التوبة في الإسلام هي العودة إلى الله بعد ارتكاب الذنوب والمعاصي، وهي من أعظم الأبواب التي يفتحها الله للعباد. قال الله تعالى: "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (النور: 31)، مما يدل على أهمية التوبة في حياة المسلم.
تتطلب التوبة النصوح ندمًا على الذنب، وقرارًا بعدم العودة إليه، وتوفيقًا من الله في التغيير. في حديث نبوي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نُكتةٌ سوداء في قلبه، فإن تاب، نزع، واستغفر صُقل منها" (رواه مسلم). أما إذا تأخر المسلم عن التوبة، فقد يترك ذلك أثارًا سلبية على قلبه كما ذكر في القرآن: "كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم" (المطففين: 14).
الندم هو أساس التوبة، كما جاء عن الإمام علي (عليه السلام) حيث قال: "الاستغفار درجة من درجات العليين، وهو يقع على ستة معانٍ"، وذكر في تلك المعاني أهمية الندم والعزم على التغيير، إضافة إلى أداء الحقوق.
والمسلم مطالب بالتوبة في كل لحظة، فلا يوجد وقت محدد أو عدد محدود للتوبة؛ فإن الله يقبل التوبة حتى اللحظة الأخيرة من الحياة، كما ذكر الحديث: "مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ