قراءة في نص{{شهد الغثيان}}للاستاذ والكاتب القدير احمد حماد

ناولتني كأسٌ شهدٌ بـ أوَّلِّهِ أسقتني رِضاباً شهياً من منبعِهِ راعَني سُمومَ غثيانٍ بـ أوسَطِهِ شربتَهُ وعافَهُ حَلقي في تَجرُّعِهِ فقلت إسكبي ما تبقى من أولِّ جسدي لآخرِهِ فجسدي أمسى بكِ زاهداً وساكنٌ بـ مَسْكَنِهِ !!! ....... في عشقها سكبت "الريق"خمرا في كؤوس اللهفة ..ارتشفت من كاسها "شهدا"ماهو الا الرضاب الذي ارتشفته من_ المنبع_...وهنا كانه تصوير على ان هذه الانثى صارت بمثابة " كأس خمر"عذب مصفى.. كان عذب المذاق عند اول ارتشافة بحيث عند كل اول ارتشافة يستعذب طعم الخمر لكن في اوسط الكاس اصابك شي من النفور والاضطراب من هذا "السم الذي دس في العسل"ربما هنا تصوير لعذابات العشق او كلمات مسمومة وضعت في وسط الكاس بحيث لاتميز مذاقها من الشهد يكون اللسان اعتاد طعم الشهد..شربته رغم كل معاناتك في شربه "عافه الحلق"والحلق مجرى الصوت وبما انه رفضه فذلك يشير الى انه يمكن ان يكون هذا "السم"كلمات ... لكن هذا الجسد اعتاد على ماتجرعه من الالام حتى اصبح زاهدا بانثاه وبكل ماتسببه من الالم حتى تطلب ان تسكب ماتبقى من السموم في هذا الجسد فماعدت تابه لكل ما تسببه به ..والزهد ترك الشيء وكانه لاامل منه من التغيير لهذا سكن... وكما يظهر من العنوان "شهد الغثيان"اختصر الكثيرمن المعاني فلا شيء يحدث الغثيان او رفض الشيء الا عندما لاتجد لهذا الامر طريقا الى التغيير لان النقيضين اجتمعا هنا "الشهد"العذب المذاق..والغثيان الذي يرفض ويشمئز من الشهد وما اشمأز القلب ونفر اصبح لا فرق عنده بين "الشهد"والسم من حيث المذاق فكلاهما تسببا في ارهاق الجسد حتى سكن ..وكانه مرغم على تقبل هذا "الشهد"فلم يعد كاتبنا يابه لما يحدثه هذا "الشهد المسموم" استاذنا احمد حماد ابدعت واكثر وقلت الكثير بجمل قليلة مختصرة ومكثفة بالصور والمعاني والاحاسيس.. سلمت الانامل المبدعة هذه قراءة موجزة لما قرات بين السطور وتم نشرها في موضوع مستقل بناء على تشجيع وطلب من استاذنا والكاتب القدير احمد حماد مع كل التقدير والاحترام

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

---

آخر تعديل احمد حماد يوم 28-03-2017 في 11:35 PM.