القائدة السعودية غالية البقمية، إمرأة يهابها الرجال.
فارسة قادت الجيوش، وحمت قومها، ودافعت عن وطنها بكل قوة حتى وصلت أخبارها إلى قصر السلطان العثماني، مما جعله يغضب إذ كيف لامرأة بدوية أن تسحق جيوش مدربة بكل تعدادها وعدتها؟
بعد وفاة زوجها الأمير حمد بن محيي اضطرت إلى إخفاء نبأ وفاته حتى لا تثبط معنويات قومها، وأخذت تعطي الأوامر للجيش وتمدهم بالعتاد والمؤن، وقامت بفتح مخازن الأسلحة لقومها، ووزعت المال، وحثت الشباب على صد العثمانيين وقاتلت غالية بنفسها في المعركة وانقضّت بجيشها على فرقة المدفعية
وأجبرتها على الفرار، حتى انسحبت فلول العثمانيين إلى الطائف مخلفين وراءهم مدافعهم وذخيرتهم التي غنمتْها الفارسة الشجاعة غالية هي وقومها.
ولدت غالية البقمية نحو عام 1233هـ- 1818م في إحدى البوادي التي بين نجد والحجاز.
قال عنها محمد علي باشا العبارة الشهيرة عندما قيل له إن تربة خلت من أهلها وهي: "أمست دار غالية خالية"
وقال عنها المؤرخ البريطاني (لورمير): «في تربة كانت تعيش قبيلة البقوم، وتتزعمها امرأة مُسِنَّة تدعى غالية، كان الأتراك يعتبرونها عرّافة ساحرة» من قوة بأسها وشجاعتها
اما الرحالة السويسري يوهان لودفيك بركهارت فقال: كان بعض البقوم العرب من الرعاة، وبعضهم من المزارعين، ترأسهم أرملة تُدعى غالية، وكان زوجها أحد كبار رجال تربة، تمتلك غالية ثروة أكثر من أي عائلة عربية في الحي، أغدقت الأموال والمؤن على جميع فقراء قبيلتها المستعدين لمحاربة الأتراك.
وشبهها المؤرخون الفرنسيون ببطلتهم المناضلة الفرنسية (جان دارك) وهي بطلة خالدة اشتهرت ببطولتها الخارقة في محاربة الإنجليز الذين احتلوا قديماً أجزاءً كبيرةً من فرنسا.
توفيت القائدة غالية البقمية بحدود عام 1818م/1233هـ.