علامات خطر ❗
هل ابنك المُراهق يعاني مشكلة نفسيَّة؟
خلال سنوات المراهقة يمرُّ الأبناء بمجموعة من التَّغيُّرات النَّفسيَّة والجسديَّة والاجتماعيَّة والفكريَّة، وقد يُمثِّل كلٌّ منها تحديًا هائلًا وصعبًا في إدارته، وبالنسبة إلى العديد من المراهقين يمكن أن تُؤدِّي هذه الضُّغوطات أو غيرها إلى اضطرابات جسديَّة أو نفسيَّة.
وبصفتك أحد الوالدين يجب عليك مراقبةُ هذه التَّغيُّرات جيدًا، فبعض منها قد يُمثِّل علامة خطر أو إنذار بمشكلة نفسيَّة تتطلَّب دعمًا من الآباء للأبناء وعلاجًا مُتخصِّصًا.
🟡 علامات تشير إلى إصابة المُراهق بمشكلة نفسيَّة
🔸 تغييرات في أنماط النَّوم
يحتاج بعض المراهقين إلى النَّوم كثيرًا، وهذا في الغالب يرجع إلى كثرة التزاماتهم ما بين الدِّراسة والتَّمارين الرِّياضيَّة والواجبات العائليَّة، وأيضًا في حالة إذا كان بعضهم يعمل أو يتدرب في شركة ما خلال الدِّراسة الجامعيَّة.
لذلك فإنَّ الرَّغبة في النَّوم هي أمر طبيعي بالنسبة للعديد من المراهقين، ومع ذلك إذا لاحظت أن عادات أو أنماط النَّوم للمراهق بدأت في التَّغيُّر مقارنةً بما هو طبيعي بالنسبة له؛ فقد يكون ذلك علامة على شيء أكثر إثارة للقلق.
فالإفراط في النَّوم قد يشير إلى الإصابة بالاكتئاب، أو الأعراض المبكرة لاضطراب تعاطي المخدرات، كذلك فإنَّ صعوبة النَّوم، مثل: الأَرَق، أو وجود مشاكل في الاستمرار في النَّوم؛ قد يشير إلى مخاوف تتعلَّق بالصحَّة النَّفسيَّة أو البدنيَّة.
🔸 تدنِّي احترام أو تقدير الذَّات
يكافح العديد من المراهقين من أجل بناء تقدير الذَّات والحفاظ عليه، ويعاني الكثير منهم ليشعروا بأنهم جزء من مجموعة اجتماعيَّة أو للاندماج فيها. البعض الآخر يشعرون بضغط هائل لتحقيق إنجازات أكاديميَّة مُحدَّدة، وعندما لا يعمل كلُّ ذلك وَفْقًا لخطتهم؛ فمن الممكن أن ينتج عنه تدنِّي احترام الذَّات.
إلى حدٍّ ما يعتبر هذا أمرًا طبيعيًّا ومُتوقَّعًا، فبالنسبة إلى العديد من المراهقين؛ فإنَّ هذه المشاعر تنحسر ويتجدَّد إيمانهم بقدراتهم مرَّة أخرى. ومع ذلك إذا لاحظتَ أنَّ المراهق يشعر بالإحباط بشكل متزايد، أو يتحدَّث بصوت عالٍ عن شعوره بانخفاض تقدير الذَّات؛ فقد يكون ذلك إشارة إلى أن شيئًا ما خطأ.
في مثل هذه الحالات قد يجد الآباء صعوبة في التَّواصُل مع أبنائهم المراهقين، فمن الشَّائع أن يشعر المراهق بعدم الارتياح في الحديث مع والديه، بسبب وجود مشاكل عائليَّة مثلًا، أو كونهما جزءًا من الضَّغط النَّفسي الواقع عليه.
وقد يكون من المفيد تحديد موعد مع مستشار نفسي للتحدُّث مع المراهق، ومساعدته على حلِّ مشاكله. تأكَّد أيضًا من إخباره أنَّك متاح للتحدُّث معه متى كان مُستعِدًّا لذلك.
🔸 زيادة العُزلة
من الطبيعي أن يحتاج المراهق إلى وقت خاصٍّ ليكمل واجباته الدراسيَّة، أو يمارس هواياته، أو حتى ليلعب ألعاب الفيديو، أو يتواصل مع أصدقائه.
ومع ذلك إذا لاحظتَ أن المراهق بدأ في الابتعاد عن دوائره الاجتماعيَّة، أو تجنب قضاء الوقت في ممارسة الهوايات والأنشطة التي كان يستمتع بها؛ فقد يكون ذلك مَدْعاة للقلق، خصوصًا إذا كان ابنك أو ابنتك أعضاء في بعض المجموعات الرِّياضيَّة أو المُنظَّمات التَّطوعيَّة، وبدؤوا في الانسحاب من هذه المجموعات.
🔸 انخفاض مفاجئ أو غير طبيعي في الإنجازات الدراسيَّة
تحديات الدِّراسة هي أمر شائع يواجه المراهقين، كذلك فإنَّ العثرات أو النَّكسات في المستوى الأكاديمي هي أمر شائع، ولكن بالنسبة إلى العديد من المراهقين تعتبر مثل هذه اللحظات انحرافات طفيفة عن الخطة الأساسيَّة، قبل أن يعودوا مرَّة أخرى إلى مستواهم الطبيعي.
ولكن إذا لاحظت أن أحد أبنائك يواجه انخفاضًا كبيرًا وهائلًا في أدائه الدِّراسي، فمِن المفيد تحديد أسباب هذه التَّغيرات؛ لأنها قد تكون إشارة على مشكلة خاصَّة بالصِّحة النَّفسيَّة.
🔸 تغيرات كبيرة في الوزن أو الشَّهيَّة
تُمثِّل صورة الجسد تحديًا كبيرًا يواجه المراهقين بغضِّ النَّظر عن كونهم ذكورًا أو إناثًا، فوسائل التَّواصُل الاجتماعي والعروض التليفزيونيَّة يمكن أن تُثير قلقهم حول الوزن، والمظهر، وحجم أجسادهم، وغيرها من المخاوف الأخرى المُتعلِّقة بالشَّكل الخارجي.
المراهقون دائمًا ما يشعرون بالضَّغط من أجل أن يبلغوا حجمًا معينًا حتى يشعروا بالقبول في مجموعات مُحدَّدة.
لذلك إذا لاحظتَ تغيرات مُتطرِّفة في عادات الأكل، أو فقدانًا ملحوظًا للوزن؛ فيمكن أن تكون علامة على إصابة أحد أبنائك باضطرابات الطَّعام، والتي تُعَدُّ مشكلة نفسيَّة خطيرة، تحتاج إلى تدخُّل سريع ومبكر.