تابع اسماء الله الحسنى ( الوكيل )

سادسًا: أمثلة من حياة الصحابة في التوكل على الله الوكيل

1. أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الهجرة:



من أروع الأمثلة على التوكل في حياة الصحابة موقف أبي بكر الصديق مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، حين كان يقول:
"لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لأبصرنا!"
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مطمئنًا:
"يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟"
فكان هذا موقفًا عظيمًا من التوكل، إذ كان أبو بكر يخشى على النبي أكثر من نفسه، ولكن إيمانه بأن الله وكيلهما، بث فيه الطمأنينة.

2. عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتدبير أمور الدولة:



كان عمر بن الخطاب حاكمًا قويًا يعتمد على الله في كل خطوة، لكنه في الوقت نفسه يأخذ بالأسباب، ويرسل الجيوش، ويخطط، ويستشير.
كان يقول:
"لو عثرت بغلة في العراق لسُئلت عنها: لمَ لم تمهّد لها الطريق يا عمر؟"
وهذا دليل على أن التوكل لا يعني الإهمال، بل المسؤولية مع الثقة الكاملة بالله.

3. خبيب بن عدي رضي الله عنه وثباته في الأسر:



حين أُسر خبيب رضي الله عنه وعلِم أنه سيُقتل، لم يجزع، بل توكل على الله، وقال:
"اللهم أحصِهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تُبقِ منهم أحدًا."
وكان مطمئنًا في لحظة الموت، لأنه يعلم أن الله وكيله، ولن يُخذل من فوّض أمره إليه.

4. عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وتفسيره للتوكل:



قال ابن عباس رضي الله عنهما:
"التوكل هو الثقة بما عند الله واليأس مما في أيدي الناس."
وكان من أشد الناس تعلقًا بوعد الله، ويظهر ذلك في علمه وسكونه وعدم لهثه خلف الدنيا.



---

الخاتمة:

اسم الله "الوكيل" باب عظيم من أبواب التوحيد، وكنز ثمين للمؤمن الذي يعي أن كل شيء بيد الله. إنّ من يفقه هذا الاسم حق الفقه، يعيش في يقين وراحة واطمئنان، ويكون من أولياء الله الذين قال فيهم:
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" [يونس: 62]

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ