " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَانِيًا، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ". وعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِهِ ". وَهُوَ الْقَائِلُ صلى الله عليه وسلم " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ". وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ قَالَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم " لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا لَسَرَّنِي أَنْ لَا يَمُرَّ عَلَيَّ ثَلَاثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ". لَقَدْ عَاشَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَيَاةَ الْقَنَاعَةِ وَرَبَّى أَصْحَابَهُ عَلَيْهَا، دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَاتَ يَوْمٍ. وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ الشَّرِيفِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، فَهَمَلَتْ عَيْنَا عُمَرَ، فَقَالَ:«مَا لَكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، وَكِسْرَى وَقَيْصَرُ فِيمَا هُمْ فِيهِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَقَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ:« أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟! »، ثُمَّ قَالَ: « أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا ». وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ. وَتَقُولُ فَاطِمَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: « نَاوَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ، فَقَالَ: «هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ » هَكَذَا كَانَ رَسُولُكُمْ صلى الله عليه وسلم قَانِعًا مِنَ الدُّنْيَا بِالْقَلِيلِ، رَاضِيًا مِنْهَا بِالْيَسِيرِ رَغْمَ الْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ. وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ- وَهُوَ خَلِيفَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ، كَانَ يَخْطُبُ فِي النَّاسِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ غَلِيظٌ، فِيهِ ثِنْتَا عَشْرَةَ رُقْعَةً.. فَكَانُوا فُقَرَاءَ مُعْدَمِينَ، وَمَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ كَانُوا مُتَعَفِّفِينَ مُتَكَفِّفِينَ.. فَامْتَلَأَتْ قُلُوبُهُمْ رِضًا، وَاطْمَأَنَّتْ نُفُوسُهُمْ قَنَاعَةً. وَلَمْ يَكُونُوا مُتَطَلِّعِينَ لِمَا فِي أَيْدِي الْآخَرِينَ كَحَالِ بَعْضِنَا الْيَوْمَ.. مِمَّنْ لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا أَنْ يَكُونُوا مِثْلَ فُلَانٍ فِي بَيْتِهِ وَمَلْبَسِهِ فَلَمْ يَرْضَوْا بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُمْ، وَانْشَغَلُوا بِمَا عِنْدَ النَّاسِ، وَتَرَكُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ. أَيُّهَا الْعُقَلَاءُ: ارْضَوْا بِمَا قَدَّرَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ حَالٍ وَمَالٍ، وَلَا تَكُونُوا كَمَنِ اعْتَرَضَ عَلَى قَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ.. فَلَمْ يَرْضَ بِمَا عِنْدَهُ مِنْ رِزْقِ، بَلْ تَجِدُهُ يَنْظُرُ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ، وَنَسِيَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ نِعَمٍ عَظِيمَةٍ لَمْ يَشْكُرِ الْمَوْلَى جَلَّ وَعَلَا عَلَيْهَا.. حِينَهَا عَاقَبَهُ اللَّهُ بِالْهُمُومِ وَالْغُمُومِ؛ فَأَصْبَحَتْ مَعِيشَتُهُ ضَنْكًا، وَصَارَتْ حَيَاتُهُ نَكَدًا وَضِيقًا. أَيُّهَا النَّاسُ: احْرِصُوا عَلَى الْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا بِمَا كَتَبَهُ اللَّهُ لَكُمْ مِنَ الْأَرْزَاقِ وَالْأَحْوَالِ، وَامْتَثِلُوا أَمْرَ رَسُولِكُمْ صلى الله عليه وسلم حِينَمَا قَالَ: « انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ » وَاحْذَرُوا مِنَ التَّطَلُّعِ لِمَا تَرَوْنَهُ، فِي أَيْدِي النَّاسِ. وَخِتَامًا صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ الْخَلْقِ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَخَيْرِ الرَّاضِينَ وَالْقَانِعِينَ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمٍ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الْأَحْزَابِ: 56]. وَقَالَ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ». ![]() ![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 12:15 PM
|