لا تحتقر أحدًا
(1)
كان أولاده صالحين؛ فتح نافذة البيت ذات يوم فرأى أولاد جاره مختبئين ويدخنون، فقال لزوجته: الشرهة ليست عليهم، بل على والدهم الذي لا يعرف التربية، فترة يسيرة ثم تغيرت حال أولاده ففسقوا ، وشانت حالهم، حتى أصبحوا مضرب مثل في الفساد..
يحكي الأب هذا الكلام بحسرة نادما على احتقاره لأولاد جاره..
(2)
يقول: كنت أصلي خلف الإمام، وبعد السلام أنظر للمطاوعة الذين يقضون الصلاة، وأقول في نفسي: بالله؛ هؤلاء مطاوعة؟!
وكنت أزدريهم وأرى نفسي أفضل منهم.
بعد مدة صرت أقضي الصلاة مثلهم.
وبعد مدة هجرت المسجد.
(3)
يقول: اتصل بي شخص يستفتيني في منكر وقع فيه.
قلت: فيه أحد يسوي المنكر هذا؟!
قلتها في علو وأنا أعاتبه ومستغرب منه.
مرت أيام يسيرة ووقعت في المنكر نفسه.
(4)
يقول: أمي - ونحن صغار- كانت تحتقر إحدى الأمهات، تقول: فلانة ما تقدر تربي بناتها!
بناتها يتحكمن فيها، وهي لا تستطيع السيطرة عليهن.
كبرت أمي وكبرت أختي فأصبحت أختي تتحكم بأمي ولا تستطيع أمي فعل شيء.
ودائما أذكرها؛ أقول لها: هذا من كثر ما احتقرت أم فلان وتكلمت فيها..