~وَحْدَهُ فَقَطْ مِنْ أَعْنِيهُ ب خَلْوَتِي~

قُرْبُهُ مِنِّي يُشْعِرُنِي بِالِاطْمِئْنَانِ وَالسَّكِينَةِ ب اَلرَّغْمِ مِنْ مَحَبَّتِي وَخَوْفِي مِنْهُ . .
شَيْئَانِ مُتَضَادَّانِ اَلْحُبَّ وَالْخَوْفَ ، فِي قَلْبٍ وَاحِدٍ
يَلِيهُ رَغْبَةً وَرَهْبَةً وَرَجَاءٍ وَأَمَلَ ،
وَحْدَهُ مِنْ يَعْلَمُ عَنْ مَشَاعِرِي اَلثَّائِرَةِ عَلَى سُلْطَةِ اَلشَّوْقِ ،
وَظُلْمَ اَلْبُعْدِ وَتَعَسُّفِ اَلصَّدِّ ، وَقَوَانِينُ اَلْعُنْفُوَانِ ،
وَحْدَهُ مِنْ يَعْلَمُ كَمُّ مَرَّةٍ خَذَلَتْنِي اَلْأَمَانِي ،
وَكَمَّ مَرَّةٍ فَتَحَتْ نَوَافِذَ غُرْفَتَيْ لِأَتَحَرَّرَ مِنْ ضِيقٍ يَكْتُمُ عَلَى أَنْفَاسِي ،
وَحْدَهُ مِنْ يَسْمَعُ شَكْوَايَ حِينَمَا وَدِدْتُ اَلتَّحَدُّثُ عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يُؤَرِّقُنِي ،
لَايْمِلْ مِنْ حَدِيثِي اَلْمُتَكَرِّرِ وَلَا مِنْ إِلْحَاحِي اَلشَّدِيدِ ،
وَحْدَهُ مِنْ نَظَرِ لِي مِنْ بُؤْرَةٍ اَلْمُوآسْآَهْ حِينَمَا فَقَدَتْ مِنْ أَحَبَّ ،
وَحْدَهُ مِنْ يَعْلَمُ كَيْفَ أَنَّ عِطْرَ اَلْحَنِينِ فِي كَفِّ أَيَّامِي ،
حِينَمَا اِدَّعَيْتُ أَمَامُ اَلْجَمِيعِ بِأَنِّي أَكَادَ أَنْسَاهَا ،
وَحْدَهُ مِنْ يَعْلَمُ مَرَارَةَ صَبْرِي حِينَمَا أَطْلَقَتْ تَأَوُّهَاتِي فِي دِيآجِيرَالَظَلَامْ وَحْدِي ،
وَحْدَهُ مِنْ لَايتَرْكَنِي وَيُكَوِّنُ مَعِي فِي أَحْلَكِ أَيَّامِي ل يُسْنِدُنِي
حِينَمَا نَخِيتْ اَلْجَمِيعَ ف أَسْتَدَآرُوا عُنِيَ ،
وَحْدَهُ مِنْ يَهْدَأُ رَوْعَةَ حَنِينِي ، وَيَسْكُنَ رَعْشَةَ شَوْقِي ، وَيُخْمِدَ تَوَهُّجٌ نَارِيٌّ ،
وَحْدَهُ مِنْ يَسْمَعُ تَمَرُّدَ نَبْضِي عَلَى دَقَائِقِ اَلْحِرْمَانِ ،
وَيُدْرِكَ اِخْتِلَاطُ لَوْنِ اَلْبُكَاءِ بِكُحْلِ اَللِّقَاءِ ،
وَحْدَهُ مِنْ لَمْ يُفَرِّغْ مِنِّي حَتَّى اَلْخَوَاءِ ،
وَلَمْ يَتْرُكْ وَرَدَ خَدِّي ذَابِلاً ، وَلَمْ يُعَرِّيَ يَقِينِي ،
وَحْدَهُ مِنْ فَتْحِ لِي فُوَّهَةُ اللُجُوءِ إليه حِينَمَا أَضْحَيْتُ أَتَفَقَّدُ اَلْأَمَاكِنُ
أَبْحَثُ عَنْ بُقْعَةٍ يَسْتَكِينُ مِنْهَا اَلدِّفْءُ ،
وَحْدَهُ مِنْ رَافَقَ حِلْمِي ، وَشَهِدَ حَذَافِيرَ حِكَايَتِي ، وَرَأى اِنْهِمَارٌ دَمْعِيٌّ ، وَانْكِسَار قَلْبِيٍّ ،
وَحْدَهُ مِنْ رَآنِي وَحِيدًا ضَائِعًا بَيْنَ اَلدُّرُوبِ كَسِيرًا حَزِينًا فَأَنْقَذَنِي ،
وَحْدَهُ مِنْ مَنَحَنِي اَلْفُرْصَةَ ل أَرْتَدِي اَلْغَيْمُ ، وَأَحُضُّنَ اَلنُّجُومُ ، وَأَتَكَحَّل اَلظَّلَام ،
وَحْدَهُ مِنْ شَرَعَ لِي بَابَه لَيْطَبْطُبْ عَلَى قَلْبِي اَلطَّاغِي بِالْأَحْزَانِ ،
بَيْنَمَا مِنْ ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ يَسْكُنُونَ بِدَاخِلِ شَغَافِ اَلْقَلْبِ تَخْلُو عَنِّي ،
وَحْدَهُ مِنْ قَاسٍ أَبْعَادٍ تَمَرُّدِيٍّ وَعَدَ مِرْآةَ خُضُوعِي ، وَحِفْظَ لَحَظَاتٍ حَنَى وَأَوْقَاتَ لُجُوئِي ،
وَحْدَهُ مِنْ عِلْمِ جَمِيعِ كَسْرَاتِي وَ جَمِيعَ عَيْوبِي ، وَتَقَبَّلَ أَجْوَاءً مَزآجِيتِي ، وَرَوَّضَ جُمُوحُ غَضَبِي ،
وَحْدَهُ مِنْ قَنِعَ قَلْبِيٌّ ل أَنْ يَسْكُبَ عُطُورَ اَلْمَاضِي ، وَيُعْتِقَ ثِيَابَ اَلذِّكْرَيَاتِ ، وَيُمَزِّقَ رُوزْنَامَةَ اَلْفَقْدِ ،
وَحْدَهُ مِنْ أَرَى سُكُونُهُ حِكْمَهُ ، وَصَمْتُهُ وَقَارٌ ، وَنَفَحَاتُهُ شَاعِرِيَّةً ،
وَحْدَهُ مِنْ كَانَ اَلرَّفِيقُ اَلصَّادِقُ ، وَالصَّدِيقُ اَلْوَفِيُّ ، وَالْحَبِيبُ اَلْمُخْلِصُ ،
وَحْدَهُ مِنْ لَايرِيدَنِي لِنَفْسِهِ بَلْ لِنَفْسِي أَنَا لِأَنَّهُ يُحِبُّنِي وَدَوْمًا يَلْطُفُ بِي وَيَرْعَانِي ،
وَحْدَهُ مِنْ لَايْنِتْهِي اَلْكَلَامِ وَلَا اَلْحُرُوفُ بِوَصْفِهِ ،
وَيَقِف اَللِّسَانُ عَاجِزًا عَنْ شُكْرِهِ وَرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ وَحِكْمَةِ تَدْبِيرِهِ ،
وَحْدَهُ فَقَطْ مِنْ لَا يُشْبِهُهُ شَيْءُ أَبَدًا وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ أَحَد . .



وَحْدَهُ " اَللَّهُ " مِنْ أَعْنِيهُ ب خَلْوَتِي هَذِهِ . . . . . . . . . . . ! ! !

:100 (108):
خاص لعبق الياسمين
10 أُكْتُوبَرَ 2023
رمَاح

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

كل الشكر والتقدير للرائعة سما الموج على هاللوك الحلو


عيون الريم شكرا لقلبك الجميل