بسم الله الرحمن الرحيم
*حديث اليوم*
*الرجال أربعة أصناف فكن أفضلهم.*
عن أبي كبشة الأنماري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ؛ ( *وأحدِّثُكم حديثًا فاحفظوهُ : *إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ* :
*عبدٍ رزقَهُ اللَّهُ مالًا وعلمًا* فَهوَ يتَّقي ربَّهُ فيهِ ويصلُ فيهِ رحمَهُ ويعلمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فَهذا بأفضلِ المنازلِ ،
*وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ علمًا ولم يرزقْهُ مالًا* فَهوَ صادقُ النِّيَّةِ يقولُ لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ ،
*وعبدٍ رزقَهُ اللَّهُ مالًا ولم يرزقْهُ علمًا* يخبطُ في مالِهِ بغيرِ علمٍ لا يتَّقي فيهِ ربَّهُ ولا يصِلُ فيهِ رحمَهُ ولا يعلمُ للَّهِ فيهِ حقًّا فهو بأخبَثِ المنازلِ ،
*وعبدٍ لم يرزقْهُ اللَّهُ مالًا ولا علمًا* فَهوَ يقولُ لو أنَّ لي مالًا لعملتُ فيهِ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فوزرُهما سواءٌ ) رواه الترمذي .
قلت : إن الله سبحانه و تعالى يقسم رزقه و مواهبه و عطاءاته لخلقه بحكمته فيؤتي من يشاء ما يشاء ، فيعطي هذا علما و يعطي ذاك مالا و يعطي هذا ولدا و يعطي ذلك منصبا يختبر عباده بالفقر و الغنى و الصحة و المرض ، فمن الناس من يحمد الله على ما آتاه الله من نعم ويؤدي حقها ولا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، وإن حرمه الله من نعمة لا يسخط و يرجو لو أن له مثل هذه النعمة او تلك ليحمد الله عليها و يؤدي حقها فهذان في أعلى المنازل عند الله ، ومن الناس من رزقه الله النعمة فلا يحمد الله عليها و يستخدمها في معصية الله و ان حرمه الله من النعمة يتمنى لو ان له هذه النعمة ليستخدمها في معصية الله فهذان في أخبث المنازل عند الله . وفي الحديث بين رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعة أحوال للرجال مع نعمتي العلم و المال على الترتيب الوارد في الحديث ، وأعلاهم منزلة من آتاه الله العلم والمال معا فيعمل بعلمه و يعلمه و يؤدي زكاة ماله و ينفقه في وجوه الخير . جعلنا الله و إياكم منهم و ممن يحمدون الله على النعم و يؤدون حق الله فيها.
أسعد الله صباحكم بكل خير