🔹الاستماع الفعَّال🔹
بقلم: د. مأمون مبيض ✍
✨يعتبر الاستماع الفعَّال من أكثر الطرق المؤثرة في تقديم الانتباه الإيجابي للطفل، وهو يتطلب وقتاً وانتباهاً وجهداً من طرف الذي يقوم بالاستماع، وهي طريقة تختلف جداً عن الطريقة المعتادة التي نستمع بها لأطفالنا، فالعادة أن يستمع الكبار للصغار "نصف استماع" حيث عين على التلفزيون أو الكتاب مثلاً، وعين على الطفل وهو يتحدث، بينما يتطلب الاستماع الفعال تقديم كل انتباهنا للطفل، لما يحاول أن يقوله، ولمشاعره وعواطفه وراء كلماته، ويتطلب هذا أن يتوقف الوالدان عما يقومان به، والنظر في عيني الطفل والسماح له بالحديث من غير استعجاله، ومن دون لومه أو توبيخه، وعندما ينتهي الطفل من الحديث يعيد الوالدان ما فهماه من الطفل ويسميان عواطف الطفل ومشاعره.
🔹ويمكن تلخيص مهارات الاستماع في التالي:
1)أعط طفلك كل انتباهك: خصص وقتاً معيناً لا تكون فيه منشغلا ًلتجلس مع طفلك وتستمع إليه.
2)سر على سرعة طفلك: إن مساعدة الطفل على الحديث والتعبير عما في نفسه يحتاج لبعض الوقت والصبر.
3)أعد ما فهمته من طفلك: بعد انتهاء الطفل من الكلام حاول أن تعيد ما فهمته منه، ويكفي أحياناً مجرد هزّ رأسك على أنك منتبه ومتابع لما يقول.
4)انتبه لعواطف طفلك: من اختلاف الاستماع الفعّال عن غيره من أنواع الاستماع هو ملاحظة عواطف المتحدث، وهذا ما يساعد الطفل كثيراً على فهم نفسه والآخرين.
🔹أفضل وقت للاستماع الفعّال؟
يفيد الاستماع الفعّال في كل الأوقات وإن كان يتعذر أحياناً استعماله وخاصة عندما تكثر واجبات ومسؤوليات الوالدين، وعندما يتعذر عليهما ترك ما يقومان به من عمل، وأكثر ما يفيد الاستماع الفعّال عندما يكون الطفل متشوقاً ولديه ما يقوله لوالديه، سواء كان أمراً مفرحاً أو مزعجاً.
ويمكن أن يكون هذا حول أمر مرَّ مع الطفل في المدرسة، أو مشكلة يصعب عليه حلّها. ويلاحظ بعض الآباء تحسناً جيداً في سلوك الطفل عندما يخصصون يومياً عشر أو خمس عشرة دقيقة للاستماع إليه.
🔹من فوائد الاستماع الفعّال:
1)يجعل الطفل يشعر بأهميته: من الطبيعي أن يشعر الإنسان، طفلاً كان أو راشداً، بأهميته عندما يستمع إليه شخص آخر، ويبدي اهتماماً به.
2)يزيد ثقة الطفل بنفسه: ومن الطبيعي أيضاً أن تزداد ثقة الإنسان بنفسه عندما يتمكن من الحديث عما في نفسه من أفكار وعواطف، وعندما ينقل هذه المعاني للآخرين، والعادة أن تنسحب الثقة بالنفس هذه على الجوانب الأخرى لحياة الطفل.
3)يساعد في تطور اللغة: وذلك من خلال عدة جوانب، منها: استعمال عدد الكلمات والمفردات والتعبير عن أفكار معقدة أحياناً، والتدريب على الحوار مع مَن يستمع إليه من دون انتقاد، والتعبير عن العواطف والمشاعر.
4)يساعد على تنمية الذكاء العاطفي: من خلال زيادة قدرة الطفل على الحديث عما جرى معه، ومعرفته باستماع الآخرين له.
5)يساعد الطفل على فهم عواطفه ومشاعره: من عادة الطفل الصغير أن تكون لديه عواطف ومشاعر قوية، ولكن تضعف عنده القدرة التعبيرية، فعندما يتمكن من تسمية عواطفه والحديث عنها للآخرين، يساعده هذا على فهم نفسه وفهم عواطفه.
6)يساعد الطفل على التعاطف مع عواطف الآخرين ومشاعرهم: من خلال التعبير عن عواطفه ورؤية كيفية تفاعل الآخرين معه.
7)تحسين السلوك: فعندما يستطيع الطفل التعبير عما في نفسه أو التعبير عن خيبة أمله فمن السهل أن لا يلجأ لنوبات الغضب وسوء السلوك للتعبير عن كل هذا.
🔹التدريب المنزلي:
خصص وقتاً محدداً تعطيه لطفلك من أجل الاستماع الفعال فور قراءتك لهذا المقال، وسجل ماذا جرى في جدول تسجيل الملاحظات.
..