الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
باطنية العصر الجديد
بسم الله الرحمن الرحيم
ظهرت في العالم الإسلامي - وفي دول الخليج خصوصًا - خلال العقدين الماضيين عدد من الأفكار والممارسات التي يمكن تصنيفها تحت مظلة ما اصطلح المختصون على تسميتها الباطنية الحديثة ، أو الروحانيات المحدثة ، أو تطبيقات "العصر الجديد" . وهي منظومة فكرية متفرعة عن الفلسفات الشرقية المتمثلة بالهندوسية والبوذية والطاوية ، ومتأثرة بالتيارات الباطنية في الغرب كالثيوصوفي و"الفكر الجديد" ، بالإضافة للديانات الوثنية المحدثة والتصوف الفلسفي المغالي . اجتمع في هذه المذاهب المتفرقة عوامل مشتركة شكلت القاعدة التي بُنيت عليها تطبيقات الباطنية الحديثة ، تتلخص هذه العوامل بالمبادئ التالية : ١- عقيدة الحلول والاتحاد ووحدة والوجود . ٢- الاعتقاد بالألوهية الكامنة للنفس البشرية . ٣- الاعتقاد بالوحي الذاتي المستغني عن التوسط النبوي . ٤- الاعتقاد بنسبية الحق ووحدة الأديان . ٥- السعي "للاستنارة" أو "الإشراق" المتمثل باتحاد المخلوق بالخالق . تتجلى هذه المبادئ بشكل صريح وظاهر في طرح رموز الباطنية الحديثة عند الغرب ، أمثال : إكهارت تولي ، وأوشو ، وديباك تشوبرا ، وواين داير وغيرهم ، ولكنها تظهر بدرجات متفاوته في الوضوح والصراحة عند أتباع هؤلاء في العالم العربي . ورغم وضوح الإشكالات العقدية الشديدة في تطبيقات الباطنية الحديثة لأي متابع مطلع ومختص ، إلا أن الجدل فيها لا يزال قائمًا بين عوام الناس لأسباب متعددة ، من أهمها غياب الفتوى وصوت كبار العلماء في البت في هذه النوازل الخطيرة منذ سنوات طويلة . وفيما يلي ملخص لأبرز أنواع الممارسات مع التوضيح الموجز والتمثيل : أولاً : الممارسات المتعلقة بفلسفة "الطاقة الكونية" . "الطاقة الكونية" في الفلسفة الشرقية وتطبيقات الباطنية الحديثة هي تعبير عن الوجود الكلي المطلق ، وإحدى صور عقيدة وحدة الوجود . ويُبنى عليها تصورهم عن الصحة والمرض ، فكلما كانت "الطاقة" متوازنة كان الإنسان أقرب لأصله "الإلهي" الذي لا يصيبه المرض ولا يتضرر بالآفات والعلل . ووجه الإشكال في التشافي بها من جهتين : عدم ثبوت سببيتها - ولا حتى وجودها كونًا ، ولارتباطها بمعتقدات باطلة لا تنفك عنها . ومن أمثلة الممارسات المبنية على "فلسفة الطاقة" : ١- أنواع العلاج بالطاقة . ٢- الريكي . ٣- العلاج بالبرانا . ٤- الأيورفيدا . ٥- وخز مسارات الطاقة بالإبر . ٦- الماكروبيوتيك . ثانيًا : الممارسات المتعلقة بالقدرات الخارقة . من فروع القول بوحدة الوجود والألوهية الكامنة بالنفس البشرية ، برزت مزاعم امتلاك الإنسان لقدرات خارقة يتم كشفها عبر رياضات روحية معينة . بعدها يتمكن الإنسان من القيام بأفعال فوق بشرية . ومن أمثلة ذلك : ١- المشي على الجمر . ٢- الخروج من الجسد ( الإسقاط النجمي ) . ٣- قراءة الأفكار وإرسالها ( التخاطر ) . ٤- تحريك الأشياء عن بعد ( تليكنيسيس ) . ثالثًا : الممارسات الشركية . وهذه الممارسات مع ارتباطها بالمبادئ المذكورة آنفًا يظهر فيها جانب شركي أكثر وضوحًا ، يشبه حكم التمائم واعتقاد التأثير فيما لا يؤثر. ومن أمثلة ذلك : ١- الاستشفاء "بطاقة" الأحجار وذبذباتها ( بتعليقها أو وضعها في المنزل ) . ٢- استخدام الأحجار في جلب النفع أو دفع الضر ، كحل المشاكل الزوحية أو جذب الخب وشريك الحياة . ٣- الفونغ شوي وطاقة المكان ، حيث يقسم المكان لعدة مناطق مؤثرة في حياة الساكن ، ركن الثروة ، ركن الصحة .. الخ . وبالتغير في ذلك الركن تتأثر الحياة ، كوضع شجرة المال في ركن الثروة لزيادة الدخل ، أو شلال في ركن الصحة لجلب العافية . رابعًا : الممارسات المناقضة للإيمان بالقضاء والقدر . وهي من نتائج الاعتقاد بوحدة الوجود ، حيث إن العالم المشهود عندهم وهم ، وليس سوى انعكاس للوجود الحقيقي الذي يعبرون عنه "بالوعي" ، ومن ثم يكون التغيير في الوعي عن طريق التفكير والتركيز سبب في تجلي تلك الأفكار وظهورها في الواقع . وبذلك يكون الإنسان مدبر لأقداره موجد لها بإرادته أو تركيزه . وهم يصرحون بأن الإنسان ليس فقط يخلق فعله ، بل يخلق قدره كله . ويكثرون من الاستشهاد الخاطئ بالنصوص للتأييد هذا المعتقد ، كحديث [ أنا عند ظن عبدي بي ] . ومن أمثلة ذلك : ١- كتاب السر . ٢- قانون الجذب . ٣- القوانين الروحية المتفرعة عن قانون الجذب : كقانون التركيز وقانون الامتنان .. خامسًا : الممارسات المثبتة للغنوص . والمراد به الاعتقاد بوجود وسيلة مباشرة لتحصيل المعارف من مصدرها الإلهي دون الحاجة إلى الوحي ، ويعبر عنه -كثيرًا- بالإلهام أو الكشف ، ويوجد متفرقًا في طرح المتأثرين بالباطنية الحديثة . ومن الأمثلة القائمة على هذه الفكرة : ١- دورة فن استفتاء القلب . ٢- دورة "النوتة" . سادسًا : نشر الأفكار الصوفية وتمجيد رموز التصوف . نظرًا لقرب الفلسفات الشرقية والباطنية الغربية من مبادئ التصوف الفلسفي أدت محاولة "أسلمة" تلك المبادئ إلى ظهور فكر مطابق للفكر الصوفي القديم ، ووجد المتأثرون بهذا الفكر ضالتهم في كتابات زنادقة الصوفية كابن عربي والحلاج وجلال الدين الرومي . ومن أمثلة ذلك : ١- وعي الحب الإلهي ( قواعد العشق للرومي ) . ٢- الوصول إلى البصيرة . سابعًا : الممارسات المتضمنة لمشابهة الكفار فيما هو من خصائصهم . نظرًا لأن أصول الباطنية الحديثة ترجع للفلسفات والديانات الشرقية فإنها تظهر في تطبيقاتها آثار تلك الديانات ، سواء في المرجعية كالإحالات المتكررة إلى بوذا ولاوتسي ( الطاوي ) وغيرهما ، أو في الألفاظ والممارسات . ومن أمثلة ذلك : ١- اليوغا ( رياضة هندوسية يراد بها - عندهم الاتحاد بالإله ) . ٢-المشي على الجمر ، في دورات أطلق المارد / العملاق الذي بداخلك . ٣- مصطلحات : الكارما ، المانترا ، الشاكرا . ثامنًا : ممارسات الكهانة ودعوى معرفة الغيب . تظهر عند بعض المتأثرين بالباطنية الحديثة ممارسات متنوعة فيها شيء من الدعاوى الغيبية ، وقد يعتمد بعضها على تصور معيّن للوجود، وبعضها ليس له تعلق مباشر بالفلسفة وإنما تمرر ضمن ما يُعرف بتحليل الشخصية . ومن أمثلة ذلك : ١- الداوزينج ، وهو نوع من "التكهن" عن طريق البندول . ٢- بعض صور تحليل الخط والتوقيع . ٣- قراءة وتشخيص هالات الجسد . وهذا ليس إلا طرفًا يسيرًا مما يبثه هؤلاء في مجتمعنا المسلم المحافظ بشكل متسارع مخيف ، وإلا لو أردنا التفصيل والاستقصاء لطال بنا المقام جدًا ، فإنما هي إشارات تبين خطورة الأمر والضرورة الشديدة لالتفات العلماء لمعالجته وصده وتحذير الناس من خطره . علمًا أن جميع ما سبق - مع ما فيه من خلل عقدي بيّن - يُروَّج على زعم "ثبوت منفعته أو تأثيره علميًا" ، وبالرجوع إلى الثقات والمحايدون من الأطباء وعلماء النفس وعلماء الفيزياء يتبين أن ذلك ليس إلا دعاوى فارغة ، وأن الآثار المظنونة في الممارسات المذكورة الآنف ذكرها هي خليط من الأثر الوهمي وقوة الإيحاء النفسي وبعض المنافع التي لا تختص بها تلك الممارسات .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 06:44 PM
|