الأدارة ..♥ |
عبق منقول الخواطر و القصيد من غياب الخاطر✿ «• َواحة الخواطر والنثر المنقولة وكل ما سطر من ابداع الحروف لنبحر بها ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تَـطَـايَـرَ الهَـمُّ لَــدَيْـهِ وَ انْــشرَح
قال الأديب المغربي عبد السلام الأزموري في أرجوزته المشهورة عن الشاي المغربي : الحَمْدُ للهِ الَّذِي نعَّمَـنَا * بِـكُـلِّ مَطْـعُومٍ بِـهِ أَطْـعَـمَـنَا وَ كُلِّ مَشْرُوبٍ لَذِيذٍ أَطْيَبِ * حُلْوٍ حَلاَلٍ كَـالـغَمَامِ الصَّـيِّبِ مِثْـل الأَتَـاي الـوَنْدَرِيزِ مَـذْهَـبَهْ * عَلَـى صَــفَـا صِـيـنِـيَّـةٍ مُـلْـتَـهِبَهْ تَـطَـايَـرَ الهَـمُّ لَــدَيْـهِ وَ انْــشرَح * صَــدْرُ الَّــــذِي يَـشْرَبُـهُ مِـنَ الـفرَحْ فَـــإِنْ يَـكُـنْ مُـعَـنْـبَرًا فَـذَاكَ فِي * مَذْهَبِنَا المَعْـرُوفِ خَيْرُ مَا اصْطُفِي وَ ذَا إلَى ثَلاَثَةٍ أَوْ أَرْبَـعَا * مِنَ الأَحِبَّةِ وَ مَا زَادَ ادْفَعَا مَا لَـــمْ يَكُنْ مُغَـنِّيًـا أَوْ مُطْرِبَـا * أَوْ ذَا مَلاَحَةٍ يُرَى مُـحَـبَّـبَا فَهْــوَ الَّذِي يُـقِيـمُهُ وَ يُـحْسِـنُهْ * وَ كُلُّـنَـا مِــــنْ يَدِهِ نَـسْتَـحْسِنُهْ وَ إِنْ يَـكُنْ مُـنَـعْـنَـعًـا فَذَاكَ لاَ * وَ حَقِّــكُمْ يَــصلُحُ إِلاَّ لِلْمَـلاَ أَوِ لِلَّذِي أَوْلَعَ بِــالحَـنَّاوِي * أَوْ اشْتَكَى ضُرًّا فَـلِلـتَّدَاوِي خُـذْهُ فَـدَتْكَ الـنَّفْسُ مِنْ قَبـلِ الطَّعَامْ * أَوْ بَعْدَهُ فَـمَـا عَـلَـيْكَ مِنْ مَلاَمْ إِلاَّ إِذَا كَانَ الـطَّـعَـامُ كُـسْكُـسا * فَكُلُّ مَنْ أَخَّرَهُ فَقَـدْ أَسَا وَوَقْـتُـهُ وَقْـتُ سُـرُورٍ وَ انْـبِسَاطْ * وَ حَـيْثُمَا دُعِـي لِـشُرْبِهِ الـنَّـشَاطْ وَقْتُ الـصَّباحِ عِـنْدَهُمْ مُـسْتَحْسَنُ * لَكِـنَّـهُ بَـعْـدَ العِـشاءِ أَحْسَنُ إِذْ وَقْــتُهُ وَقْتُ فَـرَاغِ الــبَالِ * وَرَاحَةِ الـقَـلْبِ مِنَ الأَشغَالِ وَالأَمْنُ مِنْ كُلِّ ثَـقِـيلٍ يَـدْخُلُ * أَوْ خَبَـرٍ عَلَى الـنُّفـوسِ يَـثْقُـلُ مَـعَ اتِّــسَاعِ الــوَقْـتِ لِـلـمُـنَادَمَــــــهْ * وَلَـذَّةِ الجُلُـوسِ وَ الـمُـكَالَـمَـهْ وَذَاكَ فِـــــــي الــصَّـبَـاحِ لاَ يَـتَّـفِـقُ * وَهُوَ مِــنْ بَـعْدِ الـعِشَا مُـحَقَّقُ أَكْرِمْ بِـذَاكَ الـوَقْتِ وَقْــتِ الـكُرَمَا * وَإِنَّمَــا اللَّـيْلُ نَهَارُ الـنُّـدَمَا تُــومِـنُ فِــيـهِ مَعَ غَلْقِ الـبَابِ * وَسَدْلِ مَا يَـسْتُـرُ مِنْ حِجَابِ وَاخْـتَرْ لَـــهُ مِــنَ الـشُّموعِ الأَبْيَضَا * كَأَلْسنِ الأَفْعَا إِذَا تَـنَـضَّـضَا عَلَـى قِـــــــوَامِ حَـسَكِ الـتُـنْـبَـاكِ * بِــهَا يُرَى طُولُ الـدَّيَـاجِ بَـاكِ عَـلَـى دُخَانِ الـعُـودِ إِذْ يَـحـتَرِقُ * وَمَاءِ وَرْدٍ عِــطْرُهُ يَـنْـتَـشِقُ وَلاَ أَرَى الأَتَـايَ بِــالـقِـنْـدِيـل * وَالـزَيْتِ وَ الـمِنْخَاسِ وَالـمِنْدِيلِ إِذْ كُـــــــلُّ أَمْرِهِ عَلَـى الـنَّـظَـافَهْ * قَدْ انْـبَـنَى وَ شَــرْطُهُ اللَّـطَـافَهْ لاَ سِـيَـمَـــا السَّاقِي الَّــذِي يُـنَـاوِلُــهْ * كَـذَلِـكَ الكَأْسَ الَّذِي نَسْـتَعْمِلُهْ وَشُــرْبُـهُ عَـلَى خَلاَءِ الـمَـعِدَهْ * جازَ عَـلَى شـرْطِ حُضُـورِ المَائِدَهْ تَــأْخُذُ مِــنْهُ لُـقْـمَـةً أَوْ لُـقْـمَـتَيْنْ * مِـنْ قَـبْـلِ أَنْ تَـشْرَبَ مِـنْــــــهُ حَـلْقَتَيْـنْ وَأَخِّــرَنْـــــهُ مُـطْـلَـقًـا حَـــيْـثُ تَـلاَ * مَا كَانَ مَالِـحًا يُـرَى مُـخَـلّلاَ وَشُـرْبُهُ عَـلَـى الـشِّوَاءِ وَ الـكَبَـابْ * يَـفْـتَحُ لِـلـصِّحَــــةِ مِنْهُ أَلْفَ بَابْ وشُرْبُــه على اللحوم جَيِّدُ * لكنّه على الدجاج أَجْوَدُ وشرْبُـه عـلـى رُؤوس الـضّأْن * مَـشْوِيّةً شَأْنٌ وأيُّ شَأْنِ وشُـــرْبُه عـلـى الكُفوتِ المُعْجـِبَـهْ * أحْبـِـبْ بـه مِـن مُشـتـهى ما أطْـيَبَهْ وشرْبُه علـى الـرَّغـائـف الّتي * بالزّبْد و العسل قد أعْمِـلتِ أحْسَنُ شَيء نِـلـتـَهُ صبـاحًا * وإن تـُداوِمهُ تنَلْ صلاحًا وشاع بـالكَـعْـب الـغَـزالـي و ما * أشْـبَـهَـهُ في سلكه قد نظِـما كالكَعْك و الغَريـبة الـمُكـرَّمَهْ * مَـحْـشُوَّةً طَيِّبَةً مُـنعَّمَهْ وجـوَّزوا البـِشْكــوتَ و هْو صُورَهْ * كذا القراشيل لَدى الضّرورَهْ يُـخْتارُ لـلأتـاي بـابورٌ غَدا * بلونه الأصفر يحكي العَـسْـجَـدا ورُجِّــــحَ الـبَقْراجُ عــنه إلا * لعدْم مَن يأتي به وإلا إذا الـمَـقامُ يـقـتـضي الـبابورا * كـأنْ ترِدْ أن تـُـرْخِيَ الـسّتـورا واخْتـيرَ لـلـبَقْــراج مـا يَحْـمِـلـهُ * مِن مِـجْمَر الصُّفْر يكون مِـثلَهُ ذا أرْجُلٍ غَدا علـيها واقفا * فيـه من الـماء الزُّلالِ ما كَفى ولا تثِقْ بـِصَـوْتِـــهِ إذا غَلا * حتى ترى البُخارَ للجوِّ عَلا وانْـتَـخِــبِ الـصِّيـنِـيَّـة الـسَّنِـيَـهْ * مِنَ الكُؤوسِ قــد غَدَتْ مَلِيَّهْ وقد جَرى العَـمَلُ في الكؤوسِ * بأن تكون عَدَدَ الرؤوس بـرّادُهــا كــأنّه شَيْخٌ غَدا * يُـمْلي على الكؤوس منــه سَنـدا وإن يـكُ المديرُ قـَدْ حَـازَ الجَـمَالْ * فِي خُلْقِهِ و خَلْـقِهِ فهْوَ الكمالْ
الساعة الآن 10:08 PM
|