الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق التراث والآثار ✿ ثقافَات منقوِِله جَديدَه أو قديمهِِ تَطِـلْ مِـن حاضراًومستقبلاً. ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
متى وكيف انتهت الديانة المصرية القديمة؟
متى وكيف انتهت الديانة المصرية القديمة؟
. . . . . ازدهرت الديانة المصرية القديمة منذ عصور سابقة على بداية التاريخ المصري، بتوحيد أرض الشمال وأرض الجنوب عام 3200 ق. م. تقريبا، وقد رعى تلك الديانة الملوك، والذي كان يستمد قوته وتاجه بأنه ابن الإله والذي يستمد منه القوة والحماية، والكهنة من خدمة المعابد التي انتشرت في كل المدن المصرية تقريبا، وكان يُنفق عليها من خراج الأرض والذي كان يقسم على أربع: (الملك و المعبد والصيانات ومالك الأرض أو الإقطاع). وظل ذلك عُرفاً متبعاً طوال العهد المصري القديم، مرورا بالعهد البطلمي الذي بدأ عام 332 ق. م.، وحتى الاحتلال الروماني عام 30 ق. م. تقريبا. خلال العصر البطلمي أنشأ البطالمة ديانة جديدة في الإسكندرية، تتمحور حول عبادة سيرابيس، ذلك المعبود الذي استنبطوه من العقائد اليونانية والمصرية القديمة، وازدهرت عبادته في مدينة الإسكندرية وبعض مدن الدلتا التي انتشرت فيها الثقافة اليونانية، يسكنها الإغريق ومن دخلوا في ثقافتهم وديانتهم ولغتهم من المصريين. أما جموع الشعب المصري من سكان وادي النيل، فقد ظلوا على ديانتهم ولغتهم القديمة الأصيلة، وظلت معابدهم عامرة في ظل حكم البطالمة، الذين رعوها كما يرعون معابد ألهتهم تماما، وبنى ملوكهم عديد من المعابد الجديدة كمعبد ادفو وغيره، وقدم ملوكهم القرابين لمعبودات المصريين تقربا منهم قدر المستطاع، كما نرى صورهم على جدران المعابد. وفي العهد الروماني أهمل الرومان رعاية المعابد، وتركوا ذلك للسكان أنفسهم، فظل الكهنة يُحَصِّلون ما يستطيعون جمعه من تبرعات من الاهالي وبعض الاعيان، لرعاية المعابد والخدمة فيها. ومن ثَم جاء الإهمال لأن المال الذي يجمعوه غير كافٍ لصيانة المعابد وبناء الجديد ودفع رواتب الكهنة وإقامة الصلوات والقرابين، كل هذا صار على نطاق ضيق جدا، إلى أن دخلت المسيحية لمصر وبدأت في الانتشار نهاية القرن الأول الميلادي. إذ عاش المسيحيين جنبا إلى جنب مع الوثنيين، وقد أخذ رهبانهم يبشرون بين المصريين بهمة ونشاط، ويستقطبونهم قدر المستطاع. مرورا بعهود الإضطهاد في عصر الامبراطور نيرون ودقلديان. إلى أن تم الاعتراف بالديانة المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية، فاندفع النصارى يهدمون معابد الوثنيين ويطمسون معالم تلك العبادات في ثورة دينية دموية لأقصى مدى! ويستخدمون بعض من تلك المعابد ككنائس بعد أن زاد عدد النصارى يوما بعد يوم، كما فعلوا في معبد السيرابيوم بالاسكندرية، والدير البحري بالاقصر وعديد من المعابد الاخرى بل ومقابر ملوك مصر التي كانت مفتوحة ومهجورة في ذلك العهد. ومازلنا نجد اثارهم بتلك الاماكن باقية الى الآن. وهنا يمكننا القول، بل والتأكيد ان الديانة المصرية القديمة قد بدأت في الإندثار منذ بداية القرن الثاني الميلادي، ومع اواسط القرن الخامس الميلادي، كانت قد اندثرت تماما في عديد من المدن المصرية، وحلت محلها المسيحية شيئا فشيئا، إلى أن جاء الفاتحون العرب بقيادة عمرو بن العاص، كانت أرض مصر وأهلها كما يقول المقريزي: "إعلم أن أرض مصر لما دخلها المسلمون كانت بأجمعها مشحونة بالنصارى، وهم على قسمين متباينين في أجناسهم وعقائدهم، أحدهما أهل الدولة وكلهم روم من جند صاحب القسطنطينية ملك الروم، ورأيهم وديانتهم بأجمعهم ديانة الملكية، وكانت عدّتهم تزيد على ثلاثمائة ألف روميّ. والقسم الآخر عامّة أهل مصر، ويقال لهم القبط، وأنسابهم مختلطة لا يكاد يتميز منهم القبطيّ من الحبشيّ من النوبيّ من الإسرائيليّ الأصل من غيره، وكلهم يعاقبة، فمنهم كتاب المملكة ومنهم التجار والباعة، ومنهم الأساقفة والقسوس ونحوهم، ومنهم أهل الفلاحة والزرع، ومنهم أهل الخدمة والمهنة، وبينهم وبين الملكية أهل الدولة من العداوة ما يمنع مناكحتهم، ويوجب قتل بعضهم بعضا، ويبلغ عددهم عشرات آلاف كثيرة جدّا، فإنهم في الحقيقة أهل أرض مصر أعلاها وأسفلها،.. " (الخطط، باب ذكر دخول النصارى من قبط مصر في طاعة المسلمين وأدائهم الجزية واتخاذهم ذمة لهم وما كان في ذلك من الحوادث والأنباء). بعدها بدأ الأقباط من أهل مصر يدخلون في الإسلام شيئا فشيئا، الى أن صار المسلمون أغلبية بنهاية العصر الفاطمي تقريبا.
الساعة الآن 07:19 AM
|