*حديث اليوم*
بسم الله الرحمن الرحيم
*{ فإني قد سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم }*
روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -ﷺ-:
*"إنَّ اللهَ تعالى يُدنِي المؤمنَ، فَيضَعُ عليهِ كَنفَه وسِتْرَه من النَّاسِ، ويُقرِّرُه بذُنوبِه فيقولُ: أَتعرِفُ ذَنبَ كَذا؟ أَتعرِفُ ذَنبَ كَذا؟ فيقولُ: نعَم أَيْ رَبِّ، حتَّى إذا قَرَّرَهُ بذُنوبِه ورَأى في نَفسِه أَنَّه قد هَلكَ، قال: فإنِّي قد سَترتُهَا عليكَ في الدُّنيا، وأنا أَغفِرُهَا لكَ اليومَ، ثم يُعطَي كتابَ حسناتِه بِيمينِه.*
*وأمَّا الكافرُ والمنافقُ فيقولُ الأشهادُ: هؤلاءِ الَّذينَ كذبوا علَى ربِّهم أَلا لَعنةُ اللهِ علَى الظَّالمينَ".*
قلت : في هذا الحديث تنبيه وإرشاد و بشارة عظيمة لكل من مات على الإسلام مؤمنا موحدا ، أما التنبيه فإن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض و لا في السماء ، و مهما أخفيت ذنوبك عن الخلق فإنها لا تخفى على الله و يعرضها الله على العبد يوم القيامة ، ولا يملك العبد إلا الإقرار بها وهو بين يدي الله إن شاء عذبه بمحض العدل و إن شاء غفر له بمحض الفضل .
و الإرشاد أن العبد مادام ساترا على نفسه غير مجاهر بذنبه مقرا به معترفا بضعفه و تقصيره ، فإن الله يستره يوم القيامة ولا يفضحه و يكون عرض الأعمال عليه بينه و بين الله لا يطلع عليه الخلق .
والبشارة أن كل من كان مسلما مؤمنا صادقا موحدا غير مجاهر بالذنوب فإن الله مع ستره يغفرها له بخلاف الكافر الصريح أو المنافق الذي يخفي كفره فكلاهما أشركا بالله والله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به . فاحرص أيها الأخ الحبيب على أن تحسن العمل و أن تخلص النية فإن ابتليت بمعصية فلا تجاهر بها و بادر بالتوبة لعلك تنالها يوم القيامة : ( *فإني قد سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم*) ، اللهم استرنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض واجعلنا من أهل الستر و المغفرة .
أسعد الله صباحكم بكل خير
💚💚💚