الحمد لله الذي بفضله ونعمه نستمد القوة والصبر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
الطريق إلى الله سبيل الأمل والنور تلك الرحلة التي يسعى فيها الإنسان للعودة إلى ربه لا يُدرك الإنسان فيها أي لحظة أمل إلا في مناجاة الله سبحانه وتعالىفهي رحلة تصحيح للخطى واستعادة للصلة القوية التي تجمع بين العبد وربه.
في هذا العصر المليء بالتحديات والفتن يكثر البحث عن الأمل والمخرج فلا شيء يملأ النفس إيمانًا وطمأنينة مثل الرجوع إلى الله.
الله – جل وعلا – هو الأمل الذي لا ينضب هو الرب الرحيم الذي فتح بابه للعباد ينتظر منهم العودة والتوبة وهو القادر على تغيير الأحوال والفرج بعد الضيق يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ [سورة هود: 61] فمتى ما رجع العبد بقلبه لله وجد رحمة الله وسعت كل شيء.
من أعظم الطرق التي تعين المسلم على العودة إلى الله هي التوبة الصادقة، فهي نبع الأمل الذي يغسل القلب من الذنوب ويعيد للروح صفاءها ونقاءها. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، فبالتوبة نستعيد البراءة ونرجع إلى الله ونحن أملُ عودة يُضيء حياتنا من جديد.
ومما يعين على العودة إلى الله أيضًا الدعاء، ذلك السلاح الذي لا يخذل صاحبه أبدًا. الدعاء هو المفتاح الذي يفتح أبواب الأمل في وجه العبد، يرفع اليأس وينقل المؤمن من لحظات الألم إلى فضاءات رحمة الله الواسعة. يقول الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [سورة غافر: 60].
أخيرًا، علينا أن نؤمن أن الرجوع إلى الله لا يكون بالأماني وحدها بل بالعمل الجاد واليقين بأن الله سيعطينا من فضله ما يعيننا على تجاوز المحن فبدل أن ننظر إلى ما ضاع من وقت وأيام علينا أن نبادر ونبدأ الآن ونضع خطواتنا على طريق العودة إلى الله.
نسأل الله أن يفتح قلوبنا لما يحب ويرضى وأن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح، آمين.