الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
شخصيات في الذاكرة ✿ شخصيِّات لها تاريخ وَانجاز وتستَحق ان نتذكرَها ونفتَخِر فيهَا ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أحمد باشا الجزار الذى قهر الإمبراطور نابليون بونابرت
أحمد باشا الجزار الذى قهر الإمبراطور نابليون بونابرت أحمد باشا الجزار هو أحد الرجال البشناقيين الذين اشتهروا في عهد الدولة العثمانية بقوتهم وجبروتهم، وسُمّي بالجزار؛ لأنّه كان يذبح خصوم وأعداء أسياده، كما كان دور قوي ونافذ في العديد من المواقف السياسية المختلفة، وقد نقل مركزه السياسي الرئيسي إلى مدينة عكا، بالإضافة إلى ذلك كان له دور كبير في مؤازرة الأمراء الموجودين في بلاد الشام. وُلد أحمد باشا الجزّار في البوسنة، في الجزء الأوروبيّ من أراضي الدولة العثمانيّة، وبعد مشاركته في ارتكاب جريمة فرّ إلى إسطنبول، ومنها انتقل إلى القاهرة. في مصر، كان الجزّار يُعرف باسم “أحمد البوسنويّ”، وهناك اشتغل قاتلاً محترفاً في خدمة الزعماء المماليك، وعمل في خدمة المملوك عبد الله بك، الذي كان يعمل تحت إمرة علي بك الكبير، شيخ البلاد، الحاكم الفعليّ لمصر في حينه. وأثناء احترافه لتلك المهنة نال لقبه “الجزّار”، بعد نصبه كميناً مميتاً لمجموعة من البدو، قتل فيه أكثر من 70 منهم. هروب أحمد باشا الجزار إلى جبل لبنان عمل الجزار عند علي بك الكبير والذي حكم مصر ما بين سنتي 1768م إلى 1773م، وبدأ خدمته بتقديم أربع رؤوس من شيوخ البدو إليه، وذلك على أثر انقلاب أبو ذهب العكسري أو محمد بك على علي بك الكبير، وهرب الجزار إلى جبل لبنان بعد أن رأى أنه من الصعب مقاومة انقلاب محمد بك، وكان حينذاك يحكم ساحل لبنان، وحلب، وحمص، زعيم الدروز يوسف الشهابي، فأوكل إليه حفظ بيروت من العدو. وافق أحمد باشا على ذلك فقام ببناء سور قوي ومانع لحماية المدينة من الحجارة الأثرية، والتي تعود إلى الزلزل المدمّر الذي أصابها في سنة 511م، ولكنه انقلب على الأمير يوسف شهابي، واستطاع يوسف شهابي استعادة منطقة الجليل والأسطول الروسي وذلك من خلال مساعدة ظاهر العمر له. هروب أحمد باشا الجزار إلى ولاية صيدا جمع أحمد باشا أمواله وهرب إلى ولاية صيدا التي كان يحكمها سلطان عثماني، وقد قام بمنحه لقب الباشا، وظل هناك حتى توفي في الثالث والعشرين من نيسان لسنة 1804م. والياً على دمشق من جديد… ومواجهته آل العظم كان الباب العالي يخشى من تولية الجزّار على دمشق، لما قد يتبع ذلك من تعاظم سلطانه، خصوصاً أنه عندما تولاها لفترة قصيرة بين عامي 1785-1786م قام بالضغط لثبيت موالين له على ولايات صيدا وطرابلس، ما عنى للباب العالي في حينه قيام قوة مهمّة شبه مستقلّة على مستوى كامل سوريا العثمانية، وبالتالي سارع الباب العالي إلى عزله حينها. إلّا أنه في عام 1790م، وفي أعقاب ثورة قام بها الإنكشاريون في دمشق، لم يكن هناك بُدٌ من تعيين حاكم قوي قادر على ضبط الأمور كالجزّار، وهو ما كان. لم ينتقل الجزّار إلى دمشق، وفضّل مزاولة شؤون حكم الولاية من مقرّه في عكا. وقاد عن بُعد المعركة مع عائلة آل العظم، منافسيه الرئيسيين على السلطة في دمشق. فتحالف مع أغوات حي الميدان الدمشقي، ضد أغوات الأحياء الشمالية الذين كانوا حلفاء آل العظم. وبتوجيهات منه تمّ إعدام المئات من وجهاء المدينة الذين كان يشكّ بولائهم وارتباطهم بآل العظم. وقد تكرّرت هذه الإعدامات طيلة سنوات حكم الجزّار، حتى وفاته عام 1804م. في مواجهة نابليون وفي عام 1798م، وفي ظلّ تنافس بريطاني فرنسي، قرّر نابليون تسيير حملة عسكرية إلى مصر، وبعد تعاون عثماني إنجليزي لصدّ حملته، قرّر نابليون غزو السواحل الفلسطينية، وفي عام 1799م فرض حصاراً على عكا، وحينها رفض الجزّار الاستسلام وتصدّى وحامية المدينة للدفاع عن عاصمة حكمه. وبمساعدة من البحرية البريطانية، التي أمدّت الجزّار بالمدافع ودرّبت الحامية على استخدامها، وبعد حصار دام شهرين، أجبِر نابليون على الانسحاب. واعتبر صمود المدينة ودفاع الجزّار الناجح عنها نصراً مؤزراً تحقق على يديه، ما أكسب الجزّار شهرة واسعة وجعله يحظى بمكانة مرموقة في أروقة الدولة العثمانية، وبدأ شعراء عصره بكتابة القصائد التي تتغنى ببطولته ومجده الذي تحقق بعد انتصاره على الأسطول الفرنسي. في السنوات اللاحقة، استمرّ الجزّار في تعزيز حكمه على مستوى كامل سوريا، وأحكم قبضته على أجزاء جديدة من فلسطين، إضافة إلى تعزيز نفوذه على مستوى ولاية دمشق، إلى أن توفيَ عام 1804م، وهو الحاكم في حينه لكلّ من ولايتيْ صيدا ودمشق. وخلافاً لظاهر العمر، أو فخر الدين المعنيّ من قبل، لم يختر الجزّار طريق التصادم والثورة على الحكم العثماني، وإنما استمرّ في أداء دور المهادنة والعمل من داخل أروقة الدولة، ولم يكن ليصل إلى ما وصل إليه من قدر إلّا بتوظيف حيلته، وبطشه، فاستطاع بذلك إخضاع الأغوات والأمراء والشيوخ في عموم بلاد الشام.
الساعة الآن 12:05 PM
|