عرف الرومان هستيا باسم «فستا ربة النار المقدسة»، وأقاموا لها معبد فى روما، وكان القائمون على العمل فيه ستة عشر فتاة عذراء من الأسر العريقة، وكانوا يخدمون فى المعبد مدة ثلاثين عاما، وكانوا تحت رعاية الكاهن الأعظم وهو المشرف على سلوكياتهن وأخلاقهن ومن كانت تفرط فى عفتها كان جزاؤها الدفن حية، كما أكدته سماح عبدالعزيز، باحثة فى الآثار اليونانية والرومانية.
وأضافت سماح، أن هستيا ابنة كرونوس وشقيقه زيوس، كانت مثل أرتيميس وأثينا، ومعروف عنها أنها ربة عذراء تنافس على طلب يدها كل من بوسيدون وأبوللون، وعبدت مع هذين الإلهين فى دلفى ورفضت كل عروض الزواج التى تقدم بها الآلهة والبشر وأقسمت أنها سوف تظل عذراء إلى الأبد .
حاول بريايوس، ذات مرة أن يغتصبها عندما كانت الآلهة فى بلدته فى حفل ريفى حيث أكثرت الآلهة فى شرب الخمر فلعبت برؤوسهم وغلبهم النوم، وانتهز بريايوس الفرصة فذهب إلى هستيا ولكنها قامت من نومها مذعورة على نهيق حمار وصرخت بأعلى صوتها.. ويبدو أن الناس لم ينسوا هذه الحادثة فظلت الحمير تنحر قرباناً لبريايوس فى أماكن عبادته، فمن المعروف عنه أنه سىء الطباع واختلفت القصص حول هوية أبويه وولد مشوهاً وكان يشبه أن فى فظاعة الخلقة، وكان طويل اللسان منتفخ البطن، جامح الشهوة إلى أن تخلت عنه أمه ونبذته.
لم تكن العذرية، وحدها موضع فخر هستيا، فقد كانت دون سائر الآلهة لم تشارك فى الحروب ولا المنازعات كانت محبة للسلام، لهذا السبب استجاب زيوس، لرغبتها أن تكون الذبيحة الأولى من نصيبها فى أى حفل عام للقرابين، وأن تجلس مكانه فى الأوسط، وأصبحت ربة للموقد «رمز الحياة العائلية»، وأصبح أمر إشعال النار مقترن بها وعبادة الموقد المقدس عادة شاملة .
لم يكن لها أشكال حيوانية مثل بقيه الآلهة، وكانت تبسط حمايتها على من يلجأ إلى الموقد، وكان يطاف بالمولود فى يومه الخامس حول الموقد لحمايته وكل بيت كان يوجد به موقد وكذلك لكل مدينة موقد فى قاعة البريتانيوم