عبادة التأمّل في خلق الله
💢💢💢💢
شرع الله -تعالى- لعباده المسلمين في شريعة الإسلام عدداً من العبادات، وجعل تلك العبادات كثيرةً ومتنوعةً، فليست كلّها عبادات بدنيّة فعليّة أو قوليّة ظاهرة، فمنها ما هي عبادة قلبيّة باطنة، والمُراد من ذلك التنوّع أن يظلّ الإنسان في شوقٍ ورغبةٍ للتعبّد لله عزّ وجلّ، فلا يملّ من العبادة إذا كانت على نسَقٍ ونوعٍ واحدٍ
ومن تلك العبادات ما يسمّى بالعبادة الصامتة، وهي عبادة التفكّر والتأمل في خلق الله عزّ وجلّ، وعظمته وقدرته، وهي عبادة قلبيّة، تحدث في باطن الإنسان ولا تظهر على أفعاله أو أقواله، فلا يستخدم بها لسانه ولا يده ولا جوارحه، وفي القرآن الكريم آيات يمتدح الله -عزّ وجلّ- بها من أحيا عبادة التأمل في قلبه وتفكّر في آيات الله، حيث قال الله تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
التأمل بالكون وما فيه من إبداعٍ وإتقانٍ وجمالٍ؛ كالتأمل في خلق الجبال والأشجار والطبيعة بما فيها من مناظر خلّابة، والتفكّر بجريان الأنهار وتقلّب الليل والنهار وما يصاحب ذلك من تغيّر في أحوال الأرض، حيث يعلم الإنسان بذلك كيف أنّ كلّ ما في الكون يسير وفق نظام دقيق لا يتبدّل ولا يتخلّف.